أكد المهندس إبراهيم راغب رئيس الإدارة المركزية للتخطيط بالهيئة القومية للأنفاق، أنه سيتم حدوث تعديلات فى محطات ترام الإسكندرية، وذلك ضمن مشروع تطوير ترام الرمل بالإسكندرية.
جاء ذلك خلال جلسة التشاور المجتمعي التي عقدت أمس بالإسكندرية بمشاركة المحافظة والهيئة القومية للأنفاق وشركات الاستشارات المسئولة عن مشروع تطوير ترام الرمل، بالإضافة لجميع الجهات المسئولة بالمحافظة، موضحا أنه سيتم إلغاء وصلة ” سيدي جابر ” من المشروع وذلك لاعتبارات فنية خاصة بالمشروع.
يذكر أنه ضمن مسار خط ترام الرمل يتفرع من منطقة سبورتنج الكبرى إلى وصلتين، حيث تتفرع الوصلة الأولى من سبورتنج الكبرى ثم كليوباترا الصغرى ، وكليوباترا الحمامات وسيدي جابر ، وهي الوصلة التي سيتم إلغاؤها، ليكون مسار الترام وفقا للوصلة الثانية فقط والتي تبدأ من سبورتنج الكبرى ثم كليوباترا ثم محطة سيدي جابر المحطة ثم محطة مصطفى كامل.
وحسب دراسة المشروع فإن مرفق ترام الرمل حاليا يبلغ طول البنية التحتية لخط له 14.4 كيلو متر، بما في ذلك منحنى سيدي جابر وسان ستيفانو حيث يبلغ طول الخط الأول ” الأحمر ” 10.6 كيلو متر مع 31 محطة، بينما الخط الثاني ” الأخضر ” يبلغ طوله 10.1 كيلو متر ويتألف من 29 محطة، ليكون المسار الجديد المعاد تأهيله من خطين بإجمالي 25 محطة بطول إجمالي 14.4 كيلو متر.
وحسب مسئول المكاتب الاستشارية فيشمل مشروع تطوير ترام الرمل تأهيل المسار وتعديل مواقع المحطات، وإزالة بعض المحطات القائمة لتحسين الكفاءة ورفع الأجزاء من الأزاريطة إلى الشاطبي وسيدي جابر ورشدي إلى الهداية والمحطة الوزارة إلى شوتس وفيكتوريا عبر الكباري العلوية.
كما سيتم إعادة إنشاء وإعادة تأهيل المحطات لاستيعاب المزيد من الركاب وتحسين كفاءة التحميل والتفريغ ، كما سيشمل المشروع تحسينات في أنظمة تحصيل الأجرة والتي ستكون عبر ماكينات إلكترونية متخصصة، فضلا عن تصميم وإنشاء مستودع جديد أو محدد لخط ترام الرمل وتحسين إمدادات الطاقة واستبدال نظام الأسلاك العلوية بأخرى تحت الأرض وتحسين المغذيات وتنفيذ نظام إشارات المرور لتجنب الازدحام عند التقاطعات المزدحمة.
وحسب مسئول هيئة الأنفاق فمن المقرر أن تشمل أنشطة ما قبل الإنشاء وإيقاف التشغيل التعاقد مع المقاول ورفع أي معوقات تقع على المسار ومنطقة الإنشاء والأعمال التحضيرية، وكذلك ستشمل مرحلة الإنشاء بناء محطة كهرباء فرعية، ونظام السكك الحديدية والطرق والأرصفة، وتنفيذ النظام، وإنشاء مخازن للمحطات والمعدات والإضاءة والاختبار والتشغيل.
أما عناصر التشغيل والصيانة للمشروع فتشمل شبكة نقل البيانات ونظام SCADA وهو نظام لجمع ومراقبة البيانات والتحكم بها، وكلمة سكادا : اختصار لـ (Supervisory control and data acquisition) حيث يتألف نظام سكادا من مجموعة عناصر من برمجيات وأجهزة، والتي بدورها تسمح للمؤسسات والمنظمات التجارية والصناعية للقيام بعدة مهام، مثل التحكم والسيطرة على العمليات الإنتاجية والصناعية محلياً، أو دولياً. المراقبة وجمع البيانات، ومعالجتها، كما سيتم تطبيق نظام تحديد موقع السيارة الأوتوماتيكي، وتطبيق نظام النداء الداخلي، والمعلومات العامة، وتوزيع الوقت، ونظام الاتصالات ونشر نظام الدوائر التلفزيونية المغلقة، ونظام التحكم في الوصول ومركز التحكم في عملية الشغيل.
يذكر أن ترام الإسكندرية أو ترامواي الإسكندرية هي أول وسيلة نقل جماعية في مصر وأفريقيا، وأكثرها شعبية، حيث بدأ تشغيل ترام الإسكندرية في عام 1860، وبهذا يعتبر ترام الإسكندرية أقدم ترام في أفريقيا، ومن بين الأقدم في العالم.
وعبر تاريخه الطويل، ظل الترام يمثل نزهة ترفيهية لسكان المدينة وللسياح، فالرحلة عبر الترام ذي العربات الصفراء، والمكون من عربتين تأخذك في قلب المناطق الشعبية بالإسكندرية، ومن أشهر محطاته، محطة قصر رأس التين، وهي مجاورة للقصر الملكي الفخم، ومحطة الرمل، وجامع القائد إبراهيم ومحطة مصر والرصافة والنزهة وناريمان والورديان.
أما الترام ذو العربات الزرقاء فيمنحك جولة في الأحياء الراقية بالمدينة، مثل رشدي وباكوس وصفر وشوتز وزيزنيا وجناكليس، ومعظم هذه الأحياء استمدت أسماءها من أسماء الأجانب من البارونات والباشوات، الذين كانوا يقيمون بها.
وتوجد بالترام الأزرق عربة مخصصة للسيدات فقط، وعربة للرجال، وعربة مختلطة، إلا أنه في معظم الأحيان تجد أن السيدات يقتحمن العربات المخصصة للرجال للزحام الشديد في العربات المخصصة لهن.
ويتلاقى الترام الأزرق مع الأصفر في محطة الرمل، أحد أهم الميادين الرئيسية في الإسكندرية، وهو المكان الذي انطلقت منه أول رحلات الترام.
ويبدأ ضجيج الترام في تمام الساعة الرابعة فجراً، ليستقله العمال في الذهاب إلى الورش والمصانع، ويستمر في العمل حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وسعر التذكرة يبلغ 50 قرشاً للترام الأزرق، و50 قرشاً للترام الأصفر (الجنيه يساوي 100 قرش)، وهناك ترام من عربة واحدة ذات درجة سياحية، وتكلفة تذكرتها جنيه واحد، وهي بلا أبواب، ونوافذها عريضة، بحيث يتمكن الراكب من مشاهدة بانوراما للمدينة، ويستشعر نبضاتها.
وحتى قيام ثورة يوليو عام 1952، كان سائقو الترام من الإيطاليين، وكان محصلو التذاكر (الكمساري) من المالطيين، وكانت تلحق بالترام عربة لنقل الموتى ذات لون أسود وبدون أبواب أو نوافذ، وكانت تستغل لنقل الموتى من مختلف الديانات على السواء، ويقوم بتشغيله الهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية.