بالرغم من تأثير تداعيات فيروس كورونا المستجد على النقل البحرى خلال الفترة الأخيرة، أكد عدد من العاملين فى القطاع أن أسعار النوالين البحرية استقرت مؤخرا فى ظل تراجع أسعار البترول بصورة غير مسبوقة.
وأوضح الخبراء أن هناك اتجاها لعودة حركة التجارة بين الصين والعديد من الدول ومنها مصر بعد تحسن الأوضاع فى الصين خلال الأيام الأخيرة وإعلان أكثر من شركة عن تطبيق زيادات تتراوح مابين 12 إلى %15
أكد أحمد عمر المدير التجارى بشركة «أموس» للملاحة، أنه بالرغم من الانخفاضات فى أسعار البترول خلال الفترة الأخيرة، فإن أسعار الشحن لا تزال محتفظة بنفس النسب بزيادة طفيفة من 12 إلى %15 فقط عما كانت عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضى.
وأرجع هذا إلى الخسائر التى تعرضت لها الخطوط خلال الفترة الأخيرة، بعد وقف الشحن من وإلى الصين، بالإضافة إلى غلق بعض الأسواق الأوروبية بنسبة تزيد عن %70 بعد تفشى وباء كورونا فى كثير من دول الاتحاد الأوروبى.
الخسائر التى تعرضت لها الخطوط الملاحية بسبب مرور رحلاتها فارغة
وتابع أن الخسائر التى تعرضت لها الخطوط الملاحية كانت بسبب مرور رحلاتها فارغة، مما أدى إلى زيادة التكلفة، نتيجة زيادة حجم الفراغات التى بها، نظًرا لضعف الطلب على المنتجات، وبالتالى تراجع حجم التجارة العالمية.
وأوضح أن معدلات الاستيراد من الصين عادت بنسبة 25 – %30 متوقعا تحسن الأسعار الخاصة بالشحن مع زيادة معدلات الاستيراد خلال الفترة المقبلة.
وأعلن عدد من الشركات عن أسعار الشحن من موانئ الصين للموانئ المصرية، وبلغ متوسط تلك الأسعار من موانئ «شينزن» و«نيجبو» و«شنغهاى» و«كينج» و«تيانجن»، إلى ميناء الإسكندرية أو الدخيلة، لتصل سعر شحن الحاوية 20 إلى 1325 دولارا للحاوية 20 قدما، والحاوية 40 قدما و2125 دولارا للحاوية 40 قدما.
كما وصل متوسط سعر شحن الحاوية من الموانئ الصينية إلى ميناء دمياط بالنسبة للحاوية 20 قدما إلى 1275 دولارا ، والحاوية 40 تصل إلى 2100 دولار.
كما بلغ متوسط شحن الحاوية من الموانئ الصينية إلى ميناء غرب بورسعيد للحاوية 20 قدما إلى 1375 دولارا، وبالنسبة للحاوية 40 قدما بلغت 2300 دولار، بينما وصلت فى ميناء السخنة إلى 1250 دولارا للحاوية 20 قدما ، و1700 دولار للحاوية 40 قدما.
طه: السفن تتجه لتقليل السرعة إلى 16 عقدة فى الساعة لتوفير الوقود
أما اللواء محفوظ طه الخبير البحرى، فأشار إلى أن النوالين لن تتغير خلال الفترة الراهنة والتى تشهد تفشى لفيروس كورونا المستجد، وذلك بعكس ما كان متوقعا فى بداياتها من تذبذب تلك الأسعار.
وأضاف أن العاملين المهمين للتأثير على أسعار النوالين أولها «العرض والطلب» الذى تراجع مؤخرا بمعظم دول العالم، وأسعار البترول والتى بدأت فى التحسن مؤخرا، بالرغم من عدم رجوعها لأسعار العام الماضى للفترة نفسها التى كانت تتجاوز 70 دولارا بينما لا تزيد حاليا عن 25 دولارا فقط.
وأوضح أن أسعار النوالين تشهد استقرارا، نتيجة تراجع الطلب على البضائع، وهو ما سيؤدى إلى قيام الخطوط الملاحية خلال الفترة الراهنة بنفس الإجراء الذى اتخذته وقت الكساد فى 2011 و2012 وهو تقليل سرعة السفن إلى 16 عقدة فى الساعة بدلا من 18 بهدف توفير الوقود.
التحالفات العالمية لخطوط الحاويات تواصل إلغاء الرحلات لوقف الخسائر
فى سياق متصل، أعلنت شركة الاستشارات الملاحية «Sea-Intelligence» العالمية عن زيادة إلغاءات خطوط شحن الحاويات للمئات من عمليات الإبحار بهدف وقف الخسائر التى نتجت عن انتشار وباء ( Covid-19 )على التجارة العالمية.
وكشف تقرير شركة الاستشارات عن أن خط «الأليانس» الذى يضم 4 شركات شحن عالمية ألغى 32 رحلة كان من المقرر تنفيذها خلال أبريل الجارى نتيجة تراجع حجم الطلب على التجارة العالمية.
وأكد التقرير أن إلغاء الرحلات سيتبعه دمج الخدمات للعمل على خفض الخسائر وإمكانية البقاء وعدم الإفلاس وسط تفاقم تراجع التجارة العالمية.
كما ارتفع عدد الرحلات الفارغة «بدون بضاعة» خلال الأسبوع قبل الماضى فقط من 45 إلى 212، كما كانت أهم الرحلات التى تم إلغاؤها من آسيا وأوروبا ، حيث تم إلغاء من 29 إلى %34 من التجارة بين الطرفين.
وأعلن تحالف آخر مكون من شركات «هاباج لويد، ويانج مينج، وأوشن إكسبريس ، وهيونداى»، عن إلغاء 32 رحلة بحرية خلال أبريل فقط كان معظمها بين آسيا أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، نتيجة الإنخفاض الحاد فى الطلب على شحن الحاويات.
كانت منظمة التجارة العالمية توقعت انخفاض التجارة العالمية بين 13 و%32 خلال العام الجارى مع زيادة تفشى وباء كورونا .
كما أنه من المتوقع أن يصل عدد الحاويات غير العاملة عالميا نتيجة إلغاء الرحلات البحرية إلى3 ملايين بحلول مايو المقبل، إضافة إلى ارتفاع أسعار النوالين %12 مقارنة بأبريل 2019.