شهدت أزمة البحر الأحمر زيادة في أسعار الشحن البحري بشكل أسرع مما كانت عليه في الأشهر الأولى لوباء كورونا كوفيد-19، حيث تم إخبار مجموعات كبيرة من شركات الشحن بأن بعض عقودهم لن يتم الوفاء بها.
وحسب تقرير صادر عن شركة زينيتا المتخصصة في أبحاث النقل البحري، وأسعار الشحن، أكدت فيه أن تكاليف الشحن خلال الفترة الاخيرة من الشرق الأقصى إلى أوروبا ارتفعت بأكثر من 200٪ في أول 52 يومًا من أزمة البحر الأحمر.
كما يتجاوز هذا الزيادة في المعدلات التي شوهدت خلال أول 52 يومًا من وباء كورونا، حيث أكد التقرير، أنه لم تصل الأسعار إلى المستويات التي شهدناها خلال كوفيد-19، ولكن الطبيعة المفاجئة لأزمة البحر الأحمر شهدت زيادة سريعة في الأسعار، مما يمكن القول إنه يؤدي إلى مزيد من الاضطراب عما كان عليه الحال خلال الأشهر الأولى من الوباء.
وذكرت الشركة، أنه من غير المتوقع أن يكون تأثير أزمة البحر الأحمر، على الرغم من كونه أكثر إلحاحًا، طويلًا مثل الوباء – وقد أصبح صبر شركات الشحن متشككًا بشكل متزايد في شركات النقل التي تسعى إلى إبقاء الأسعار مرتفعة لأطول فترة ممكنة.
وأوضح التقرير، أن ما يقرب من ثلثي شركات الشحن قد تم إخبارها بأن التزاماتها المتعلقة بالحد الأدنى للكمية لا يتم الوفاء بها بموجب اتفاقيات العقود الحالية.
وأوضح تقرير شركة زينيتا، “الجميع يتهم الجميع في الوقت الحالي، وهو أمر طبيعي خلال المواقف التي يكون فيها الكثير من عدم اليقين في السوق، كما لم تخترع شركات الشحن البحري هذه الأزمة، ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتمكن من إنشاء شبكات شحن جديدة للتعامل مع الاضطراب الناجم عن التحول بعيدًا عن قناة السويس .
وتابع التقرير أنه مع توقع وصول سوق نوالين الشحن إلى ذروته خلال شهر فبراير الجاري، يبقى أن نرى إلى متى سيستمر صبر شركات الشحن.
وأضاف: “من المحتم أن تنخفض الأسعار بمجرد أن تتمكن شركات النقل من التعامل مع أزمة القدرة الاستيعابية في الشرق الأقصى الناتجة عن تأخر السفن في العودة من أوروبا عبر رأس الرجاء الصالح”.
كما أنه في الوقت الحالي، قد تقبل شركات الشحن حجة شركات النقل بأن يستغرق الأمر وقتًا للرد على مثل هذه الأزمة غير المتوقعة والمفاجئة، لكن ذلك لن يستمر إلا لفترة طويلة وقد نرى أسعار الشحن تبدأ في الاستقرار أو الانخفاض في وقت أقرب مما توقعه الكثيرون.