خبراء يقللون من تداعيات احتجاز سفينة جنوب البحر الأحمر على حركة قناة السويس

بسبب وجود القوات الدولية

خبراء يقللون من تداعيات احتجاز سفينة جنوب البحر الأحمر على حركة قناة السويس
جريدة المال

نادية سلام

السيد فؤاد

3:32 م, الأحد, 26 نوفمبر 23

قلل خبراء النقل البحري من تهديدات احتجاز جماعة الحوثي، سفينة شحن جنوبي البحر الأحمر، على حركة التجارة والملاحة الدولية خاصة قناة السويس، حيث أكدوا أن تواجد قوات دولية يقلل من تداعيات الاحتجاز.

وفي هذا الصدد قال الدكتور عبد التواب حجاج، المستشار الاقتصادي لرئيس هيئة قناة السويس السابق، إن تأثيرات التهديدات بإغلاق باب المندب يتوقف على مدى جدية تنفيذ تلك التهديدات ورد فعل المجتمع الدولي والذي اتجه بسبب أعمال القرصنة إلي تواجد قوات دولية تصاحب السفن أثناء إبحارها.

وأضاف أن التنبؤ برفع شركات التأمين لقيمة البضائع المنقولة والسفن نتيجة تلك التهديدات لم يتضح حتى الآن.

وأشارت المنظمة العالمية، “الأمن البحري الدولي (IMSC)  في تحذيرها إلى “أنه بناءً على مستوى التهديد المتزايد، إجراءات موصى بها لجميع السفن التي تعبر المنطقة، حيث أشارت إلى أنه على السفن، عندما يكون ذلك ممكنا، يجب أن تقوم بالعبور ليلاً لتقليل احتمالية التعرف البصري من قبل “الجهات المهددة”.

وتأسست منظمة الأمن البحري الدولي (IMSC) في عام 2019 لتوفير الطمأنينة للشحن التجاري في منطقة الشرق الأوسط من خلال مساهمة قوة متعددة الجنسيات من السفن والأفراد والقدرات المتقدمة.

ويوجد حاليًا 12 دولة عضو في IMSC”” ألبانيا، البحرين، إستونيا، الأردن، لاتفيا، ليتوانيا، رومانيا، المملكة العربية السعودية، سيشيل، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مما يدل على التزامها بالنظام الدولي القائم على القواعد.

بدوره قال المهندس وائل قدور عضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق من إعلان “الحوثيين إغلاق منطقة باب المندب  ردا على أحداث غزة الأخيرة، موضحا أن تلك المنطقة تحظى  بتواجد قوات أجنبية متعددة.

وأضاف أن وجود تلك القوات الدولية يطمئن شركات التأمين التي لم تتجه إلي رفع أقساط التأمين حاليا علما أنها رفعت أقساط التأمين إلي 150 ألف دولار بدل مخاطر القراصنة لكل سفينة تمر من تلك المنطقة  السنوات السابقة، مؤكدا علي كلامه الدكتور أحمدالشامي ،خبير النقل البحري، مضيفا أن تداعيات احتجاز الحوثيين لسفينة حاملة السيارات لن يكون له تأثير علي أسعار البترول، خاصة أن حمولة تلك السفينة لايمثل نسبة كبيرة من حجم الإنتاج والتوريد اليومي ،متوقعا الافراج قريبا عن السفينة .

وأصدرت منظمة الأمن البحري الدولي، الذي تم تشكيلها للحفاظ على الأمن البحري وحرية الملاحة عبر منطقة الشرق الأوسط، تحذيرا للسفن العاملة في منطقة البحر الأحمر، وذلك قبيل الأحداث التي شهدها مضيق باب المندب، مؤخرا.

وكتبت منظمة الأمن البحري الدولي في رسالة تحذيرية على موقعها قائلة “ما زلنا نشعر بالقلق إزاء ارتفاع مستوى التهديد في البحر الأحمر”، مؤكدة أن الاقتراب من باب المندب لا يزال يشكل مجالا مثيرا للقلق”، مشيرة إلى أنها تقدم المشورة للسفن بشأن إجراءات عبور البحر الأحمر وباب المندب.

ويعد المضيق الواقع بين اليمن في شبه الجزيرة العربية، والمنطقة المعروفة بالقرن الأفريقي حيث تقع جيبوتي وإريتريا، ممرا ملاحيا حيويا.

وتمر عبر المنطقة ناقلات النفط المغادرة من الشرق الأوسط بالإضافة إلى العديد من سفن الحاويات التي تبحر على الطرق بين آسيا وأوروبا، وهو الرابط بين المحيط الهندي وقناة السويس والبحر الأبيض المتوسط.

كان قد أصدر الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن على طول البحر الأحمر، تهديدا – خلال فيديو  مصور -عن استهداف السفن الإسرائيلية المارة بمضيق باب المندب، هو ما تم تنفيذه بعد الحصول على أحد سفن الرورو الحاملة للسيارات.

ويشير تقرير القرصنة السنوي الصادر في عام 2022 عن المكتب البحري الدولي التابع للمحكمة الجنائية الدولية إلى وصول حوادث القرصنة العالمية إلى أدنى مستوى لها خلال العقود الثلاثة الماضية، وأنها تتراجع للعام الثاني على التوالي، حيث غرب أفريقيا منطقة ساخنة لهجمات القراصنة التي تمثل تحديًّا رئيسًا هناك، حيث تشير إلى أن منطقة خليج غينيا قد شهدت زيادة في حوادث القرصنة بنسبة 50% بين عامي 2015 و2019، وزيادة بنسبة 10% بين عامي 2019 و2020 في حوادث الإختطاف، للحصول على فدية.

وأشارت دراسة أجرتها الأمم المتحدة في ديسمبر 2021 إلى أن إيرادات الفدية لعصابات القرصنة في خليج غينيا تبلغ نحو 5 ملايين دولار سنويًّا، فيما بلغت آثار القرصنة على التجارة – تكاليف مباشرة وغير مباشرة – نحو 1.9 مليار دولار سنويًّا لاثنتي عشرة دولة في خليج غينيا.

وفي نفس السياق حققت قناة السويس خلال الـ 10 أشهر من عام 2023 عبور 22 ألفا و29 سفينة بزيادة  13% مقارنة بنفس الفترة  لعام 2022 والذي سجل عبور 19 ألفا و485 سفينة اي بفارق 2544 سفينة، بينما سجل إجمالي الإيرادات  في الفترة من يناير حتي أكتوبر 2023  نحو 8.62  مليار دولار مقارنة بنفس الفترة لعام 2022 والذي سجل  6.49 مليار دولار  بفارق  أكثر من ملياري دولار.

وسجل إجمالي الحمولات العابرة خلال الـ10 أشهر الماضية عبور مليار و315 مليون طن بزيادة 13.7% مقارنة بنفس الفترة والتى حققت مليارا و156 مليون طن بفارق 158مليون طن.