عرض الدكتور أحمد كامل الباحث في شئون النقل البحري، ورقة بحثية حول التكامل بين محطات الحاويات العاملة الحكومية العاملة بموانئ بورسعيد، ودمياط والإسكندرية.
تحديات تواجه شركات الحاويات الوطنية
وأكد خلال عرضه للورقة البحثية، على أن محطات الحاويات في منطقة شرق البحر المتوسط عموما و محطات الحاويات الوطنية في مصر (دمياط – بورسعيد – الإسكندرية) خصوصا تواجه منافسة شديدة وذلك بسبب الاسراع في انشاء حاويات جديدة في مصر، و كذلك بسبب مشروعات التوسع فى ميناء السخنة والتي تم الاعلان عن دخولها مطلع العام المقبل 2023 و ما بعدها، بالاضافة إلى الاتجاهات التي تسود العالم فى السنوات الأخيرة علي رأسها التحالفات الملاحية و زيادة أحجام سفن الحاويات و أيضا التطورات التي زادت من كفاءة أنشطة النقل متعدد الوسائط.
وذهبت الدراسة إلى أن هناك بديل أنسب حتى تواجه محطات الحاويات الوطنية تلك التحديات، عبر تطبيق إستراتيجيات جديدة غير مطبقة حاليا، مشيرا ” معد الدراسة ” إلى أن أحد وسائل الحفاظ على القدرة التنافسية لمحطات الحاويات الوطنية هى اطلاق و تبنى مبادرات للتعاون بين المحطات الثلاثة, حتى يمكنها تحقيق العديد من المزايا التي لا يمكن لأى منها تحقيقها بصورة منفردة.
ولفت ” كامل ” إلى أن الدراسات السابقة في مجال التعاون بين محطات الحاويات قليلة ولا توجد دراسات وأبحاث مفصلة للتأكد من الأسباب والمزايا والمعوقات المتعلقة بموضوع التعاون بين محطات الحاويات.
وأوضح أن هذا يتضمن بعض التجارب للتعاون بين محطات الحاويات حول العالم, مشيرا إلى أنه لجأ الى استخدام المقابلات الشخصية مع كبار المسئوليين بهذه الشركات و غيرها من المتخصصين و ذوى الرأى كأساس للبحث وبناء نظرية ثابتة.
وذهب إلى أن تلك الدراسة تهدف إلى طرح مبادرة للتعاون بين محطات الحاويات الوطنية فى مصر يتم خلالها إقتراح بعض أوجه التعاون وأساليب تطبيقها, ومن ثم الاسهام ولو بصورة بسيطة في هذا مجال التعاون بين محطات الحاويات.
وذهب إلى أن الهدف الأساسي للدراسة هو بحث وتحليل إمكانية التعاون بين محطات الحاويات عموما مع التطبيق على محطات الحاويات الوطنية في مصر.
أهم الأسباب التي تدعو الى التعاون بين محطات الحاويات والمنفعة التي تعود عليها
ويتضمن هذا الهدف التعريف بالأسباب التي تدعو إلي التعاون بين محطات الحاويات و المنفعة التى تعود عليها و أيضا القاء الضوء علي المشكلات التي قد تواجهها الإدارة عند التطبيق .
كما توضح الدراسة أهم أساليب تطبيق وإدارة مبادرات التعاون بكفاءة.
واشار ” كامل ” إلى أنه حتى تحقق الدراسة الهدف منها يلزم الإجابة على عدة أسئلة، تشمل، ما هي أوجه التعاون الممكنه في مجال محطات الحاويات؟، و ما هي الأسباب التي تدعو إلي اللجوء إلي مبادرات التعاون ، بالاضافة إلى ما هي الاستفادة المرجوة من التعاون بين محطات الحاويات الوطنية ؟، كما تسائل الباحث حول ما هي المعوقات التي قد تواجهها الشركات التي تنفذ مبادرات التعاون ، وكيف تتم إدارة مبادرات التعاون بكفاءة ؟ .
وذهبت الدراسة إلى مفهوم التعاون، حيث عرفته الدراسه بأنه التبادل مع مصطلحات أخرى تعطي نفس المعني مثل مصطلح Cooperation ومصطلح Alliances أو التحالف، كما يعرف التعاون بأنه يشتمل علي شركتين أو أكثر تعمل كلاً منهما بصورة مستقلة و يحققا معاً نجاح أكبر من النجاح الذي تحققه ايا منهما بصفة منفردة .
كما يركز هذا التعريف علي الهدف من التعاون وهو تحقيق نجاح أكبر، مشيرا إلى أنه من البديهى أن التعاون ليس هدفاً في حد ذاته ولكنه وسيلة لتحقيق أهداف محددة .
خفض التكلفة وتحسين مستوى الخدمة أهم نتائج التعاون بين محطات الحاويات
كما ذهب إلى أنه تنقسم هذه الأهداف إلى أهداف ملموسة وأخرى غير ملموسة، ومن الأهداف الاساسية الملموسة للتعاون – خفض التكلفة الإجمالية، وتحسين مستوى الخدمة، وتقليل زمن بقاء السفينة والبضاعة في الميناء، بينما تتضمن الأهداف الغير ملموسة – تعزيز وتقوية المركز التنافسي والذى يعد من أهم الاسباب الرئيسية للتعاون.
التعاون بين محطات الحاويات تنقسم إلى رأس وأفقي
وذهبت الدراسة إلى أساليب التعاون بين محطات الحاويات، حيث قسمت الدراسة مجالات التعاون إلي شكلين: التعاون الرأسي والتعاون الأفقي.
فعلى مستوى التعاون الرأسي، مثل التعاون مع العملاء (الخطوط الملاحية وغيرهم) ومع الموردين و أيضا هناك ما يعرف بالتعاون الداخلي، كما يتعلق التكامل الرأسي في مجال الموانى بالأنشطة الخاصة بتكامل سلاسل الامداد و تشمل أنشطة الخدمات المضافةservices Value Added و التكامل بين وسائل وسائط النقل المختلفة والأنشطة المتعلقة بأنظمة تكنولوجيا المعلومات IT Systems وبناء علاقات قوية مع الخطوط الملاحية و أيضا مع شركات ومقاولي النقل البري والنقل الداخلي.
أما الشكل الأخر للتعاون فهو التعاون الأفقي و يكون بين المنافسين وغير المنافسين و بتطبيق ذلك علي الموانئ ، نجد أن التعاون غالباً ما يكون في صورة اندماجات أو تحالفات .
وذهبت الدراسة إلى أنه من الملاحظ أنه لم يتم تناول التعاون الأفقي بالدراسة و التحليل الوافى مقارنة بالتعاون الرأسى، وهذا هو الحال أيضاً في مجال الموانى حيث أن استراتيجيات التعاون الأفقي بين محطات الحاويات لم تحظي بالاهتمام الكافي إلا في السنوات الأخيرة .
ولفت ” كامل ” إلى أنه من الملاحظ أن هناك شكل أخر من أشكال التعاون يجمع بين التعاون الرأسي والتعاون الأفقي و يهدف إلي الحصول علي قدر أكبر من المرونة عن طريق دمج وتقاسم الإمكانيات، و في كل الأحوال فإن التعاون الرأسي والتعاون الأفقي كلاهما ذات قيمة متساوية للمنظمة.
وذهبت الدراسة إلى أن التعاون الأفقي يكون أيضا علي المستوي التشغيلي أو على المستوي التنسيقي أو على المستوي الاستراتيجي، كما يمكن أن يكون التعاون في مجال التشغيل من خلال استخدام الشبكات الموجودة حالياً ويقوم بتوظيف الموارد والأنشطة بصورة أكثر كفاءة ولمدي زمني قصير، ومن ثم يزيد هذا المدي الزمني في حالة التعاون التنسيقي وبالتالي تنخفض التكاليف عن طريق التنسيق بين كلا الطرفين، ويستمر الطرفان معا لإعادة هيكلة العمل علي مدي زمني طويل.
مبادرات التعاون بين محطات الحاويات
وأكدت الدراسة على \انه يمكن محطات الحاويات التعاون فى مجالات متعددة , منها مجالات التسويق و الترويج و تعزيز الصورة الذهنية فى المحافل الدولية و فى النواحى الفنية و التقنية و تبادل المعلومات و التدريب المشترك و تبادل المعرفة.
وذكر ” كامل ” أن مجالات التعاون متعددة منها على سبيل المثال، المشاركة فى تشغيل وادارة موانى جافة تخدم الطرفين، وكذا في مجال التخطيط المشترك فى مجال تطوير البنية التحتية و الفوقية وتطوير الأعمال .
وكذا التعاون فى مجال التسويق من خلال الاعلان والانشطة الترويجية المشتركة، و التدريب و الموارد البشرية ، وتبادل الخبراء و الموظفين ، و تبادل المعرفة، و البحوث المشتركة.
وفي مجال تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات، ذكرت الدراسة إلى أنه يمكن لمحطات الحاويات المتعاونة تطبيق نظم معلومات واحدة مما يحقق العديد من المزايا.
أما فى مجال التشغيل و العمليات، فذكرت الدراسة إلى أنه يمكن التطبيق و التطوير المشترك لنظم المعلومات، وتنويع الخدمة، و تبادل المعلومات عن ادارة محطة الحاويات.
كما يمكن التعاون بين محطات الحاويات الوطنية في النواحى الادارية و التنظيمية، وذلك عبر الاستثمار المشترك فى المعدات، وتوحيد النماذج الاحصائية، وكذا توحيد هيكل التعريفة ( ليس توحيد الاسعار) ، و حجز اجنحة مشتركة فى المحافل و المؤتمرات الدولية.
اسباب و دوافع للتعاون الافقى
وذكر الباحث أن هناك 5 أنواع من الدوافع للتعاون بين محطات الحاويات، تتركز في دوافع استراتيجية، ودوافع مالية، واقتصادية، وتشغيلية، وتسويقية.
وذهب إلى أنه قد اثبتت الابحاث ان الدوافع الاستراتيجية على رأسها الدوافع المتعلقة بالموقف السوقى للميناء، وهى الدافع الأهم للتعاون بين الموانى و محطات الحاويات.
وذكرت الدراسة بعض الاسباب التى تدفع محطات الحاويات للتعاون فيما بينها و التي تتضمن الدور الجديد الذى يلعبه الميناء بعد أن اصبحت اللوجيستيات و سلاسل الامداد وسيله فعالة لخفض التكلفة و تغير مفهوم الميناء ليصبح حلقة هامة فى سلسلة الإمداد و التوريد تتطلب السرعة و عدم التكدس و الاتصالات الجيدة و التكلفة المناسبة.
الموانى تواجه ضغوطا متزايدة من الخطوط الملاحية
وذكرت الدراسة أن الموانى تواجه ضغوطا متزايدة من الخطوط الملاحية, التى تحالفت معا فى تكتلات عملاقة لها قوة تفاوضية قوية على الموانى و محطات الحاويات , وتقوم هذه التحالفات بالتفاوض مع محطات الحاويات لخفض اسعار الخدمات و الحصول على مزايا عينية و تشغيلية أكثر .
وتابع أن خسارة أحد التحالفات يؤدى الى انخفاض هائل فى الايرادات, و كرد فعل لهذه الظاهره يجب على محطات الحاويات أن تقدم خدماتها على مستوى العالمى عن طريق التعاون مع الموانى الأخرى .
وذكرت الدراسة إلى أن زيادة كفاءة عمليات النقل الداخلى و تطور البنية التحتية و استخدام النقل متعدد الوسائط أدى الى خلق طرق بديلة فى شبكة النقل, و نتج عن ذلك أن فقدت الموانى مركزها الإحتكارى فى مناطق الظهير الجغرافى لهذه الموانى.
وأشار إلى أنه مع وجود محطات نقل متعدد الوسائط و طرق جيدة اصبح من السهل نقل البضائع لمسافات طويلة من أجل استخدام ميناء بديل و هذا أدى الى وجود أثر من ظهير متداخل Overlapping hinterlands ، كما أن التطور التكنولوجى للموانى نتيجة للاتجاه العالمى نحو التخصص تصبح استثمارات انشاء محطة جديدة كبيرة.
استراتيجيات للتعاون رد فعل لمواجهة القوة التفاوضية للخطوط الملاحية
ولفت إلى محطات الحاويات تحتاج الى تبنى استراتيجيات للتعاون كرد فعل لمواجهة عددا من المتغيرات منها القوة التفاوضية للخطوط الملاحية، وزيادة كفاءة النقل البحرى عموما و النقل الداخلى او البرى فى مناطق الظهير، وزيادة أحجام السفن، والتطور التكنولوجي، وزيادة حدة المنافسة، بالاضافة إلى زيادة طلبات و توقعات العملاء من الشاحنين و الخطوط الملاحية.
وذهبت الدراسة إلى فوائد مبادرات التعاون بين محطات الحاويات والتي تشمل الاستخدام الأفضل للأصول و الموارد المتاحة، وزيادة الجدارة و الكفاءة، وتحقيق مزايا من شانها دعم المركز التنافسى للميناء، وخفض التكلفة، وزيادة النصيب السوقي، وتحسين مستوى الخدمة.
بالنسبة لخفض التكلفة، فذلك يتم عن طريق تحسين كفاءة و آداء المحطات المتعاونة , و عن طريق تقليل تكرار ضخ الاستثمارات اللازمة لتقديم نفس الخدمة قدر المستطاع وبالتالى تقليل الموارد المهدرة , مشيرا إلى أن التعاون يمنع او يقلل هذا التكرار.
و أيضا ميزة أخرى يحققها التعاون بين الموانى و هى مشاركة أو اقتسام المخاطر و تبادل المعلومات و التنسيق فى مجال التخطيط.
ويأتى خفض التكلفة أيضا من تحقيق مزايا اقتصاديات الحجم من خلال حسن استغلال الطاقات المتاحة و الاستخدام المشترك لبعض الموارد resource pooling و ايضا من خلال التركيز على الأنشطة الاساسية core activities ، كما أن التنسيق المشترك يزيد من القدرة اختراق السوق و من تشغيل النقل برى أو نهرى أو سكة حديد بصورة أكبر و بكفاءة أعلى .
كما يؤدى التعاون بين محطات الحاويات من تبادل المعرفة و تكامل المهارات الى تحسين عمليات التشغيل، كما يمكن للمحطات المتعاونة ان تتكامل مزاياها التنافسية وهذا يؤدى الى تحسين معدلات الاداء و رفع الكفاءة .
وذكرت الدراسة إلى أن التعاون يؤدي أيضا إلى زيادة فرص الموانى فى التوسع الجغرافى و فى تعزيز مركزها فى السوق.
وأوصت الدراسة إلى ضرورة تبادل الموظفين و ذوى الخبرة , التخطيط لمشروعات التطوير , والأبحاث المشتركة , وتنوع الخدمة , والمشاركة فى تملك و تشغيل المستودعات الجمركية و الموانى الجافة.
كما يمكن التعاون بين محطات الحاويات مشاركة المخاطر فيما بينها من خلال المشاركة فى المعدات و البنى التحتية , و المشاركة فى تملك و تشغيل المستودعات الجمركية و الموانى الجافة.
كما يمكن تحقيق فائدة جراء الاستفادة من وفورات الحجم ، وذلك من خلال التسويق و الاعلان المشترك , والتدريب و الموارد البشرية , الابحاث المشتركة , والمشاركة فى توريد و تطبيق نظم المعلومات , والمشاركة فى الاستثمار فى المعدات.
إمكانية تعزيز المركز التنافسى للشركات المتعاونة
واكدت الدارسة على إمكانية تعزيز المركز التنافسى للشركات المتعاونة، وذلك من خلال المحافظة على المركز السوقى للمحطة و تعزيزه و خلق قوة تعوض قوة تحالف الخطوط الملاحية وحماية المصالح المشتركة من خلال الموقف الموحد فى المحافل الدولية، و التخفيف من وطأة المنافسة، وذلك من خلال تنوع الخدمات المقدمة فى المحطات المتعاونة.
كما تبين وجود فائدة محققة عبر التسويق و جودة الخدمة، وذلك عبر زيادة حجم و عدد العملاء من خلال التسويق و الحملات الترويجية المشتركة. وزيادة جودة الخدمة نتيجة الفوائد التى تم ذكرها اعلاه.
أما عن العقبات و المعوقات التي تواجه هذا التعاون بين محطات الحاويات فذكرت الدراسة أن التعاون بين محطات الحاويات يعد رد فعل و استجابة لمستجدات السوق, وعندما تتعاون الموانى لوضع هيكل أسعار موحد, فهذا لا يعنى موقف تجارى واحد فى التعامل مع الخطوط الملاحية .
وذكرت أن الحقيقة أن الموانى تتعاون فى نفس الوقت الذى تتنافس فيه فى جوانب أخرى تماما مثل الخطوط الملاحية التى تدخل فى تحالف ما، بمعنى آخر فلا يوجد اى احتمال او امكانية ان تتفق الموانى على التعاون فى كل الجوانب, و أيضا لا تستطيع الموانى ان تتنافس مع موانى اخرى فى كل المجالات، كما لا يمكن للموانى أن تتكامل فى كافة النواحى.
أهم معوقات التعاون هى تحديد و تقاسم المكاسب
كما ذكرت الدراسة إلى أن أهم معوقات التعاون هى تحديد و تقاسم المكاسب، حيث من المهم أن الاتفاق على توزيع عادل للتكلفة و العائد من تطبيق التعاون بين الموانى .
وذكرت الدراسة أن هناك مبادرات كثيرة للتعاون لم تتحقق بسبب نتيجة فقدان الثقة بين الطرفين ونتيجة لعدم وضع قواعد واضحة لاقتسام المكاسب.
عن التوصيات الخاصة بالدراسة فذكرت أنها تتمثل في ضرورة توحيد الجداول و المعلومات الاحصائية، وتوحيد هيكل نماذج و بنود التعريفة ( ليس المقصود توحيد الاسعار) ، والاشتراك بوفود مشتركة و اجنحة عرض مشتركة فى المحافل و المعارض.
كما أوصت الدراسة بضرورة التعاون عبر الاستثمارات المشتركة فى المعدات و البنية التحتية، والمشاركة فى تشغيل وادارة موانى جافة تخدم الطرفين، والتخطيط المشترك فى مجال تطوير البنية التحتية و الفوقية .
كما أوصت ضرورة التكامل فى مجال التسويق، فى مختلف الانشطة التسويقية و الترويج، والتدريب المشترك بين تلك الشركات، كما أوصت بإمكانية تطبيق نظم معلومات واحدة مما يحقق العديد من المزايا.