جُمعت مقالات الدكتور لويس عوض سنة 1969 ـ جمعت فى كتابه : «الفنون والجنون فى أوروبا» (كتاب الهلال يناير 1970)، وضم الكتاب آخر. تطورات الحركة المسرحية ومشاهداته لزهاء خمس عشرة مسرحية فى مسارح لندن وباريس، وعرض فيه أيضاً دراسته لثورة الشباب الأوروبـى والأمريكى التى تبلورت آنذاك فيما سمى حركة «الهيبز» وما نبع عن هذه الحركـة من سلوك وفن وفكر. من هذه الصور الحية ـ مشاهداته عام 1964 للمهرجان والاحتفالات التى أقيمت فى «ستراتفورد» مسقط رأس شكسبير وفى إنجلترا بعامة بمناسبة مرور أربعمائة سنة على مولده، وتابع فى مقالاته التى نشرت آنذاك فى الأهرام وجمعت فى كتابه «البحث عن شكسبير» (كتاب الهلال ـ فبراير 1965) حصاد متابعاته ومشاهداته للحركة المسرحية عبر هذه الاحتفالات فى كل من إنجترا وفرنسا، كما عالج فيه أهم القضايا الشكسبيرية وأسرار حياة هذا العبقرى وفنه.. وقدم فى كتابه : «رحلة الشرق والغرب» (اقرأ العدد 354 ـ يونية 1972) حصاد مشاهداته ومتابعاته فى رحلته الروسية واليوغوسلافيـة (أغسطس 1970) ، ورحلتــه الأمريكية (أكتوبـر 1971)، والأوروبيـة (فبراير 1972).. بهذا التمكن الذى أتاح له هذه المتابعة الحية، عالج فى كتابه الضخم «المسرح العالمى» أهم المسرحيات العالمية منذ أيام الإغريق لأسخيلوس وسوفوكليس، عبوراً بمسرحيات آرثر ميللر ومسرحيات راسين وأبسن وأوسكار وايلد وبرنارد شو وجوركى وبيراندلو ويوجين أونيل وتنيسى وليامز وشكسبير الذى خصه بدراسات أوسع، والتأم هذا العطاء الضخم المتميز بما كتبه : «فى الأدب الإنجليزى الحديث»، وفى «دراسات فى النظم والمذاهب»، وفى كتابه الأخير الضافى عن «الثورة الفرنسية». كان الدكتور عوض جامعة شاملة يسر لقراء العربية ـ بإنتاجه المتميز الغزير ـ مساحة هائلة فى دراسة المسرح والرواية والنقد والآداب بعامة، وظل على مدار نصف قرن لا يكل عن تقديم كل جديد متميز فتح به نوافذ بالغة الأهمية والخصوبة على آخر إنتاج العالم فى الفن والمسرح والفكر والرواية والمذاهب السياسية والحركات الفلسفية.
أخشى أنه برغم الجهود الفردية الثرية، كالتى يقدمها فى عراضة وعمق العلامة الجليل الدكتور محمد عنانى الذى ترجم معظم أعمال شكسبير وأعمال لميلتون وبايرون وأليكس هيلى، ودرر المفكـر العربى الأصل إدوارد سعيد: «الاستشراق»، و«المثقف والسلطة» و«تغطية الإسلام».. ورغم الاهتمام المتزايد للمجلس الأعلى للثقافة بالترجمة، والملتقيات الدولية التى يعقدها تباعًا وينشر بحوثها، وقد أفدت إفادة جمة مـن ملتقى الترجمة ومجتمع المعرفة الذى حضرته فى فبراير 2006 ـ إلاّ أننا لا نزال نحتاج إلى الدور المتميز الذى كان يؤديه الدكتور لويس عوض بنقل متابعاته ومشاهداته الحية برحلاته التى كان يعود منها عامر الوفاض بدررٍ، ما أحوجنا أن نواصل الإطلال عليها فى زمـن صارت الترجمة باباً لا غناء عنه للإلمام بما يموج به العالم من جديد فى كل باب !
www. ragai2009.com