شهد اليوم قداسة البابا تواضروس الثاني – بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية واللواء هشام آمنة – محافظ البحيرة الإحتفالية التى نظمتها إيبارشية البحيرة بمناسبة اليوبيل الذهبي لنيافة الأنبا باخوميوس بمناسبة مرور خمسين عاماً لتأسيس الإيبارشية وتوابعها بسيامة نيافته .
وخلال الإحتفالية قام قداسة البابا ومحافظ البحيرة بإفتتاح معرض بمناسبة اليوبيل الذهبي، ضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية لنيافة الأنبا خلال الفترات الماضية والمجسمات التى تعكس وتحاكي جهوده خلال الخمسين سنة الماضية .
كما تم تقديم عروض لفريق الكشافة وبعض الإستعراضات الرياضية والفنية التى قدمها شباب الكنيسة، وكذا عرض فيلم مطران من ذهب، عن جهود الأنبا باخوميوس بالإضافة إلى فاصل من الترانيم .
هذا وقد رحب قداسة البابا تواضروس الثانى باللواء المحافظ وجميع الحضور، مشيداً بجهود ودور الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالسماح والتوسع فى بناء دور العبادة وأعمال التطوير والتنمية التى تتم بكل ربوع مصر ومنها جهود التنمية التى تشهدها محافظة البحيرة تحت قيادة اللواء المحافظ .
وأضاف أننا نشهد اليوم إحتفالية ذات مذاق خاص ونشكر الله الذى حبى البحيرة بنيافة الأنبا باخوميوس وأن الإحتفالية هى للوفاء نكرم فيها شخص أرسله الله يخدمنا بالروح والحق .
مشيراً أنني عشت ونشأت على أرض البحيرة، أرى الأنبا باخوميوس قامة وطنية حكيمة تعلم حب الوطن وتخرج وخدم فى معظم دول العالم وكان حب الوطن يلازمه فى كل وقت وحين وعلاقاته الطيبة مع الجميع، وأنه قيادة وطنية بحق يميل إلى الهدوء والعمل، كما أنه قيادة كنسية كبيرة خدم فى العديد من الكنائس بداية من الكويت، كما ألتحق بالدير منذ ٦٠ عام وخدم بدولة السودان وحتى الآن يتذكره الجميع بكل خير لعلاقاتة السمحة والمستمرة حتى وصل بإيبارشية البحيرة وتوابعها إلى أعلى الآفاق بعلاقات طيبة مع كل المسئولين من رؤساء الدول، والمحافظين وسيظل دوماً قامة وطنية كبيرة وقامة حكيمة فالحكمة التى تصنع سلام وهو دوماً صوت للحكمة، فيحل المشاكل بالحكمة والروية والرزانة والتعقل فى كل قرار ودائماً ما ينادي أن صنع السلام هو أولى أولوياتي، كما أننا نشكر الله على عطاياه ونصلى للأنبا باخوميوس وأن يمتع بالصحة وطول العمر .
هذا وقد قدم اللواء هشام آمنة، بإسمه وبإسم كل أهل البحيرة الترحيب بقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، مشيراً إلى أن قداسة البابا هو بمثابة الطراز الرفيع من الرجال الكبير بطبيعته المتواضع بفطرته والوطنى بمواقفه والحاضر دوماً بفعله وكلمته، ولم يغب عن بصر العالم وسمعه مواقفة الوطنية وتصريحه التاريخي “وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن” .
وأضاف أنه وبمناسبة اليوبيل الذهبى للأنبا باخوميوس وتأسيس إيبارشية البحيرة وتوابعها بسيامة نيافته وخدمته الرعوية لها فانها تعد خمسون عاماً من الحب على أرض البحيرة وتفوح منها رائحة الوطنية موزعة على الجميع داخل الكنيسة وخارجها .
مشيراً أن نيافة الأنبا هو رجل ومطران من ذهب ورمز ديني متسامح كريم وقيمة وطنية تشهد البحيرة لها بكل الخير والعطاء كما أنه يعد موسوعة التاريخ القبطي العارف والفكر الإنساني المستنير وثقافته جعلته جديراً بالإحترام فهو أسقف ورجل دين من طراز نادر وإنساناً يتمتع بأخلاق التسامح والتعاون والأخاء وحب الخير للجميع وعشق الوطن وأخلاقه السمحة قربت إليه المسلم والمسيحي على حد سواء، وهو ما يقدرنا العالم كله لأجله حينما نباهي الدنيا بقاماتنا الدينية والفكرية العالية أزهر وكنيسة .
وأشار المحافظ أن الأنبا باخوميوس رجل يمتلك من الحكمة والفطنة ما يؤهله للتعامل مع اصعب الاوقات باقتدار وتفوق وهو ما ظهر جلياً بخلو الكرسي المرقسي بنياحة صاحب الغبطة والقداسة البابا شنودة الثالث في ١٧ مارس ٢٠١٢ م أختير نيافته قائم مقام البطريرك وقاد الكنيسة خلال ٨ أشهر ببراعة الربان الحكيم، والمايسترو الماهر وهو الأب الذى أصبح أبنا لأبيه ليسلم الكنيسة إلى رجل لايقل مهارة أو جدارة أو وطنية ذو الفكر الإنساني المستنير قداسة البابا تواضروس الثاني .
وأضاف محافظ البحيرة أن إختلاف الدين ثراء وغنى وحضارة وتعايش لا تقوى عليه إلا أعظم الأمم وأكبر الحضارات، وأن لم تكن مصر بعنصري نسيجها الواحد هكذا لما وقفت صفاً واحداً خلف قيادتها تحارب الإرهاب والتطرف وتبنى للعمران مدنا وللمستقبل أفقاً رحيباً ولمصر غداً مشرقاً.
كما أن محافظة البحيرة تمتاز بالأمن والأمان، وذلك يرجع للعلاقات الإجتماعية القوية بين نسيجها الوطني مسلميها ومسيحيها ومشاعر المحبة والأخوة بين الجميع، وتبادل التهاني في الأعياد، والمحبة الصادقة النابعة من القلب .
مؤكداً أننا وطن وجسد واحداً ومصير مشترك ومستقبل قادماً بكل الخير للإنسانية كلها بقيادة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس الجمهورية وجمعتنا هذه الأرض الطيبة كما تعمقت أواصر المودة وتوحدت غاياتنا لحفظ مصر من التطرف والتعصب أيا كان ومن أين جاء، لتظل مصر لاهلها تبنى وتعمر وتشد قاطرة التنمية خلف القيادة الحكيمة التى لا تدخر وسعاً ولا جهداً لعزة مصر وعلو شأنها، وهى في كل حين منارة السلام والمحبة والخير للدنيا جميعاً .
وخلال كلمة مجمع أبارشية البحيرة والتى ألقاها القمص ثاؤفيلس نسيم والتى رحب خلالها بإسم نيافة الأنبا باخوميوس ومجمع الأبارشية بجميع الحضور ومشاركة الاحتفالية وتأسيس الإيبارشية مشيراً إلى الكلمات المأثورة لفخامة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي “مصر قد الدنيا وهتبقى قد الدنيا”، وكلمة البابا شنودة “مصر ليست وطن نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا”، والبابا تواضروس “كل العالم فى يد الله ومصر فى قلب الله” .
وأضاف علموا أولادكم حب الوطن علموهم أن يحبوا مصر، لذا فيجب علينا الإفتخار بتواجد الرئيس الذى يواصل الليل بالنهار من أجل مصر وتواجد اللواء هشام آمنة، والقيادات التنفيذية كمنظومة عمل متكاملة للعمل على تطوير المحافظة، وأشار أن الأنبا باخوميوس قاد السفينه إلى بر الأمان بفكر واحد وقلب وروح واحدة لمصرنا الغالية .
وقدم الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس وأسقف المعادي التهنئة لنيافة الأنبا باخوميوس، مشيراً أنه يمتلك من الخبرة العديد والعديد كما خدم فى العديد من المناطق بمصر وكل دول العالم ولديه من الخبرة والعمل لخدمة المجمع المقدس أفاد بها الكنيسة خدمة كبيرة من جميع النواحي ودائما نستشيره وناخذ رأيه لخبرته الواسعة .
وفى ختام الإحتفالية قدم نيافة الأنبا باخوميوس الشكر لقداسة البابا وللواء هشام آمنه محافظ البحيرة ورجال الدين الإسلامي ولجميع الحضور مرحباً بهم ومعربا عن سعادته بتواجد الجميع وأشار إلى ان ما قام به هو واجب لوطننا الحبيب، كما أن اليوبيل الذهبى لتأسيس الإيبارشية يحمل الفرح فى إجتماع ولقاء الأخوة والتوبة ويحمل معاني الوفاء والحياة فى خدمة الآخرين ونجتمع دوماً كإخوة وأحباء وأننا دوماً نعمل لخدمة الوطن، وما أجمل أن يعيش الإنسان خادماً للاخرين فنجتمع ونشكر الله على كل حال .
وتقدم الشكر على المحبة والجهد المبذول من اجل هذا اللقاء والإحتفالية، والذى يعكس الحب الحقيقي للوطن والمواطنين باكتشاف المواهب لخدمة الوطن بجيل على قدر كبير من الوعي والمعرفة، كما قام اللواء هشام آمنة – محافظ البحيرة – بتقديم درع المحافظة لقداسة البابا تواضروس الثانى أحد رموز البحيرة ومصر والعالم أجمع وكذا درع المحافظة لنيافة الأنبا باخوميوس رمز الحب والتسامح والعطاء .