عقد المجلس التصديرى للحاصلات الزارعية ندوة تحت عنوان “أبرز التحديات التى تواجه قطاع التصدير الزراعى فى مجال الشحن البحرى والحلول المتوقعة”، لبحث مشاكل الشحن البحرى للصادرات الزراعية المصرية.
وأكد أعضاء المجلس خلال الندوة أن عددا من المستوردين قاموا مؤخرا بإلغاء تعاقداتهم مع الكثير من الأسواق التصديرية التى يتم الاتجاه إليها، وذلك بسبب عدم الالتزام بمواعيد الشحن، والارتفاع المتكرر لأسعار الشحن فى الموسم دون توضيح أسباب الارتفاع من قبل مسئولى الخطوط الملاحية.
وناقش أعضاء المجلس عدم وجود أية أسباب لارتفاع تكاليف الشحن “النوالين”، خاصة أن أسعار البترول لم تتحرك مؤخرا، وكذا رسوم مختلف الموانئ العالمية لا تزال ثابتة، إلا أن تلك الزيادات نتجت عن ارتفاع الطلب على النقل البحرى بشكل كبير مؤخرا، وذلك منذ نهاية العام الماضى وبداية العام الجارى.
وناشد أعضاء المجلس شركات الملاحة بالبحث عن حلول، مطالبين بضرورة دخول الجهات الحكومية فى المنظومة بإنشاء خطوط منتظمة للشحن البحرى، على أن يكون دورها زيادة تصدير المنتجات المصرية من ناحية، والحفاظ على سمعتها من ناحية أخرى، وتجنبا لفقد أسواق تم اكتسابها على مدار سنوات.
ودعا المجلس إلى ضرورة وجود أسطول وطنى لنقل الصادرات المصرية الزراعية، مطالبين بعقد اجتماع بين جميع الجهات كوزارة النقل والصناعة والتجارة لبحث تبنى هذا المشروع وإنشاء خطوط ملاحية ثابتة.
كما طالب المجلس بضرورة إعادة تشغيل التريللات للدول العربية، خاصة الحاويات المبردة، إضافة إلى ضرورة عقد اجتماع مع هيئة سلامة الغذاء لتوضيح كيفية وجدوى الشحن عن طريق الحاويات البرية المبردة تخفيفا على المصدر، والذى يواجه ارتفاع أسعار الشحن البحرى كل 3 أسابيع، ومع ذلك لا تجد الحاويات اللازمة لعمليات التصدير.
وأكدوا ضرورة فتح باب النقاش مع الخطوط الملاحية لوضع حل للمشاكل التى تواجه الصادرات الزراعية تجنبا للخسائر التى تواجه المصدرين الزراعيين.
ودعوا الخطوط الملاحية للموافقة للمصدر على شحن أكثر من صنف فى نفس الحاويات، على أن يكون هذا تحت مسئولية وإقرار المصدر نفسه لتوفير مزيد من الفراغات المطلوبة للشحن.
من جانبه، أكد محمد خليل، رئيس لجنة الشحن بالمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، أن المشكلة الكبرى فى دول آسيا، موضحا أن أوربا لا يوجد بها مشكلات تواجه سوق الشحن للحاصلات الزراعية، موضحا أنه بعد توقف حركة الملاحة بقناة السويس لمدة أسبوع أدى إلى مشكلة فراغات كبيرة ومستمرة حتى الآن.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الحاويات أصبح أمرا عالميا ناتجا عن ارتفاع حجم التجارة بين أوروبا وآسيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوط تعمل بنظام الربحية والحاويات أعدادها منخفض فى ظل زيادة حجم الطلب على النقل البحرى بالحاويات، خاصة على النقل من آسيا.
أما عبدالحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، أكد ضرورة التأكد من أنه لن تكون هناك زيادات فى النوالين المتجهة إلى أوروبا فى ذروة الموسم وأن الزيادات ستكون مقبولة، موضحا أن مشكلة آسيا تتركز فى وجود عجز فى الحاويات تصل إلى قرابة 60% وهو ما أدى إلى ارتفاع قرابة 50 دولارا فى الطن مما يؤثر على قيمة النولون.
وأوضح شريف البلتاجى، عضو المجلس، أن صادرات الموالح والبرتقال تختلف عن صادرات الفراولة والفاصوليا والبصل الأخضر، موضحا أن المصدرين واجهو عددا من المشكلات خلال الموسم الراهن، وهو ما يؤدى إلى فقدان أسواق تم اكتسابها على مدار سنوات.
وأشار إلى عدم وجود انتظام لدخول وخروج السفن بالموانئ، فى حين دول أخرى تنافس السوق المصرية تعمل على المحافظة على عملائها من خلال هذا العنصر، مشيرا إلى أن ميناء الإسكندرية على سبيل المثال يتم من خلاله تصدير %70 من الصادرات الزراعية، إلا أن هناك مشكلة تتركز فى ارتفاع البحر بسبب شدة الرياح مما يؤدى إلى توقف حركة الملاحة لأيام، وعادة ما يحدث هذا فى وقت الذروة للصادرات الزراعية، مطالبا بضرورة وضع حل لتلك المشكلة.
وأكد البلتاجى أن الخط الملاحى الذى يتجه لبريطانيا مثلا يعانى من استمرار مشكلة عدم الالتزام بمواعيد الشحن، حيث تستغرق الرحلة 3 أسابيع بدلا من 9 أيام، وهو ما حقق خسائر كبيرة للمصدرين، مطالبا بضرورة حل تلك المشكلات قبل بدء موسم العنب المقبل.
يذكر أن وزارة النقل بالتعاون مع عدد من الجهات تقوم بإعداد دراسة وخطة لتطوير خطوط الملاحة لنقل الصادرات المصرية، كما تسعى وزارة النقل توفير خدمة النقل البحرى على خطوط الملاحة العالمية لنقل الصادرات المصرية سواء الحاصلات الزراعية، أو المنتجات الصناعية وغيرها من السلع، خاصة التى تُصدر فى حاويات إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتهدف وزارة النقل من تطوير الأسطول المصرى خدمة تجارة مصر الخارجية، بهدف سد الفجوة بين حجم الطلب على خدمة النقل البحرى لتجارة مصر الخارجية والطاقة الاستيعابية للأسطول الوطنى الحالى، ودعم تنافسية الصادرات المصرية وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية من خلال توفير خدمات نقل بحرى عالية الكفاءة، وتطوير منظومة نقل الصادرات المصرية من السلع التى تتأثر بعنصر الوقت مثل الحاصلات الزراعية والسلع سريعة التلف بهدف ضمان جودة وسرعة تواجد هذه السلع فى الأسواق العالمية وتحقيق أسعار تنافسية لهذه السلع فى موانئ الدول المستوردة.
وزير النقل يوجه بسرعة شراء سفينتين تنضمان للأسطول الوطنى
وخلال زيارة وزير النقل مؤخرا لميناء الإسكندرية، الفريق كامل الوزير، طالب بسرعة شراء سفينتين للبضائع تنفيذا للتوجيهات السياسية، وأكد أهمية تطبيق الأمن والسلامة أولا فى مراكب الصيد ووجود رماثات نجاة وأجهزة سلامة وتتبع والتنسيق مع الجهات التنفيذية فى هذا الشأن. جاء ذلك خلال جولته التفقدية لميناء الإسكندرية، يرافقه رؤساء قطاع النقل البحرى وميناء الإسكندرية والهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، حيث تفقد عددا من المشروعات الاستثمارية والخدمية التى يتم تنفيذها بالميناء.