قال المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق، إن الأزمة الروسية الأوكرانية عملت على ارتفاع أسعار المعادن بصورة غير مسبوقة، وكذا سيكون لها تأثير كبير على التغيرات المناخية خلال الفترة المقبلة، معتبرا العقوبات التي تم فرضها على روسيا بمثابة الردة لمكتسبات بيئية أنفقها العالم خلال الـ25 عاما الماضية.
وأضاف خلال فعاليات مؤتمر بعنوان “مستقبل الاسكندرية والتحديات المناخية”، الذي عقد بمكتبة الإسكندرية ” الثلاثاء ” أنه بسبب تلك العقوبات سيتم التوسع في استخدام الفحم كوقود لعددا من الدول، وتشغيل محطات نووية.
وطالب وزير البترول السابق، ضرورة التوازن في مصر بين متطلبات الصناعة، والاهداف البيئية، حيث يوجد هاجس من التلوث البيئي على حساب العديد من المصانع التي تستخدم أحدث التقنيات.
عن أن البلاد النامية لم تكن طرفا في زيادة التغيرات المناخية التي تواجهها الكرة الأرضية خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن تلك الدول هي من تدفع الثمن.
ولفت ” كمال ” إلى أن قطاع الصناعة دائما ما يتم النظر اليه بأنه السبب الرئيسي في زيادة حدة التغيرات المناخية، بالرغم من أن هذا القطاع تغير بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح يعتمد على تكنولوجيا جديدة تعمل على تقليل استخدام الطاقة وتقليل الانبعاثات.
وأشار إلى أن مصر دخلت مؤخرا في مصاف الدول ذات الأهمية في الاكتشافات البترولية، والغاز الطبيعي، خاصة في منطقة البحر المتوسط، حيث تم اكتشافات احتياطيات غير مسبوقة في المياه المصرية، حيث تمتلك مصر حاليا احتياطي من البترول يكفيها قرابة 14 عام وفي نشاط الغاز تصل الاحتياطيات ما يكفي 25 عاما وفقا للاكتشافات الحالية.
وتابع وزير البترول السابق، أن حجم ما تم اكتشافه حتى ألآن من ثروات لا يمثل 30% من حجم الثروات التي تمتلكها السوق المصرية، وذلك منذ 1886 .
وأشار إلى أن الدولة المصرية عملت على غلق عددا من المصانع الأكثر استهلاكا للطاقة والأكثر تلوثا والتي كانت تعتمد على تكنولوجيا قديمة ترجع إلى الستينات ومنها معامل لتكرير البترول، ومصانع أسمدة وحديد وصلب، وذلك كخطوة من الحد من التغيرات المناخية وتوفير الطاقة، بالاضافة إلى وجود بدائل في كثير من الصناعات بالبولي إثيلين عن استخدام الحديد، والذي ارتفعت أسعاره بصورة غير مسبوقة خلال الأعوام الأخيرة.
وأكد ” كمال ” ان اتفاقيات ترسيم الحدود سمحت لمصر مؤخرا التوسع في أعمال منح حق الامتياز لكبرى الشركات في البحرين الأبيض المتوسط، والأحمر، خاصة ترسيم الحدود مع قبرص .
وأوضح أن أعمال البحث عن الغاز بالبحر الابيض المتوسط تتم على بعد 180 كيلو من الساحل وبعمق يصل إلى 3 كيلو تحت مستوى البحر، وهناك بعض المناطق يصل فيها التنقيب إلى 6200 متر خاصة في حقل ظهر .
وأوضح وزير البترول السابق، أن سوريا مرشحة لتكون ثالث دول العالم في احتياطيات الغاز الطبيعي، وذلك بعد روسيا وإيران، إلا أن عدم الاستقرار السياسي عمل على تأجيل هذا الأمر حتى ألآن.