توقع عدد من خبراء النقل البحري تأثير واسع النطاق على نشاط قناة السويس بعد انخفاض أسعار البترول عالمي بشكل وصفها البعض بأنها ” مصيبة كبري ” في حين يرى البعض الأخر أنها ظاهرة مؤقتة وستنتهي سريعا .
توضح شاشة الأسعار على بلومبرج أن سعر خام غرب تكساس (تسليم مايو 2020) هوت إلى “سالب 29 دولار”، بمعدل تراجع ربما لن نراه في حياتنا مرة أخرى.
يعني هذا أن البرميل خسر 44 دولارا في يوم واحد بنسبة هبوط حول 300%.
على هذا السعر سيدفع 30 دولارا عن كل برميل لمن يشتري النفط، فقط كي يتخلص منه
وفي هذا السياق، قال مجدي عباس مدير وكالة الخليج مصر المحدودة، أن تهاوي أسعار النفط يعد مصيبة كبرى ويهدد بتراجع أعداد السفن العابرة لقناة السويس.
وقال إن في حالات التراجع الطفيف فى أسعار البترول كان يصاحبها قيام الخطوط الملاحية بتحويلها مسار رحلاتها ل عن قناة السويس .
بدروه، أكد سيد حلمي رئيس مجلس أدارة شركة نيكستشوت للملاحة، أن السفن التى لا تقوم بعمليات تشغيل فى موانئ البحر الأحمر والخليج ستفضل العبور من رأس الرجاء الصالح، لأن عامل الوقت لم يعد مهما مع انهيار أسعار البترول.
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة قيام قناة السويس باتخاذ قرارات للحد من تداعيات الأزمة .
نائب اقتصادية قناة السويس السابق يدعو للانتظار قبل خفض الرسوم
من جانبه أشار اللواء محفوظ طه نائب الهيئة الاقتصادية لقناة السويس السابق والخبير البحري أن قناة السويس هي المتأثر الأكبر من انهيار أسعار البترول .
وتابع أن البترول هوى بأسعار غير مسبوقة، وبالتالي لم يعد هناك ميزة تنافسية لقناة السويس في ظل تعريفتها، مقابل سعر البترول المنخفض، بالإضافة إلى عامل الوقت الذي لم يعد مجديا لدى معظم الأسواق حيث هناك تراجع غير مسبوق من كافة الدول على كافة السلع.
وتوقع “طه” عدم استمرار الأمور الى وقت طويل، مشيرا الى أن كثيرا من الدول التي يقوم عليها اقتصادها على البترول لن تستطيع أن تصمد أمام هذا الانخفاض، خاصة الولايات المتحدة وروسيا، والمكسيك وإيران، وهي دول لديها شركات عالمية بمزانيات ضخمة، علاوة على دول الخليح التي يقوم إقتصادها على هذا النشاط ” البترول ” .
وأوضح الخبير البحري أنه على قناة السويس التمهل قبل اتخاذ خطوات لتخفيض تعريفتها، خاصة أنه لا يزال لديها تعاقدات حاليا تقوم بتنفيذها الخطوط الملاحية على الأسعار السابقة للبترول، خاصة وأنها قامت بتخفيض أسعار تعريفتها مطلع إبريل الماضي.
تأثير مؤقت
ومن جانبه قال إسلام الجزار ، خبير النقل البحري أن انهيار أسعار البترول أمر مؤقت ولن يستمر طويلا وتأثيره علي قناة السويس ينعكس فقط علي حركة ناقلات البترول الخام العابرة مما يتطلب مزيد من الحوافز لتلك الناقلات من قبل هيئه قناه السويس
ويري أن ذلك الانخفاض لايعني اتجاه السفن إلى طرق أخرى وذلك لأن سعر الوقود عالمياً و الذى يعد بندا واحدا من بنود كثيرة تؤثر فى مصاريف تشغيل السفن مثل: تكاليف الصيانة وقطع الغيار، وزيوت التشحيم الخاصة بالماكينات، وإيجار السفينة، ومصاريف إعاشة الطاقم و مرتباته التى تزيد بزيادة مدة رحلة السفينة بجانب غرامات التأخير بالنسبة للبضاعة).
وأضافأن ناقلات مشتقات من نافتا وزيوت وغيره لن تسمح بعبور طرق أخرى غير القناة لأنها ستقارن بين رحلة عبورها من خلال القناه تصل إلى 10 أيام مقابل رحلة تتعدي الـ40 يوما برأس الرجاء الصالح .
وقال إن منظم الاوبك والدول المعنية لن تسمح باستمرار ذلك التراجع وستتجه إلى تقليل الإنتاج حتى ترتفع الأسعار مرة أخرى، حتى ينعكس على العقود الآجلة وبيع الخام وتصديره.
السيد فؤاد – نادية سلام – أماني العزازي