كشف خالد قناوي الأمين العام لجمعية نقل البضائع بالقاهرة قطاع النقل المبرد والجافة، عن وجود المئات من الشاحنات المصرية العالقة بالسودان والتي تحمل الصادرات المصرية للجانب السوداني بسبب الاضطرابات الأخيرة التي تشهدها البلاد هناك.
وأضاف أنه لابد من تدخل الجهات المعنية لإنقاذ الشاحنات المصرية، والتي تقطعت بها السبل من المنطقة ما بين منفذ قسطل الى منطقة الخرطوم وهي مسافة تزيد عن 1000 كيلو متر.
وتشهد السودان تطورات متسارعة يشهدها السودان، من رحم التوترات السياسية الخطيرة بين المكونين العسكري والمدني، والتي وضعت البلد أمام ما وُصف بـ”أخطر أزمة سياسية وأمنية” منذ سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، وسط سيناريوهات متفاوتة تفرض نفسها على تحليل الوضع القائم وطبيعة التطورات المحتملة في المرحلة المقبلة.
بينما تراقب أطراف إقليمية ودولية التطورات القائمة وتفاعلات الصراع بين المكونين في السودان، بقلق واسع، على اعتبار أن تلك التطورات لا تتعلق بالسودان وحده، بل إن تداعياتها تنتقل لتشكل تهديدا وتحديات متنامية خارج السودان بشكل مباشر وغير مباشر.
كانت الساعات الأخيرة في السودان حبلى بالتطورات الخطيرة، بدءا بحملة الاعتقالات التي طالت شخصيات سياسية بارزة ووزراء وزعامات حزبية سودانية، وصولا إلى وضع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تحت الإقامة الجبرية، وسط استنفار أمني بالبلاد.
وأوضح خالد قناوي في تصريحات خاصة لـ” المال ” إلى استمرار تكدس الشاحنات بميناء سفاجا المصرية، والتي تحمل الواردات من الجانب السعودي بسبب وجود صعوبات تواجه شركات الإستيراد في التسجيل المسبق للشحنات والذي تم تطبيقه مؤخرا على الواردات القادمة عبر الموانئ المصرية مطلع أكتوبر الجاري.
وأشار إلى أن أهم الصعوبات التي تواجه المستوردين وجود بطئ شديد في التسجيل المسبق والنظام الخاص به على موقع نافذة، كما أصبحت كثير من البضائع مهددة بالرجوع مرة أخرى للسوق السعودية، بسبب رفض الجمارك دخول تلك البضائع بدون الحصول على رقم تعريفي والتسجيل بمنظومة التسجيل المسبق للشحنات.
وأوضح أن الشاحنات ستقوم بدفع غرامات وأرضيات نتيجة تكدسها بالميناء، موضحا أن ميناء سفاجا لم يعد يمكنه إستقبال أية شاحنات أخرى جديدة، مؤكدا أنه تقريبا تم غلقه من قبل الشاحنات التي تصفها مصلحة الجمارك بأنها مخالفة لنظام التسجيل المسبق للشحنات، ولم تقوم بإجراءات التسجيل في المنظومة الجديدة.
وتابع ” قناوي ” أن السلطات السعودية قامت بإنذار كثير من السائقين المصريين بإلغاء عملهم في حالة تكرار زيادة الانتظارات بميناء ضبا السعودي، خاصة أن هناك قرابة 100 شاحنة مصرية، لم يمكنها التسجيل في النظام الجديد، وهو ما أصاب هذا السوق بالشلل على حد قوله، خاصة أن النظام الجديد تم تطبيقه فقط على الواردات المصرية القادمة عبر الموانئ، فيما أن الصادرات التي يتم تصديرها من مصر تتم عبر نفس الشاحنات، لتتوقف حركة الصادرات والواردات.
يذكر أن نظام التسجيل المًسبق للشحنات (ACI) هو نظام جمركي جديد يعتمد على إتاحة بيانات ومستندات الشحنة (الفاتورة التجارية وبوليصة الشحن النهائية او المبدئية) قبل الشحن بـ 48 ساعة علي الأقل لتتمكن الجهات المعنية من رصد أي خطر على البلاد من خلال نظام إدارة المخاطر حيث تضع الدولة المصرية أولوية قصوى لضمان أمن مواطنيها.