أكد عدد من شركات الشحن والتفريغ العاملة بميناء الدخيلة على وجود تأثيرات مباشرة على سوق الحبوب المحلي بعد انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب مع اوكرانيا عبر البحر الأسود، حيث يتمثل هذا التأثير في ارتفاع الاسعار محليا بسبب تراجع الكميات الموردة من أوكرانيا.
وفي هذا الصدد كشف أحمد شوقي رئيس لجنة الشحن والتفريغ بغرفة ملاحة الإسكندرية، عن وجود تأثيرات مباشرة لأزمة انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب مع اوكرانيا عبر البحر الأسود، والتي تمثلت في ارتفاع أسعار الحبوب من 10- 15% منذ بداية الأزمة التي بدأت منتصف الاسبوع الماضي.
وأشار إلى أن السوق المصرية كانت تعتمد على السوق الأوكراني في استيراد الحبوب خاصة الذرة والقمح، وذلك بالرغم من إنخفاض الجودة، إلا أن الاعتماد عليها كان بسبب إنخفاض الأسعار مقارنة بالأسواق الأخرى من ناحية، بالاضافة إلى التسهيلات الممنوحة من قبل أوكرانيا في تصريف مخزونها من الحبوب من ناحية أخرى، لاستخدام حصيلة البيع في أعمال التسليح.
ولفت ” شوقي ” إلى أن مصر لا تعتمد فقط على السوق الاوكراني حيث لديها العديد من الاسواق والمناشئ بالبحر الاسود خاصة من بلغاريا وصربيا ورومانيا، بالاضافة إلى السوق الروسي والذي يعد السوق الرئيسي لواردات مصر من الحبوب، بالاضافة إلى دول أمريكا اللاتينية من الارجنتين والبرازيل.
وتوقع استمرار ارتفاع الاسعار خلال الايام المقبلة، وهو ما قد يؤثر على التعاقدات الجديدة، في الوقت الذي تمتلك فيه أوكرانيا مخزون من الحبوب يصل الى 20 مليون طن لم يتم بيعه خلال فترة المبادرة التي كان معمول بها وتم وقفها منذ أيام.
يذكر أن المهندس عبد السلام الجبلى، رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ ، كان قد أشار في تصريحات له خلال أيام أن انسحاب روسيا من المبادرة لن يؤثر سلبيا على مصر، في ظل وجود مخزون احتياطي من القمح يكفى احتياجات البلاد لمدة 6 شهور مقبلة، بالإضافة إلي السياسة التى تتبعها البلاد خلال الفترة الأخيرة بشأن تنويع مصادرها من السلع الاستراتيجية المستوردة وتحديدا القمح.
وأشار إلى أنه بداية الحرب الروسية الأوكرانية ومصر بدأت تعتمد على أكثر من مصدر في توفير احتياجاتها من القمح والذرة الصفراء وغيرها من السلع الاستراتيجية.
من جهته أشار اللواء هاني مكي نائب رئيس شركة يوني جرين للشحن والتفريغ أن مصر كانت تعتمد بشكل رئيسي على السوق الاوكراني في توريد الحبوب خاصة من القمح، وذلك بنسبة تصل الى 80%.
وأكد على أن السوق المصرية سيكون له تأثير كبير على السوق المصرية، خاصة وأنه سيتم الاعتماد على مناشئ أخرى وبأسعار مرتفعة نسبيا عن السوق الاوكراني من ناحية، بالاضافة إلى ارتفاع أسعار النوالين في حالة الاستيراد من أسواق بديلة خاصة استراليا أو السوق الامريكي.
وأوضح ” مكي ” أن المخزون المصري لا يكفي سوى شهرين على اقصى تقدير، لذا لابد من العمل على تعاقدات سريعة حتى لا تحدث أزمة بالسوق المحلية، موضحا أن السوق المصرية تعتمد على السوق الاوكراني بسبب انخفاض الاسعار بها والتسهيلات الممنوحة لتصريف مخزونها من الحبوب.
كانت قد أعلنت روسيا، في 17 يوليو 2023، تعليق مشاركتها في اتفاقية “مبادرة حبوب البحر الأسود” لتصدير الحبوب الأوكرانية نظرا إلى عدم التزام الدول الغربية بنصوص الاتفاقية التي تقضي بتخفيف العقوبات الاقتصادية وتذليل العقبات التي تُواجِه صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، ما يسهم في تعطيل الإمدادات الغذائية، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين 24 يوليو 2023 أن موسكو ستعوض الحبوب الأوكرانية المصدرة إلى أفريقيا.