أكد الدكتور سمير نصر عميد معهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية، ضرورة مراعاة الوضع البيئي في المشروعات الصناعية المختلفة خلال الفترة المقبلة.
جاء ذلك خلال احدى جلسات مؤتمر مستقبل الإسكندرية والتحديات المناخية ، والمنعقد بمكتبة الإسكندرية، أنه كان عضو باللجنة التي تم تشكيلها لدراسة الأثر البيئي لمشروع إستخلاص الرمال السوداء بمنطقة البرلس ” على ساحل البحر الابيض المتوسط “.
وأوضح أن المشروع يستهدف استخلاص عددا من المواد التي يتم إستيرادها وتدخل في العديد من الصناعات، وذلك على طول 18 كيلو، على ساحل البحر المتوسط، بحيث يستغرق كل كيلو عام ، ليتم الانتهاء من عملية الاستخلاص خلال 18 عام.
وأوضح ” نصر ” أن شرط اللجنة التي أشرفت على دراسة الأثر البيئي للمشروع كان إعادة الكثبان الرملية مرة أخرى بعد الانتهاء من عملية إستخلاص المعادل من الرمال السوداء، خاصة أن أي طن يتم إزالته من الكثبات الرملية يهدد منطقة الدلتا بالغرق بعد ارتفاع مستوى البحر، بسبب التغيرات المناخية العالمية.
وأوضح ” عميد معهد الدراسات العليا والبحوث بجامعة الإسكندرية” أن منطقة الدلتا والبرلس تحديدا بها مشروعات عملاقة منها محطة كهرباء البرلس والتي تم افتتاحها مؤخرا على ساحل البحر الأبيض المتوسط بكفر الشيخ، بالاضافة إلى مشروع الاستزراع السمكي ” مزرعة غليون ” في نفس المنطقة التي لابد أن تكون محمية بالكثبان الرملية.
يذكر أن منطقة البرلس ” التابعة لمحافظة كفر الشيخ ” تشهد إنشاء مصنعى استخلاص العناصر المشعة من الرمال السوداء حيث تعد مصر واحدة من أهم الدول التى تتوافر بها الرمال السوداء.
وكشف آخر مسح جوى قامت به هيئة المواد النووية المصرية عن امتلاك مصر لما يقرب من 11 موقعًا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءًا من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر.
كما أن تقرير لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أكدت أن الرمال السوداء ضم أهم المصادر الأساسية لكثير من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية مثل المونازيت واليورانيوم المشع والزريكون ومعادن أخرى كثيرة تدخل فى صناعات كثيرة ومهمة مثل صناعة الصواريخ والطائرات وهياكل السيارات والسيراميك والبويات ومواد الإشعاع النووي، بالإضافة إلى المواد الخام التى تستخدم فى الصناعات الحديثة.
وتم إنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من مشروع استغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء، مع الالتزام بمعايير السلامة البيئية، والصحية المتبعة عالمياً، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة، لخلق استثمارات جديدة تعمل على تنمية وتطوير الاقتصاد المصرى وتقدمه.
وهناك موقعان للرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ الأول شرق البرلس بملاحة منيسى التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فداناً، والثانى بشمال الطريق الدولى غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس على مساحة 35 فداناً ويشارك فى المشروع محافظة كفر الشيخ وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة المواد النووية وبنك الاستثمار والمصنعين الأول بخبرة مصرية استرالية بشرق البرلس، والثانى بخبرة صينية بشمال البرلس والاستثمارات لمصنع الرمال بشمال البرلس قدرها 24 مليون دولار.
وسيتم استخراج 41 عنصرا معدنيا من الرمال السوداء، تدخل فى 41 نشاطا منها صناعة هياكل الطائرات، وتم إقامة موقع المصنع الاول والانتهاء من سور المصنع وجارى الأعمال بقية الإنشاءات، وشاركت شركة الرمال السوداء المصرية فى تجدد وتفرش وتجهز 20 منزلاً للأسر الأكثر احتياجا بقرية الشهابية بالبرلس بتكلفة مبدئية تتجاوز 8 ملايين جنيه كمرحلة أولى.
وتم إتاحة 100 فرصة عمل من حملة المؤهلات العليا والفوق متوسطة والمتوسطة والعمال الحرفيين، للعمل بمشروع الشركة بمحافظة كفر الشيخ، بمنطقة بر بحري، و 100 فرصة عمل أخرى بشركة الرمال السوداء بمنطقة ملاحة منيسى كان قد تم الإعلان عنها أيضًا.