مع افتتاح العديد من محطات الحاويات في مصر في السنوات الأخيرة، قد يكون هناك فائض في الطاقة الاستيعابية إذا استمرت أزمة البحر الأحمر وابتعد مشغلو الخطوط الرئيسية عن قناة السويس، وفقًا لتقرير “ألفالينر”، المتخصصة في أعمال الشحن.
وذكر التقرير، أنه في عام 2023، تداولت موانئ الحاويات المصرية حوالي 8.37 مليون وحدة مكافئة لعشرين قدمًا، منها 88% مرت عبر الإسكندرية والدخيلة ودمياط وبورسعيد.
ومع ذلك، لم تتأثر أحجام العام الماضي إلى حد كبير بأزمة البحر الأحمر وتحويلات السفن عبر رأس الرجاء الصالح، والتي جاءت على حساب قناة السويس، مما أضعف دور مصر كمركز لجنوب شرق البحر الأبيض المتوسط، وفقا للتقرير.
وأوضح التقرير، أن شركات النقل لم تكن تقوم بالاستثمار بصورة كبيرة في موانئ البحر الأبيض المتوسط في مصر، باستثناء شركتي ميرسك وكوسكو، اللتين تمتلكان حصصا بنسبة 50% و25% على التوالي في شركة قناة السويس للحاويات.
ولكن هذا تغير مع استثمار شركة “سي إم إيه سي جي إم” في محطة ترانس مصر (TMT) بالإسكندرية، وتحول شركة إيفرجرين مارين كوربوريشن إلى مساهم في محطة أبو قير للحاويات.
وعلاوة على ذلك، تشارك شركتا هاباج لويد وإم إس سي في مشروعين كبيرين لتطوير المحطات، هما تحالف دمياط ورصيف الدخيلة 100، وبمجرد افتتاح هذين المشروعين، من المتوقع أن يشهد استخدام مشغلي الخطوط الرئيسية للمحطات المصرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط بعض التحولات الرئيسية في الأنماط.
وأوضح التقرير أن موانئ دلتا نهر النيل، التي تقع في موقع إستراتيجي جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط وقريبة من المحطة الشمالية لقناة السويس، لعبت دورا رئيسيا في شحن الحاويات.
مع إنشاء العديد من محطات الحاويات أو افتتاحها مؤخرًا أو بناؤها، قد تلعب موانئ مصر دورًا أكثر أهمية في المستقبل، سواء كمراكز متوسطية أو بوابات إلى بلد يتزايد عدد سكانه.
وقالت ألفالينر: “إن عدد المشروعات المكتملة والجاري تنفيذها مؤخرًا، والسؤال المفتوح حول متى ستعود غالبية خدمات الخطوط الملاحية المنتظمة بين آسيا وأوروبا إلى قناة السويس، يثير مع ذلك شبح الطاقة الزائدة في قطاع الموانئ. لا يقل عدد محطات الحاويات العاملة حاليًا عن تسع محطات في (من الغرب إلى الشرق) الدخيلة والإسكندرية وأبو قير ودمياط وبورسعيد”.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مشروعان جديدان قيد التطوير في دلتا نهر النيل، وبالمقارنة بمنتصف عام 2023، قبل إطلاق “TMT Alexandria” ومحطة “Hutchison” في أبو قير، فإن المرافق الجديدة والتوسعات الجارية للأرصفة القائمة ستضيف حوالي 10 ملايين حاوية نمطية من سعة المناولة السنوية إلى الموانئ المصرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط في غضون بضع سنوات فقط. ويتضمن هذا الرقم قدرات متحفظة للغاية تم الإعلان عنها لمحطات تم إطلاقها مؤخرًا مثل “TMT Alexandria”، ورصيف 100 القادم في الدخيلة، والتي تسهل حركة عدة ملايين إضافية من الحاويات سنويًا.