أكد عدد من الشركات المصدرة أن زيادة الطلب على الشحن الجوى أدت إلى ارتفاع أسعار التكلفة، بالرغم من عدم فتح المجال الجوى كما كان عليه الوضع قبل اكتشاف فيروس كورونا.
وقال محمد أحمد رئيس لجنة الشحن الجوى بشعبة خدمات النقل الدولى فى غرفة تجارة الإسكندرية، إن المصدرين حاليا يواجهون أزمة هى الأكبر من نوعها والتى تتركز فى ارتفاع أسعار الشحن الجوى بنسبة تصل إلى الضعف عما كانت عليه قبل أزمة كورونا.
وأشار إلى أن السوق لم تواجه فى تاريخها أزمة كالتى تعيشها حاليا، موضحا أن هناك عبئا كبيرا يتحمله المصدرون، خاصة بالنسبة للصادرات المتجهة إلى الدول العربية التى تعتمد على السوق المصرية بشكل أساسى، خاصة فى السلع الغذائية والحاصلات الزراعية، التى يتم نقلها عبر الشحن الجوى.
وتابع أن %80 من حجم التبادل التجارى بين مصر والدول العربية يتركز فى الحاصلات الزراعية والسلع الغذائية، بينما تتوزع النسبة الباقية على الأثاث والبضائع الأخرى.
ولفت إلى أن هناك كثيرا من المستوردين توقفوا عن الاستيراد من مصر بسبب أسعار الشحن الجوى الأخيرة، خاصة بكل من السعودية والكويت والإمارات والسودان، مشيرا إلى أن أسعار السلع كما هى وكذلك التغليف، إلا أن المبالغة كانت فى تكلفة الشحن الجوى.
الشحن الجوى اكتسب أهميته مؤخرا بعد ارتفاع نوالين النقل البحرى
وأكد أن الشحن الجوى اكتسب أهميته مؤخرا بعد ارتفاع نوالين النقل البحرى، وطول الفترة التى يستغرقها، علاوة على استمرار مشكلة نقص الحاويات الفارغة فى النقل البحرى.
يذكر أن هناك انخفاضا يصل إلى قرابة %75 فى النقل البحرى بين مصر والسعودية والأردن “بوابتا الصادرات المصرية للخليج والدول العربية“ بسبب تطبيق ما يعرف بالنقل التبادلى والذى لا يسمح بدخول السائقين المصريين إلى تلك الدول، مما أدى إلى شبه توقف تام للسائقين على خطى “سفاجا – ضبا “، ونويبع – العقبة، واعتماد معظم الصادرات لتلك الدول على الشحن الجوى.
من جانبه، أشار الدكتور عمر السمدونى عضو شعبة خدمات النقل الدولى بغرفة تجارة القاهرة، إلى أن الزيادة فى أسعار الشحن الجوى غير مسبوقة، إلا أنه اعتبرها أمرا طبيعيا خلال المرحلة الراهنة.
وأكد أن شركات الطيران فى أزمة كارثية، بسبب الظروف الراهنة التى أدت إلى غلق معظم المجالات الجوية، بالرغم من الطلب الكبير على الشحن الجوى لكثير من المنتجات.
وأوضح أن الطلب لم يتركز فقط على الحاصلات الزراعية والسلع الغذائية، فهناك أيضا طلب غير مسبوق على شحن المعدات الطبية مع تفشى فيروس كورونا، وهو ما أدى إلى ارتفاع تكلفة الشحن الجوى بشكل جنونى خلال الفترة الماضية.
وقال إن تكلفة استئجار طائرات “747 Boeing “ و” 777 Boeing” لشحن البضائع والأدوية من هونج كونج إلى أوروبا فى المواسم العادية ارتفعت من 300 ألف دولار إلى إلى 800 ألف دولار حاليا للمرة الأولى، مشيراً إلى أن التكلفة تتغير على مدار الساعة مع زيادة الطلب على المُعدات الطبية.
وأشار إلى أن ما يُثقل كاهل شركات الطيران أيضا إلغاء الإجازات وتحوّل رجال الأعمال إلى اجتماعات ومؤتمرات عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”، ومن هنا بدأت شركات عملاقة مثل لوفتهانزا “ أكبر شركة طيران ألمانية” بتحويل طائرات ركاب إلى طائرات شحن مؤقتة.
ارتفاع تكلفة الشحن الجوى ليس فى السوق المصرية فقط
وتابع إن ارتفاع تكلفة الشحن الجوى ليس فى السوق المصرية فقط، لكنه اتجاه عالمى، مشيرا إلى أنه على سبيل المثال ارتفعت أسعار الشحن الجوى من 0.80 دولار للكيلو جرام من الشحنات عبر الأطلنطى إلى 2.50 دولار، وهو ما أدى الى إغراء شركات الطيران للركاب على تشغيل رحلات الشحن فقط، فى حين تقوم شركات الشحن بإعادة الطائرة المخزنة التى تستهلك كميات أكبر من الوقود إلى الخدمة مع انخفاض أسعار النفط.
أما أيمن الشيخ رئيس لجنة النقل الدولى واللوجستيات بالاتحاد العام للغرف التجارية، فيرى أن الأسعار غير مرتفعة خلال الفترة الراهنة، إذا تم وضع الظروف التى تمر بها السوق حاليا فى الاعتبار، مشيرا إلى أن هناك «ظلم لمصر للطيران» على حد تعبيره.
وتابع أنه إذا تعرضت شركة مصر للطيران لأزمة ستتأثر بها السوق كلها، مطالبا بضرورة تطبيق مبدأ «win to win» بمعنى أن الكل يحقق مكاسب، بحيث تحقق مصر للطيران مكاسب وكذلك شركات النقل الدولى.
وأوضح أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة عدد الدول التى تطالب بزيادة الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية دون شهادات فحص وبأسعار مرتفعة، فكيف يتم تخفيض سعر الشحن؟، خاصة فى ظل عدم وجود طائرات تلبى الطلبات.
وطالب بتحسين مستوى الخدمة والتسويق، وبالتالى يتم التصدير بأى سعر يمكن تحديده، خاصة أنشطة التغليف، مشيرا إلى أن الكنتالوب يصل سعره فى ألمانيا إلى دولارين، فى حين المصرى يتراوح بين 2 إلى 3 جنيهات، بسبب أنظمة التغليف والعرض.
وتابع أن الأسعار التى تقدمها مصر للطيران مقارنة بأسعار شركات الطيران الأخرى العالمية غير عادلة «على حد تعبيره»، فالكيلو يتم استيراده من الصين على شركات مختلفة برسوم من 10 إلى 12 دولارا، فى حين يتم شحنه عبر مصر للطيران بـ 5 دولارات فقط.
وأوضح أن الشحن الجوى هو أساس العمل حاليا بالنسبة لمصر للطيران، والتى تزايدت خسائرها خلال الفترة الأخيرة، لذا لابد من اتخاذ قرارات جريئة، فى ظل استغناء كثير من الشركات العالمية عن عمالتها، ووقف كثير من الطائرات الأكبر حجماً لديها.