أصدرت الهيئة العامة للنقل النهري قرارا، بحتمية توافر شهادة تعليمية كشرط أساسي لاستخراج رخصة مهنية للعمل على الوحدات النهرية، بداية من مهنة (ريس بحري ممتاز) وحتى الوصول إلى مهنة (قائد باخرة سياحية)، فضلا عن شرط وجود خطاب من التأمينات الاجتماعية يفيد أن مستخرج الرخصة مؤمن عليه، وشرط أن يكون مساعد أول قائد الباخرة السياحية حاصلًا على رخصة قائد.
ودفعت الاشتراطات الجديدة مجموعة من العاملين بمختلف التخصصات على الوحدات النهرية مناشدة شعبان محمد عبد السلام، رئيس الهيئة العامة للنقل النهري، بمراجعة التفكير في هذا الأمر وإعادة النظر في القرار حفاظا على الخبرات في أصحاب المهنة الأصليين.
وفي هذا الصدد قدم محمد حميد، رئيس رابطة أبناء نهر النيل لرئيس الهيئة، ومسئولي اصدار التراخيص بالهيئة، مذكرة جاء فيها أن الرابطة مع التطوير والتحديث والميكنة، لكن شرط عدم القضاء على جيل يقود النقل النهرى والبواخر السياحية بالوراثة.
وأوضح أن القرار عقبة كبيرة أمام مستقبل النقل النهري وقرار غير مدروسة عواقبه، مشيرا إلى أنه خلال عام واحد لن نجد من يحمل ترخيص قائد، أو مساعد قائد باخرة سياحية، وسوف نكون قد وضعنا أنفسنا فى مأذق، متسائلا من أين نأتى بقائد ومساعد قائد للبواخر السياحية، سوف نجد أنفسنا أمام مهنة بدأت فى الانقراض وسوف ينقرض جيلا بأكملة ورث هذه المهنة عن أبائه وأجداده والسبب بأن هذه المهنة العظيمة استمرت حتى وقتنا الحالى بالوراثة بين الأبناء والأباء والأجداد وليست بالدراسة.
كما أكد الريس حمدان أبو سرور أن القرار ممكن أن يكون على فترة انتقالية كبيرة او التعامل بالتوازي للتجديد والتحديث ولكن دون المساس بأهل المهنة وتركهم على حالهم لأنهم أدرى وأعلم بحال النيل وطرق التعامل والسير فيه.
ومن جانبه أوضح الدكتور مصطفى صابر رئيس قسم بحوث النقل النهرى، أن الوصول إلى درجة مساعد قائد أو قائد باخرة سياحية يستلزم سنوات طويلة من العمل فى مجال النقل النهرى، حيث يبدأ المتقدم للعمل فى مجال النقل النهرى بدرجة بحرى ثم يأخذ فى الترقى بعد اجتياز دورات واختبارات وسنوات خبرة محددة إلى درجة بحرى ماهر ثم ريس بحرى ثم ريس بحرى ممتاز ثم مساعد قائد باخرة سياحية ثم قائد باخرة سياحية.
وأضاف أن قرار أن يكون الطاقم العامل بالنقل النهرى حاصل على شهادة تعليمية هو قرار جيد، إلا أنه يمكن أن يبدأ تطبيقه على المتقدمين حديثا للعمل بهذا المجال بداية من مهنة البحرى.
وأرجع ذلك إلى أن الجيل الحالي من العاملين وخاصة بمهنة مساعد القائد والقائد لهم خبرات متميزة في قيادة السفن السياحية، ولا يمكن لهم تجديد الترخيص إلا بعد الحصول على شهادة تعليمية، و بالتالي لن يكون لديهم أي اختيار سوى ترك المهنة وخسارة خبراتهم المتوارثة.
ومع تطبيق القرار على المنضمين حديثا للمجال سوف يتيح فترة انتقالية كافية للاستفادة من الخبرات الحالية، بالإضافة إلى الوصول بعد عدة سنوات إلى جيل جديد من قائدي الوحدات النهرية يجمع بين الخبرة وقدرة التعامل مع التطور التكنولوجي المستمر.
كما أكد صابر على أهمية التأمين على طواقم العمل بالوحدات النهرية لما لهذه المهنة من طبيعة خاصة ومخاطر محتملة، ولكن يجب أيضا أن يتوفر مندوب من التأمينات الاجتماعية بمقر الهيئة لتسهيل مأمورية تجديد التراخيص، حيث يظل المتقدم للحصول على التراخيص المهنية حائرا بين التأمينات والهيئة مما يعرضه لتعطيل مصالحه وسعيه للعمل والرزق.
كما أبدى صابر تأييده للقرارات، إلا أنه يمكن أن تعيد صياغة خطوات تنفيذ القرارات، وخاصة أنها قرارات سليمة ويتفق عليها الجميع ولكن الإختلاف فقط فى آلية التنفيذ.