يمثل فرصة ذهبية أمام مصنعي «الثغر».. رجال أعمال الإسكندرية يرحبون باتجاه الحكومة لإنشاء ميناء جاف ببرج العرب

يقلل نفقات الاستيراد ويعطى قيمة مضافة للبضائع

يمثل فرصة ذهبية أمام مصنعي «الثغر».. رجال أعمال الإسكندرية يرحبون باتجاه الحكومة لإنشاء ميناء جاف ببرج العرب
السيد فؤاد

السيد فؤاد

9:55 ص, الخميس, 7 أبريل 22

رحب عدد من رجال الأعمال بالإسكندرية باتجاه الحكومة لإنشاء ميناء جاف بمنطقة برج العرب والتى تعد أهم المواقع الصناعية الكبرى بمحافظات الوجه البحرى.

وأكدوا أنها خطوة تهدف إلى تسهيل الأعمال التجارية واللوجستية الخاصة بالعملية التصديرية، فضلًا عن كون المشروع وسيلة لجذب المنتجات الجديدة ببرج العرب.

المنشاوى: الموقع يحظى بوجود خط سكة حديد يساعد على نقل الوارد والصادر بأقل سعر

بداية، أكد هانى المنشاوى رئيس اتحاد الصناعات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن إقامة الميناء بمحافظة الإسكندرية سيخدم العديد من المناطق الصناعية ليس برج العرب فقط بل بالمناطق المجاورة،

خاصة أن معظم الصناعات تتركز فى غرب المحافظة، وهو ما سيعمل على انخفاض تكلفة البضاعة عند الاعتماد على الميناء اللوجستى الجديد.

وقال المنشاوى إن الموانئ البحرية أماكن عبور وليست تخزين، موضحا أن تكلفة البضائع ترتفع عند تخزينها بمنيائى الدخيلة والإسكندرية،

وفى حالة الاعتماد على سحبها من الميناءين إلى موقع «برج العرب الجاف» ستنخفض تكلفة الواردات وإتاحة التنافسية أمام الصادرات.

وأضاف أنه تم تنفيذ خط سكة حديد بين برج العرب إلى الإسكندرية بتكلفة تتخطى 850 مليون جنيه منذ أكثر 12 عاما، إلا أنه لم يتم استغلاله بالشكل المطلوب، لكن مع انطلاق عمل الميناء بالطبع سيتم استخدامه بشكل كبير.

من جانبه قال أحمد شوقى مسئول شركة فينوس إنترناشونال للتجارة، إن الساحات التخزينية المتاخمة لميناء الإسكندرية ترتفع فيها الرسوم بصورة كبيرة،

ومن ثم فإن فرصة وجود ميناء جاف ببرج العرب سيؤدى إلى تقليل تكلفة الاستيراد، خاصة أنه يمكن عبر الميناء الإفراج عن جزء من البضاعة.

شوقى: المشروع يخفض ضغط التخزين على «الدخيلة» و«الإسكندرية»

وأضاف شوقى أن الكثير من شركات الاستيراد أنشأت مخازن خارج ميناءى الإسكندرية والدخيلة، إلا أنه يصعب تخزين بضائع غير خالصة الرسوم الجمركية بتلك الساحات،

وهو ما يمكن أن يكون دور الميناء الجاف، والذى سيعمل على تقليل الضغط عن الموانئ البحرية من ناحية ويقلل التكلفة من جانب آخر.

وطالب بضرورة إجراء حوار مجتمعى مع رجال الصناعة والتجارة قبل الشروع فى تنفيذ الميناء الجاف الجديد ببرج العرب حتى يلبى احتياجات القطاع بالمنطقة،

إضافة إلى أهمية اختيار الموقع بالقرب من المحاور المرورية سواء الطرق، أو السكة الحديد، خاصة أنه سيكون هناك تنافسية بين الميناء الجاف الجديد والمنطقة اللوجيستية المزمع تنفيذها بترعة النوبارية التابعة لميناء الإسكندرية على مساحة 273 فدانًا.

وكان اللواء عمرو إسماعيل، رئيس هيئة الموانئ البرية والجافة، قد كشف عن تلقّي الهيئة مؤخرًا عرضًا من تحالف «إيطالى – مصرى» لتنفيذ وإدارة وتشغيل ميناء برج العرب على مساحة 90 فدانًا، مشيرًا إلى أن فريقًا يعكف على دراسته لتحديد مدى إمكانية طرح المشروع ودخول تحالفات أخرى لتأهيلها.

ووضعت هيئة الموانئ البرية خطة لتنفيذ 10 مشروعات تشمل إقامة ميناء جاف فى مدينة السادات على مساحة 75 فدانًا،

وآخر فى بنى سويف على 92 فدانًا، وإقامة مجزر آلي بمنطقة أرقين على 238 فدانًا، كما تضم القائمة منطقة لوجستية على مساحة 238 فدانًا في قسطل، إلى جانب ميناء جاف فى مدينة الطور.

وأكد الدكتور محمد كامل، الباحث فى اقتصادات اللوجستيات، أن الشروع في إنشاء ميناء جاف ببرج العرب من شأنه خدمة الشركات الصناعية غرب الإسكندرية؛

والتي تزيد على 5 مناطق صناعية تشمل «ميرغم، وأم زغيو، وبرج العرب، والعامرية، والمنطقة الحرة»، فضلًا عن العديد من الكيانات الأخرى التى تعمل على أطراف المحافظة.

وأوضح أن الخدمات التى يمكن أن يقدمها الميناء الجاف الجديد لا تتمثل فى التخزين فقط، بل تتخطى إلى خدمات التعبئة والتغليف والقيمة المضافة على البضائع وإنهاء الإجراءات الجمركية، خاصة أن أى ميناء جاف به لجنة جمركية متخصصة لإتمام جميع الإجراءات.

وقال إن إنشاء ميناء جاف فى برج العرب ليس الهدف منه ربط المناطق الصناعية فحسب، وإنما مدينة برج العرب التى تم ربطها من خلال محاور مرورية وخطوط سكة حديد بكل من ميناء الإسكندرية وإقليم القاهرة الكبرى ومطار برج العرب وميناء السخنة والعاصمة الإدارية الجديدة،

وفقًا للمشروع الجديد المتمثل فى القطار السريع «السخنة – العلمين» ومن ثم سيكون الميناء أداة جذب للمصانع بمدينة برج العرب.

وأضاف أن هناك اتجاهًا لدى شركات الأسمنت بمنطقة وادى القمر والتي أصبحت محاطة بالسكان للانتقال لمدينة برج العرب، إضافة إلى مجمعات البترول فى المنطقة ما بين المكس والدخيلة، والتي تعد أكثر المصانع تلوثًا،

ووجود ميناء جاف ببرج العرب سيكون محفزًا على اتخاذ تلك الخطوة، وهو ما سيعمل على تسهيل نقل مستلزمات الإنتاج من وإلى المصانع، إضافة إلى تسهيل التصدير في حالة تفعيل خط السكة الحديد في نشاط البضائع.

وأكد أن هناك عددًا من الخطوات لا بد من اتخاذها بالاتفاق بين وزارتى الصناعة والتجارة والنقل حتى تنجح تلك المنظومة،

منها تنشيط ما يعرف فى أنظمة النقل بـ(short sea shipping)، والذى يعنى أن الميناء البحرى ليس الوجهة النهائية للبضاعة، بل قد يكون الميناء الجاف أو الميناء النهرى أو المصنع.

وطالب الباحث فى الشئون الاقتصادية، هيئات الموانئ بتشجع الخطوط الملاحية للاعتماد على هذا النظام بأن يكون الوجهة النهائية للبضاعة هى ميناء برج العرب الجاف،

وهو ما يشجع المستثمرين على نقل البضائع بشكل أسرع، خاصة أن هناك خط سكة حديد حاليًّا يربط ميناء الإسكندرية بمنطقة برج العرب الصناعية.

وأكد كامل أن من ضمن خطوات إنجاح المشروع ضرورة تدخل الجهات الحكومية بما تملكه من سلطات بتوزيع عادل لنوعيات المنتجات والبضائع التى يتم نقلها على جميع وسائل النقل،

كأن يتم نقل الحبوب عبر السكة الحديد أو الفحم عبر النقل النهرى، وهو ما يعمل على تقليل الكثافة على الطرق من ناحية، إضافة إلى تخفيض تكلفة النقل،

إذ يصل نقل الحاوية بريًّا إلى 5 آلاف دولار، بينما يبلغ تكلفة نقل الحاوية عبر السكة الحديد 2.5 ألف جنيه فقط.