كشفت مصادر بهيئة ميناء الإسكندرية، أن الميناء يستقبل اليوم الخميس أول سفينة محملة بالحبوب الأوكرانية لصالح القطاع الخاص، وذلك بعد الاتفاقية الأخيرة بشأن وجود ممرات آمنة للسفن المحملة بالحبوب الأوكرانية بالاتفاق مع روسيا وتركيا وأوكرانيا .
وأوضحت المصادر أن السفينة القادمة لميناء الإسكندرية قادمة من أحد الموانئ الاوكرانية، والتي خرجت من أوكرانيا يوم 30 يوليو الماضي، وتبحر بسرعة تصل الى 8.4 عقده ، كما يصل عمر تلك السفن 26 عاما وتبجر تحت علم جزر القمر، وتبلغ طاقتها الاستعابية 17.3 ألف طن، وبطول 143 متر وعرض 22 مترا .
كما أن السفينة تقوم بنقل كمية من القمح تصل الى 11.5 ألف طن لصالح شركة البستان للمطاحن .
يذكر أن خبراء أتراك وروس وأوكرانيون، قاموا أمس، بأعمال التفتيش السفينة التي تحمل أول شحنة حبوب تصدّرها أوكرانيا منذ الهجوم الروسي في 24 فبراير الماضي، قبل أن تواصل السفينة «رازوني» طريقها من تركيا باتّجاه لبنان.
واستغرقت عملية تفتيش «رازوني» قرابة ساعة ونصف ساعة، ثمّ واصلت السفينة طريقها، عابرة المدخل الشمالي للبوسفور في مطلع بعد الظهر ” الاربعاء ” .
وشكّل هذا الإجراء نهاية «مرحلة تجريبية» لآليات تطبيق الاتفاق الدولي المبرم في يوليو في إسطنبول لاحتواء الأزمة الغذائية العالمية، حسبما أفادت أمانة مركز التنسيق المشترك.
وكشفت الأمانة أنه «تسنّى لفريق التفتيش التواصل مع طاقم السفينة والاستفسار عن المسار المعتمد في الممرّ البحري الإنساني المفتوح في البحر الأسود»، مشيرة إلى أنه «من المفترض أن تتواصل صادرات ملايين الأطنان من القمح والذرة وحبوب أخرى من ثلاثة موانئ أوكرانية».
وظهرت سفينة الشحن «رازوني» التي ترفع علم سيراليون، عند شواطئ إسطنبول الشمالية على البحر الأسود، أول أمس ، بعد مغادرتها ميناء أوديسا الأوكراني متوجهة إلى طرابلس في لبنان محملة 26 ألف طن من الذرة.
وكان فريق يضم نحو 20 خبيراً ومندوباً من الأمم المتحدة وضعوا سترات إنقاذ برتقالية اللون، واعتمروا خوذات يعمل تحت قيادة الأدميرال التركي أوزكان ألتونبولاك، رئيس مركز التنسيق المشترك الذي يشرف على الصادرات، والأدميرال المتقاعد من البحرية الأميركية فريد كيني.
وجرى تفتيش السفينة نزولاً عند رغبة روسيا، التي تريد التأكد من طبيعة الشحنة.
وكشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن 16 سفينة أخرى محملة بالحبوب «تنتظر دورها» لمغادرة ميناء أوديسا الرئيسي الواقع على البحر الأسود، وكان يؤمن قبل الأزمة ستين في المئة من نشاط الموانئ في البلاد.
ويسمح الاتفاق الذي وقعته روسيا وأوكرانيا في 22 يوليو، بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة، باستئناف الشحنات إلى الأسواق العالمية من الحبوب الأوكرانية المتوقفة منذ الهجوم الروسي.
وتنص الوثيقة خصوصاً على إنشاء ممرات آمنة للسماح بإبحار السفن التجارية في البحر الأسود وتصدير بين عشرين و25 مليون طن من الحبوب.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «دعونا نأمل في أن تنفذ جميع الأطراف الاتفاقات وأن تعمل الآليات بشكل فعال».
وجرى توقيع اتفاق مماثل يضمن لروسيا في الوقت نفسه تصدير منتجاتها الزراعية وأسمدتها على الرغم من العقوبات الغربية.
ويفترض أن يساعد الاتفاقان في تخفيف أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في عدد من أفقر دول العالم.
من جانبه أشار أسامه عدلي المدير التجاري لشركة وكالة الخليج، المتخصصة في أعمال الوكالة الملاحية للحاويات والصب الجاف، أن الاتفاق من شأنه أن يكون له آثار إيجابية على العالم أجمع، حيث يساعد على حل أزمة الغذاء العالمية، وتلبية احتياجات العالم من الحبوب خصوصاً القمح والسلع الغذائية، متوقعا حدوث إنخفاض كبير لأسعار الحبوب التي زادت بعد الأزمة الروسية الأوكرانية