طرحت هيئة تنمية الصعيد مشروع تنفيذ البنية الأساسية للري لمساحة ألف فدان من أشجار الجوجوبا بمحافظة البحر الاحمر، وذلك للمرحلة الثالثة من هذا المشروع.
وحسب كراسة الشروط الخاصة بالمشروع اطلعت عليها ” المال ” فقد تم تعيين شركة أي سي أر للهندسة والاستشارات استشاري للمشروع.
في إطار قانون الهيئة رقم 157 لسنة 2018 ولائحتة التنفيذية وقانون رقم 182 لسنة 2018 ولائحتة التنفيذية تطرح هيئة تنمية الصعيد المناقصة المحدودة لمشروع محطة الري و المنطقة الادارية لزراعة نبات الجوجوبا على مياه الصرفالصحى المعالج.
ونصت كراسة الشروط على أن مشروع زراعة الجوجوبا يعد مشروع استراتيجى فى المقام الاول حيث يمكن التخلص الآمن من مياه الصرف الصحى بجميع أنواعها بل وتعظيم الإستفادة والحصول على محصول له عائد إقتصادي مجزى ويوفر فرص عمل حقيقية ومستدامة لعدد كبير من العمالة.
كما أنه يأتي في إطار قانون إنشاء هيئة تنمية الصعيد حيث استهدفت الهيئة تحقيق عائد تنموى فى الصعيد بإقامة المشروعات الإقتصادية والاجتماعية والبيئية كثيفة العمالة في إطار التنسيق مع الجهات المعنية بالدولة.
كما أن الدولة طبقاً لرؤيتها 2030 تستهدف نمو سنوي من الصادرات الغير بترولية من هنا تأتى أهمية مشروع زراعة أشجار الجوجوبا لإنتاج الوقود الحيوي في تحقيق أهداف الهيئة وذلك في إطار تحقيق استراتيجية الدولة.
ويعتبر نبات الجوجوبا كما هو ملقب في عديد من دول العالم محصول البترول الاخضر نظرا لاستخداماته العديدة في مجالات شتى لإنتاج الطاقة البديلة النظيفة وذلك لقدرة هذه الشجرة على التكيف في معظم البيئات الصحراوية وخاصة المجدبة منها وحيث أن إحتياجاتها من الرى والتسميد أقل بكثير من معظم الزراعات الأخرى، لذلك انتشرت في معظم البلدان التى تتمتع بالظروف الاستوائية حيث إنتاجيتها تكون الى حد ما مرتفعة كما أن زيوتها تدخل في صناعات كثيرة بداية من الوقود الحيوى والطاقه الخضراء (النظيفة وبعض المنظفات والجليسرين والصابون والأسمدة والمبيدات ومستحضرات التجميل).
كما أن شجرة الجوجوبا نبات معمر تعيش أكثر من 150 سنة وتنتج سنويا ثمار تشبه حبة الفول البلدي وبها نسبة من الزيت تترواح من 40-45.
وترجع أهميتها الإقتصادية إلى أن شجرة الجوجوبا أو كما يطلق عليها ” ذهب الصحراء” هي إحدى أهم النباتات الصناعية الجديدة عالميا، لذا تعتبر أفضل الحلول العلمية والعملية لزراعة الأراضى الجديدة ويعود ذلك الى طبيعتها التي تناسب الظروف المناخية الحارة صيفا والدافئة شتاءا وطبيعة الأرض الصحراوية المفككة والفقيرة في عناصرها الغذائية الاساسية وقلة إحتياجاتها المائية وقدرتها على تحمل الملوحة.
كما أن العائد المجزى للإنتاج السنوى يعتبر من أهم عناصر نجاح زراعتها الزيوت الناتجة من عصر بذور نبات الجوجوبا تستخدم في صناعات عديدة مثل مستحضرات التجميل، وبعض الادوية والمبيدات الحيوية والوقود الحيوى ومواد الطلاء وزيوت المعدات وايضا الطائرات بعضها يستخدمالمستحضرات التجميل خاصة المنزرع بمياه غير الصرف المعالج.
وأكدت الهيئة عبر كراسة الشروط أن المشروع سيعمل على تحقيق عائد إقتصادي من بيع زيت الجوجوبا، وتوفير العملة الأجنبية بعدم الإستيراد مع فتح باب تصدير الفائض للخارج .
كما أن للمشروع أثرا بيئيا، حيث يمكن عبرها التخلص الآمن والإستغلال الأمثل لمياة الصرف الصحى المعالج، وتوفير بيئة نظيفة بدون تلوث وذلك لاشتعال الوقود الحيوى دون انبعاث أبخره ملوثة للبيئة لذا يطلق عليه الزيت توفير غطاء أخضر لمد الجو بالأوكسجين وإمتصاص ثاني أوكسيد الكربون والمحافظة على التوازن البيئي.
كما تستهدف الهيئة إنشاء مجتمع عمرانى كثيف نظرا لكثافة العمالة المطلوبة لزراعة الجوجوبا وجمعها يدويا، كما أن الهدف من المشروع، زيادة العائد القومى من خلال الإهتمام بالوقود والزيت الحيوى الناتج من زيوت الجوجوبا، وكذا إستغلال ناتج محطات مياه الصرف الصحى بطريقة آمنة ومفيدة وذلك بزراعة الجوجوبا لإستخدامها كوقود وزيت حيوي.
كما أن ناتج التقليم والخف للاشجار تدخل في صناعة الكومبوست (السماد العضوي المتحلل ) و البذور بعد عصرها تنتج زيوت تعتبر من افضل أنواع الوقود والزيوت الحيوية الصديقة للبيئة.
كان قد وصف خبراء مؤسسة “جولدن ساكس ” للدارسات الاقتصادية الدولية بأن الجوجوبا هي المرشحة الأولى الإنتاج الوقود والزيت الحيوي المستقبلي النظيف والمناسب لدفع السيارات وتشغيل المحركات.
كما أن أشجار الجوجوبا تنمو في مختلف البيئات الصحراوية والفقيرة ولا تحتاج الى أسمدة مكلفة فهي قادرة على الانتشار في كل البيئات الزراعية بسرعه عجيبة.