3 محددات رئيسية تعزز فرص نجاح مشروع تحويل السيارات للغاز في مصر

استحالة تحويل بعض فئات السيارات، خاصة الفاخرة إلى منظومة الغاز الطبيعى نظرًا لارتباطها بمنظومة تكنولوجية متكاملة

3 محددات رئيسية تعزز فرص نجاح مشروع تحويل السيارات للغاز في مصر
وائل كمال

وائل كمال

3:09 م, الثلاثاء, 4 أغسطس 20

قال منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة رابطة تجار السيارات، وعضو لجنة تسيير أعمال الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن السوق المصرية مؤهلة للتحول للاعتماد على الغاز الطبيعى شريطة توافر عدة معايير أولها دعم الدولة لتكاليف تجهيزات التحويل، وثانيها اشتراط التحويل لمنح الترخيص للسيارة الجديدة أو التجديد للسيارة المستعملة، وثالثها: تهيئة البنية التحتية اللازمة لتشغيل وتموين هذه السيارات من خلال تزويد جميع محطات الوقود بأجهزة التموين بالغاز الطبيعى.

ورغم ذلك، لفت زيتون إلى استحالة تحويل بعض فئات السيارات، خاصة الفاخرة إلى منظومة الغاز الطبيعى نظرًا لارتباطها بمنظومة تكنولوجية متكاملة معتمدة من جانب الشركات العالمية، ويستحيل التعديل فيها إلا من خلال هذه الشركات.

وأوضح أن من بين العلامات التجارية التى يشملها هذا الأمر أودى وفولكس فاجن وسكودا ومرسيدس وبى إم دابليو إلخ، لافتا إلى أن إدخال تعديلات فى بعض الطرازات التابعة لهذه العلامات التجارية قد يؤدى لإتلاف منظومة التشغيل بشكل كامل.

وأضاف أن الطرازات الاقتصادية يمكن تحويلها دون عراقيل، ومن بينها طرازات مثل النترا إتش دى وميتسوبيشى لانسر وسيارات بى واى دى ولادا .. إلخ، وذلك نظرًا لعدم اعتماد هذه السيارات على منظومات تكنولوجية متقدمة يصعب معها التحويل والتغيير فى منظومة التشغيل لتعتمد على الغاز الطبيعى.

وطالب زيتون بضرورة إجراء دراسات مفصلة بشأن الطرازات التى يمكن تحويلها للعمل بالغاز الطبيعى، وتلك التى يصعب تطبيق هذا القرار عليها، مؤكدا استحالة تعميم قرار التحويل الإجبارى على جميع الطرازات والعلامات التجارية المتوافرة فى السوق المحلية.

وأشار إلى أن الحوافز المالية قد تشمل منح تراخيص مجانية أو بأسعار مخفضة للسيارات التى تعمل بالغاز الطبيعى أسوة بما يحدث فى الخارج لتشجيع العملاء على التحول للاعتماد على هذا الغاز الطبيعى أو على السيارات المزودة بمحركات كهربائية.

وأشار إلى أن البنية التحتية فى مصر غير مؤهلة فى الوقت الحالى للاعتماد بشكل كامل على السيارات العاملة بالغاز الطبيعى، نظرًا لانخفاض عدد محطات التزود بالغاز الطبيعى، فمدن كبيرة لا يتوافر فيها سوى محطة واحدة أو قد لا يتوافر بها محطات نهائيًا مما يؤدى إلى وجود طوابير طويلة من السيارات التى يرغب أصحابها فى التموين بالغاز الطبيعى.

وأكد أهمية تأهيل البنية الأساسية على مستوى الجمهورية بمحطات كافية للغاز الطبيعى قبل صدور أى قرار ملزم متعلق بالتحول للغاز الطبيعى، موضحا أن تقديم الحوافز وتوفير البنية التحتية اللازمة سيدفع العملاء للمبادرة بالتحويل للغاز الطبيعى للاستفادة من الوفورات المالية لهذه الخطوة حتى فى حالة عدم صدور قرارات ملزمة لهم.

كان الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى قال فى وقت سابق، إن من حق الدولة تنظيم شئون حياة شعبها بشكل يوفر من النفقات ويحافظ على البيئة، ومن ثم من حقها إصدار قرارات تقضى بعدم منح تراخيص جديدة للسيارات إلا لتلك التى تعمل بالغاز؛ مطالبا الحكومة والبنوك ببذل مجهود إضافى لجذب مختلف شرائح المجتمع لإنجاح مبادرة تحويل السيارات للعمل بالغاز بدلًا من البنزين، ما يوفر على المواطنين نحو نصف نفقات الوقود، وكذلك الحفاظ على البيئة، واستغلال الموارد المتاحة والمتوافرة فى مصر من الغاز الطبيعى.

وأشار زيتون إلى إمكانية مساعدة أصحاب السيارات للتحول للعمل بالغاز الطبيعى من خلال قروض منخفضة أو صفرية التكلفة، لافتا إلى أن مبادرة تحويل المركبات للعمل بالغاز لا تقتصر على تلك التى مر على إنتاجها 20 عامًا، وإنما يمكن أن تشمل أى سيارة تعمل بالبنزين، سواء كانت ملاكى أو ميكروباص أو تاكسى، وقدر تكلفة تحويل مليون مركبة من بنزين لغاز بنحو 8 مليارات جنيه.

ووفق شركة غازتك المتخصصة فى تقديم خدمات التحويل وتموين الغاز الطبيعى للسيارات؛ بدأ استخدام هذا المورد لتشغيل السيارات فى مصر كمشروع تجريبى بإحدى الشركات التابعة لقطاع البترول عام 1985، ثم قامت وزارة البترول بإنشاء شركتين تابعتين لها وهما كارجاس وغازتك لإنشاء محطات تموين وتحويل السيارات للعمل بالغاز.

كما سمح لشركات القطاع الخاص بالمشاركة فى نشاط الغاز الطبيعى للسيارات من خلال دخول شركات شل جاس إكسبريس، وماستر جاس، وعربية جاس، وتوتال ليصل عدد الشركات العاملة فى المجال فى مصر إلى 6 شركات، وقد تعاقدت شركات قطاع البترول مع عدد من شركات تصنيع السيارات لتحويل السيارات على خط الإنتاج لزيادة أعداد السيارات العاملة بالغاز.

وقد بلغ عدد السيارات العاملة بالغاز الطبيعى فى مصر أكثر من 246 ألف سيارة ووصل عدد محطات تموين السيارات بالغاز إلى 187 محطة، كما وصل عدد مراكز التحويل إلى 71 مركزاً.

وتشير شركة غازتك إلى أن الغاز الطبيعى خالٍ من مركبات الرصاص والشوائب الكبريتية، كما يعمل على خفض الانبعاثات الناتجة عن الاحتراق، ويتميز بأنه غير سام، وهو أخف من الهواء فإذا ما تسرب فإنه يتصاعد إلى أعلى، وتتضاءل احتمالية اشتعاله مقارنةً بأنواع الوقود السائل، كما تجهز منظومة الأمان بنظام لغلق الغاز عند إيقاف السيارة، وتصمم اسطوانات الغاز الطبيعى للسيارات وفقاً للاشتراطات العالمية لتحمل الضغوط العالية والصدمات.

وبالنسبة للوفرة؛ تشير غازتك إلى توافر خدمات التموين بالغاز فى جميع محطات التموين بالغاز الطبيعى بمختلف محافظات الجمهورية على مدار 24 ساعة دون انقطاع، حيث يتم نقل الغاز للمحطات عن طريق الشبكة القومية للغازات.

وأضافت أن الغاز الطبيعى يوفر مبالغ ضخمة من مخصصات الدعم الذى توجهه الدولة للمواد البترولية السائلة، كما يحقق عائدًا اقتصاديًا لمالكى السيارات عند تحويل سياراتهم للعمل بالغاز الطبيعى من خلال الوفر الناتج من استخدام الغاز الطبيعى بدلاً من الوقود السائل.