وضعت شركة «روتس كوموديتيز» -قائد التحالف المنفذ لمشروع محطة الصب الجاف النظيف بميناء شرق بورسعيد- والذى وقعت اتفاقية مؤخرا مع الهيئة الاقتصادية لقناة السويس بنظام حق الانتفاع لفترة 30 عاما، عددا من معايير النجاح.
وحسب الدراسات الاقتصادية الخاصة بالمشروع والتى تقدمت بها الشركة للهيئة الاقتصادية لقناة السويس وحصلت « المال» على نسخة منها، فإن أهم معايير نجاح المشروع تتمثل، فى تكوين تحالف من 8 شركات متخصصة فى نشاط الصب الجاف، والتجارة والتصنيع والتوزيع والنقل.
وتضم قائمة التحالف وفقا لدراسة المشروع شركات: «روتس كوموديتيز، وروزا جرين الإماراتية، وكروان للدواجن وإنتاج الأعلاف، وبلشار، وشمال أفريقيا للتجارة، والغرير الإماراتية، وباديا».
كشفت دراسة «روتس كوموديتيز» أن المشروع يستهدف الاستفادة من قائمة الشركات المذكورة سابقا، مجتمعة فى نطاق واحد، إذ يمكن توريد السلع من بلد المنشأ، والاستيراد والتجارة، والتفريغ والنقل، وتصنيع الأعلاف الحيوانية وإنشاء مجمع صناعى غذائى متكامل بناء على الخبرات لكل شركة بالمجموعة.
وذكرت الدراسة، أن كافة الشركات المشاركة، ستستفيد من محطة شرق بورسعيد، سواء من حيث الغاطس البالغ عمقه 18 مترا أو القدرة على استيعاب السفن الضخمة، وعدم الانتظار على الأرصفة، وبالتالى تقليل غرامات الانتظار لأصحاب الشحنات والتى تؤثر على تكلفة السلع.
وذكرت «روتس كوموديتيز» فى دراستها، أنها ستعتمد على معدات تفريغ ذات سعات كبيرة تصل إلى 4 أوناش عملاقة بطاقة تصل إلى 600 طن فى الساعة لكل ونش بإجمالى طاقة تفريغ تصل الى 48 ألف طن يوميًا.
كما تنوى «روتس كوموديتيز»، الاعتماد على سيور أوتوماتيكية مغلقة الربط بين معدلات التفريغ والصوامع من شأنها ضمان توافق معدلات التفريغ مع التخزين، وكذلك الحد من الهالك فى البضائع، وانبعاث الغبار، تماشيا مع المعايير البيئية للميناء.
وتستهدف الشركة إنشاء صوامع بطاقة تخزينية تصل إلى 750 ألف طن من الغلال والأعلاف المختلفة، وتحقيق حجم تداول سنوى يصل إلى 6 ملايين طن، ويمنح تصميمها مرونة فى تنوع أنواع الغلال والأعلاف المختلفة دون تقيد بنوع محدد.
كما ستقوم الشركة بإنشاء خط متخصص لإنتاج أعلاف الخيول فى مصر، لاسيما أن السوق المصرية تستورد معظم احتياجاتها من إنجلترا وبلجيكا، مع إمكانية التصدير للدول العربية، بالإضافة إلى إنشاء مصنع لغربلة ودش البقوليات (الفول والعدس) والتعبئة بغرض التصدير وتلبية الطلب المحلى.
وتستهدف الشركة ضخ استثمارات تصل إلى قرابة 500 مليون دولار، فى مشروعات محطة الغلال والأعلاف ومنطقة القيمة المضافة، وخلق فرص عمل تصل إلى 6400 فرصة عمل.
وأكدت الشركة أنها ستقوم باستقبال سفن ضخمة تصل من 80 إلى 120 ألف طن وتحديدا من المناشئ البعيدة نسبيا، ومنها: «الولايات المتحدة، وكندا، والبرازيل»، بهدف التوفير فى تكلفة الشحن، واستقطاب جزء من السفن العالقة فى قوائم انتظار الموانئ المصرية الأخرى، والتى تعانى من غرامات التأخير، وبالتالى ينعكس على السعر الكلى للبضائع المستوردة.
وذكرت دراسات المشروع أنه سيتم لأول مرة دخول نشاط الترانزيت لدول الجوار، عبر استقبال شحنات السفن الكبيرة ثم إعادة شحنها جزئيا إلى الدول التى لا تستطيع استقبال سفن تتخطى حمولاتها 12 ألف طن، مثل« لبنان، وقبرص، وجزر اليونان» أو سفن بحمولات حد أقصى 25 ألف طن إلى دولة ليبيا الشقيقة.
وذكرت دراسات المشروع، ارتفاع صادرات مصر الغذائية لكل دول العالم، خاصة قارة أفريقيا، حيث وصلت عام 2018 لقرابة 3.1 مليار دولار، وفى 2019 إلى 3.4 مليار دولار من ضمنها الدقيق والمكرونة.
وأكدت أن مشروع محطة الغلال الأعلاف ومنطقة التصنيع التكاملية أداة فعالة لخفض التكلفة النهائية للمنتجات المصنعة، وتحقيق ميزة تنافسية من شأنها زيادة الصادرات فى هذا القطاع، بالإضافة إلى تلبية الطلب المتزايد للسوق المحلية.
وأشارت دراسة المشروع إلى أن قرابة %96 من حجم المتداول بمصر من الحبوب والأقماح يتم عبر موانئ البحر المتوسط، والغالبية العظمى بميناء الدخيلة بسعات تصل إلى 2.5 مليون طن، عبر 3 أرصفة، ثم دمياط بحجم يصل إلى 1.2 مليون طن عبر 5 أرصفة، ثم ميناء الإسكندرية عبر رصيفين، وميناء أبو قير، وغرب بورسعيد، ثم تأتى “سفاجا” و”الأدبية” بالبحر الأحمر.
وتخطط الشركة لإنشاء 72 صومعة تخزين بارتفاع 27 مترا، وقطر 38 مترا لكل منها، وبطاقة استيعابية تصل إلى 10 الآف طن بإجمالى طاقة تخزينية تصل إلى 725 ألف طن، بينما الطاقة المستهدفة لصرف البضائع تصل لما يتراوح من 8 إلى 10 آلاف طن، ما يعادل 200 – 250 سيارة يوميا.
وتستهدف الشركة معدل تداول يصل إلى %90 من حجم أعمالها سنويا، إضافة إلى %10 ترانزيت، والتى ستكون مقسمة بين %60 منها أقماح، و%25 من الذرة، و%10 من كسب الصويا، والجليتون والحبوب المقطرة بنسبة %4، والعدس والفول بنسبة %1 من إجمالى الكميات المقدر تداولها بالمحطة.
وتوقعت الدراسة أن تصل الحصة السوقية للمحطة بمصر إلى نسبة %14 فى السنة العاشرة من عملها، حيث يصل معدل دوران البضاعة لقرابة 8.3 دورة سنويا، بمعدل 40 يوما يتم تداول كل الطاقة الاستيعابية بالمحطة، ومن المتوقع أن يصل هذا المعدل إلى 10 دورات سنويا خلال العام الأخير من حق الامتياز.
وتبلغ مساحة المحطة 267500 مترا مربعا، ورصيف أطواله تصل إلى 500 متر، وعمق 18.5 متر، ويتولى التحالف وفقا للتعاقد تنفيذ كل الأصول، والتى تشمل البنية التحتية والفوقية والمرافق، والمنشآت والمبانى والأساسات العميقة، وتحسين التربة.
وتعمل «روتس كوموديتيز» فى تجارة الحبوب والسلع الاستهلاكية بالسوق المحلية، و«روزا» بقطاع تداول الحبوب والبذور الزيتية والسلع المتعددة وتخزينها بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسيتم تأسيس شركة منبثقة من التحالف باسم «روتس للاستثمار الصناعي» برأسمال 140 مليون جنيه لإدارة المشروع.
وذكرت الدراسة تعريفات تفصيلية عن تخصصات عمل الثمانى شركات المشاركة لها فى العمل عقب إقامة المحطة، وجاء فى صدارة الكيانات، روتس كوموديتيز والتى تأسست عام 2012، وتعمل فى تجارة الحبوب والسلع الاستهلاكية بالسوق المحلية، وتنفيذ حركة تداول للحبوب والبقوليات بحجم تجارة سنوى يصل إلى مليون طن.
وأكدت الشركة أنها قامت مؤخرا، بإبرام عقد طويل الأجل لمحطة تداول الغلال المملوكة لمجموعة القلعة، والذى يعتمد على تفريغ السفن فى المخطاف الداخلى لميناء الإسكندرية، ونقل البضائع بواسطة الصنادل النهرية لرصيف المحطة ثم التفريغ بصوامع رأسية بطاقة استيعابية 10 آلاف طن للصومعة الواحدة، إلى جانب تعاقدها طويل الأجل أيضا مع شركة سيسكو ترانس فى الدخيلة ودمياط.
أما الشركة الثانية ضمن التحالف فهى «روزا جرين الإماراتية»، العاملة فى منطقة الخليج العربى عبر موانئ البحرين وقطر والكويت، وقامت بإبرام عقد طويل الأجل مع ميناء الاتحاد فى إمارة الفجيرة بغاطس 15 مترا، بمنح الشركة الالتزام لإدارة محطة حبوب وأعلاف بحجم تداول سنوى 2 مليون طن.
والشركة الثالثة فى التحالف، «كروان للدواجن وإنتاج الأعلاف» وتعمل بمزارع الإنتاج فى وادى النطرون والنوبارية فى الظهير الصحراوى المرخص، وتعتمد منذ إنشائها على الإنتاج الداجنى من هولندا وبلجيكا، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لها 4 ملايين طائر سنويا، وتستهدف الوصول إلى 10 ملايين طائر خلال عام 2025.
والشركة الرابعة ضمن التحالف هى «بلشار» والتى تتخذ من أستراليا مقرا لها، وتقوم بعمليات الشراء المباشر من منتجى الأقماح والبقوليات والقيام بالتجارة الداخلية فى أستراليا والتوريد لدول أخرى منها مصر والإمارات واليمن، خاصة أن أستراليا من موردى القمح الرئيسيين لمصر، وأيضا الفول والعدس.
كما يضم التحالف شركة “شمال أفريقيا للتجارة”، وتقوم بدور الوكيل للشركات العالمية فى تصنيع خطوط الإنتاج للمطاحن، ومصانع الأعلاف، والمكرونة وخطوط التعبئة المختلفة، وشاركت فى إنشاء 7 شركات ومصانع فى نشاط المكرونة بالسوق المحلية.
ويشمل التحالف أيضا «الغرير الإماراتية» والتى تعد من الكيانات الكبرى العاملة فى الأعلاف والغلال بالإمارات والخليج العربى، وتعمل فى مصر منذ عام 2015 وتمتلك مشروع محطة الحبوب بميناء جبل على على رصيف بطول 500 متر وصوامع تخزين بطاقة 300 ألف طن ولديها مصنع أعلاف من أهم مصانع عصر الصويا فى الشرق الأوسط بطاقة 6 آلاف طن يوميا.
كما يضم التحالف شركة «باديا» بألمانيا وتمتلك ميناءين بكل من ألمانيا وهولندا، وترتبط شركة «روتس» قائد التحالف بعقد وكالة تجارة وتوزيع حصرى فى مصر والسعودية، بالإضافة إلى «ميرا إنترناشيونال» التى تعد شريكا إستراتيجيا لـ”روتس” فى مجال التجارة الدولية والمناقصات والبورصات العالمية.
ووفقا للدراسة فإن «باديا» تستهدف بناء محطة تداول لعمليات الشحن والتفريغ والأعلاف والبقوليات بميناء شرق بورسعيد ودمجها مع أنشطة التصنيع وتحقيق القيمة المضافة فى المنطقة اللوجستية فى الظهير الخاص بالميناء، بهدف مد السوق المحلية بمنتجات مصنعة ذات أسعار تنافسية وكذلك تصدير المنتجات النباتية، بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة عن طريق الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة لمصر مع مثيلاتها من الدول الإفريقية والعربية والأوروبية.