قررت نيابة القصير، جنوبي محافظة البحر الأحمر، إحالة ربان ومالك سفينة البضائع “VSG GLORY” التي غرقت في منطقة الشعاب المرجانية بالمدينة، إلى محكمة الجنايات بتهمة الإضرار ببيئة الشعاب المرجانية وتلويث المنطقة الساحلية بعد تسرب الوقود.
وجاء في التهم وفقًا لتقرير اطلعت عليه “المال” أن المتهم الأول بصفته ربان السفينة والمتهم الثاني بصفته مالكها ارتكبا أفعالًا من شأنها الإضرار بالحياة البحرية أثناء مرورهما في المياه الإقليمية.
وأكمل المتهم الأول الرحلة التي بدأت من ميناء الصليف باليمن متجهًا إلى ميناء سفاجا، وذلك إثر الأعطال المتكررة التي لحقت بالسفينة أثناء الرحلة، ورفضه التوجه إلى أقرب ميناء أو رصيف يتيح للمتخصصين إصلاح عطل السفينة بما يمنع تكرار الأعطال التي لحقت بها، وصولًا إلى وجهتها ميناء السويس.
وأوضحت النيابة أن ذلك حدث عندما قام المتهم الثاني، المالك، بتوريد قطع غيار غير مطابقة للمواصفات والمعايير المتعارف عليها للقطع المماثلة، وقد نتج عن الأعطال المتكررة فقدان السيطرة على السفينة أثناء مرورها بالمياه الإقليمية لمدينة القصير واصطدامها بالشعاب المرجانية، مما تسبّب في تضررها وأضرارها، وفقًا لما ورد في تقرير هيئة محميات البحر الأحمر، كما هو مبيَّن في التحقيقات.
وكشفت التحقيقات أن سفينة الشحن ” VSG GLORY “، التي ترفع علم جزر القمر، كانت قادمة من ميناء يمني، وفي طريقها إلى ميناء بورتوفيق بالسويس، يبلغ طولها 100 متر وعرضها 19 مترًا، وقد توقفت في منطقة قريبة ومقابلة لعدد من المنتجعات السياحية بمدينة القصير، مما جعل الحادث يشكل تهديدًا مباشرًا للشعاب المرجانية القريبة، والتي تُعد من أجمل الشعاب المرجانية في العالم.
كما أثبت التفتيش اصطدام السفينة بحافة الشعاب المرجانية في المنطقة، مما تسبب في حدوث ثقوب وتسرب وقود، وأشار إلى عدم وقوع إصابات بين طاقم السفينة، المكون من 21 شخصًا، من بينهم مصريون وهنود وعراقيون وسوريون.
وكشفت التحقيقات عن جنوح السفينة على شعاب مرجانية ، وميلها إلى الجانب الأيمن، ووجود ثقب في مؤخرتها. كما لوحظت بقعة زيت على سطح الماء، بالمخالفة لقانون البيئة. وقد أُعدّ تقرير فني نهائي عن الأضرار البيئية والمادية الناجمة عن الحادث، وقُدّم إلى النيابة العامة بعد المعاينة النهائية من قِبل باحثي البيئة بهيئة المحميات.
كما أُعِدَّ تقرير فني مُفصَّل ورُفِعَ إلى النيابة العامة، لتحديد المسؤول عن الأضرار التي لحقت بالشعاب المرجانية، وحجم الدمار، وتقدير قيمة الأضرار البيئية والمادية الناجمة عن الحادث. وكُلِّفَت الجهات المعنية باتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لانتشال السفينة حفاظًا على البيئة وحماية المجرى المائي.
وكشف التقرير البيئي عن الحادث أن سفينة شحن جنحت ثم غرقت على الشعاب المرجانية قبالة سواحل القصير، مما تسبب في تداعيات بيئية على الشاطئ والشعاب المرجانية. كانت السفينة تحمل ما يقارب 4000 طن من النخالة، و70 طنًا من الديزل، و50 طنًا من الطاقة الشمسية.
وأشار التقرير إلى أن الحادث تسبب في حدوث شرخ بطول 60 سنتيمترًا في هيكل السفينة، مما أدى إلى تسرب مياه البحر إلى غرفة محركاتها، مما أدى إلى توقفها عن الحركة، ثم غرقها تمامًا بعد 10 أيام من جنوحها. وقد أدى ذلك إلى ظهور بقع من وقود الديزل في المياه المحيطة بموقع السفينة، وتضرر وتدمير مناطق الشعاب المرجانية في المنطقة.
ولتحقيق ذلك شكل وزير البيئة لجنة من محميات البحر الأحمر والفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة لمتابعة الحادث فورًا والتنسيق مع شركة بتروسيف لاحتواء التلوث الناتج عن غرق السفينة، والعمل على الحد منه وتنظيف الشواطئ الملوثة لحماية البيئة البحرية والشعاب المرجانية الموجودة أسفل السفينة، والحد من الخسائر بالمنطقة، وذلك بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمر والهيئة العامة للبترول.
يُذكر أن محميات البحر الأحمر قدّمت بلاغًا إلى قسم شرطة القصير ، رقم 1644، إداري القصير، بشأن الأضرار البيئية التي لحقت بالشعاب المرجانية والبيئة البحرية، والتلوث النفطي الناجم عن تسرب وقود في سفينة شحن جنحت وغرقت في الشعاب المرجانية قبالة شاطئ إحدى القرى السياحية في القصير .
وتسارع السلطات المصرية إلى انتشال سفينة الشحن “VSG Glory”، التي بدأت بالغرق يوم الاثنين بالقرب من الشعاب المرجانية قبالة سواحل القصير بمحافظة البحر الأحمر، بعد أن جنحت لمدة 10 أيام.
وتعرضت السفينة، التي كانت تحمل على متنها 21 فردًا من أفراد الطاقم، و 4000 طن متري من النخالة، و70 طنًا من زيت الوقود ، و 50 طنًا من الديزل ، لخرق في هيكلها بلغ 60 سنتيمترًا (23.6 بوصة)، مما أدى إلى غمر غرفة محركها بمياه البحر. وقد تم إنقاذ طاقمها منذ ذلك الحين.
كما استمعت النيابة العامة إلى أقوال مسؤولي التفتيش البحري بشأن أسباب وملابسات الحادث، وطلبت تقريراً مفصلاً عن أسباب الحادث من محميات المحافظة.
وأعدت لجنة التعويضات البيئية بوزارة البيئة تقريرًا بيئيًا حول جنوح وغرق سفينة شحن غرقت في منطقة الشعاب المرجانية شمال القصير. وقدّر التقرير قيمة التعويضات البيئية عن الأضرار التي لحقت بالبيئة البحرية والشواطئ والشعاب المرجانية بـ24 مليون دولار.