واجهت حركة الملاحة النهرية توقفا بين ميناء الإسكندرية إلى القاهرة بسبب سقوط كوبرى جناكليس التابع لهويس الكيلو بترعة النوبارية أثناء إزالته.
وحسب مصادر مطلعة فمن المقرر أن تقوم الجهات المعنية بسرعة التدخل لإعادة حركة الملاحة مرة أخرى، خاصة أن هناك حركة تجارية بنقل الحبوب من الإسكندرية إلى صوامع القاهرة.
وخلال الأيام الأخيرة طرحت الهيئة العامة للنقل النهرى التابعة لوزارة النقل عددا من المشروعات بهدف رفع كفاءة المجرى الملاحي لنهر النيل في بعض المسارات.
وحسب مصدر مسئول بهيئة النقل النهري، فان تلك المشروعات تتركز في عملية رفع كفاءة هويس الخطاطبة، وذلك بالتجفيف الكلي على ترعة النوبارية.
كما تضم المشروعات رفع كفاءة هويس الكيلو 100 والكيلو 101، وذلك بالتجفيف الكلي أيضا، علاوة على رفع كفاءة هويس جناكليس ” هويس الكيلو 61 ” على ترعة النوبارية .
كما تستهدف الهيئة تطوير الطريق الملاحى القاهرة – الإسكندرية (الرياح البحيرى وترعة النوبارية) والتي ستبدأ نهاية العام الجاري .
وتستهدف الهيئة تطوير المجرى الملاحى بكل من الرياح البحيرى وترعة النوبارية لربط ميناء الإسكندرية بشبكة النقل النهرى ورفع كفاءة الأهوسة المقامة عليه وإنشاء الأهوسة الجديدة اللازمة بطول إجمالى 220 كيلو، خاصة بعد تطوير الهويس الذي يربط ترعة الرياح البحيري بترعة النوبارية بالبحر المتوسط بمحيط ميناء الإسكندرية.
وتقوم هيئة ميناء الإسكندرية حاليا بتنفيذ مشروع كباري هويس المالح، حيث يشمل المشروع على عدد 3 كوبري منها عدد 2 كوبري سيارات علوي طرق ليسمح بمرور السيارات في الاتجاهين وكوبري سكة حديد متحرك ليسمح بمرور القطارات في الاتجاهين، حيث تم الانتهاء من كوبري السيارات القبلي، وجار أعمال تنفيذ كوبري السيارات البحري، كما تم الانتهاء من كوبري السكة الحديد المتحرك، وجار حاليا تركيب أعمال القضبان له.
كما قامت هيئة ميناء الإسكندرية بتنفيذ خطة رفع سعة الهويس المالح بالميناء حتى يستوعب 16 ماعون ( بارجة) بسعة كل منها 2500 متر مكعب من بضائع الصب الجاف في الدفعة الواحدة وكذلك زيادة عدد الدفعات خلال اليوم الواحد إلي الضعف، وذلك رغم انتهاء صيانة الهويس حسب الخطة السابقة.
والمشروع من شأنه أن يرفع معدل التداول إلي أن يتم من خلال النهر، كما سيعطي سرعة وصول السلع الاستراتيجية لجهات الاستخدام وتخفيض في سعرها النهائي.
وعلق مصطفى صابر رئيس قسم بحوث النقل النهري بمركز البحوث والاستشارات لقطاع النقل البحري قائلا إن المسار الملاحي القاهرة/ الإسكندرية من أهم المسارات الملاحية الموجودة حاليا، والتي تستخدم لنقل البضائع نهريا.
وأضاف صابر أن منظومة النقل المائي الداخلي في مصر تتكون من ثلاثة مسارات فقط من الدرجة الأولى التي تسمح بعبور العائمات النهرية المخصصة لنقل البضائع، وهذه المسارات هي أسوان/ القاهرة، والقاهرة/ دمياط، والقاهرة/ الإسكندرية، ويختلف الأخير عن المسارين الآخرين من حيث ارتباطه القوي بميناء الإسكندرية مما جعل هذا المسار يستحوذ على ما يقرب من نصف كميات البضائع المنقولة في نهر النيل في مصر بالكامل رغم وجود العديد من الأهوسة والكباري المنخفضة الارتفاع.
وعلى الوحدات النهرية المبحرة من القاهرة إلى الإسكندرية أن تمر من خلال سبعة أهوسة أولها هويس قناطر الدلتا وآخرها هويسي المالح الكبير والصغير، كما تمر أيضا هذه الوحدات أسفل حوالي 27 كوبري أولها كوبري نكلا العلوي وآخرها كوبري السكة الحديد بميناء الإسكندرية.
وأضاف أن هذه الكباري والأهوسة تعد بمثابة نقاط اختناق للمسار الملاحي بالكامل، حيث يتم احتساب الطاقة الاستيعابية للمسار وفقا لأقل أبعاد حوض هويس وأقل أبعاد أسفل كباري المسار.
ويعتبر كوبري جناكليس المنهار واحدا من الكباري القديمة الذي تم تصنيفه في الدليل الملاحي الصادر من الهيئة العامة للنقل النهري على أنه ذو فتحة ملاحية واحدة عرضها 25 مترا وارتفاع الكوبري 6 أمتار.
كما تعتبر على حسب وصفه – هذه الأبعاد قليلة جدا بالمقارنة بالكباري الموجودة على المجرى الرئيسي لنهر النيل والتي تبلغ معظمها في حدود 13 متر ارتفاعا، إلا أن ارتفاع كوبري جناكليس يعتبر هو الارتفاع السائد لجميع كباري المسار الملاحي القاهرة الإسكندرية.
وأوضح صابر أن الدولة تولي حاليا اهتماما واضحا بمنطقة ميناء الإسكندرية وهويس المالح وكوبري السكة الحديد بالميناء وتعتبر هذه المنطقة في نهاية المسار الملاحي ورغم هذا التطوير إلا أن الوحدات النهرية ذات الحمولات الأكثر من 6 أمتار ستظل غير قادرة على استخدام هذا المسار لحين الانتهاء من تطوير جميع الكباري وزيادة ارتفاعها.
ونصح بضرورة وضع خطة واضحة ومعلنة لتطوير كباري المسار مع تنظيم مواعيد العمل بالأهوسة بما يتماشى مع اتجاه الدولة لزيادة استخدام النقل النهري في نقل الحاويات. وكذلك دراسة رفع كفاءة المسار بالكامل من حيث زيادة الأعماق ووضع العلامات الملاحية المناسبة.