قال المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، إن الحوامل وكبار السن والأطفال هم الفئات الأكثر أولوية للتطعيم بلقاح الإنفلونزا الموسمية خلال أزمة كورونا.
وبحسب “سبوتنيك نيوز” جاء ذلك في وثيقة نشرها المكتب الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وأكد المكتب أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا هذا الشتاء، حيث إن فيروسات الإنفلونزا تتغير باستمرار، ويمكن أن تنتشر سلالات مختلفة كل عام، وبالإضافة إلى ذلك تقل مناعة الناس ضد الإنفلونزا مع مرور الوقت، لذلك هناك تحديث دائم في لقاحات الإنفلونزا الموسمية حتى تتصدى للسلالات المنتشرة الأكثر شيوعا كل عام من أجل أن يكتسب الأشخاص الذين يحصلون على هذه اللقاحات أعلى مناعة ممكنة ضد هذه السلالات.
وأوضحت المنظمة في وثيقتها أن لقاحات الإنفلونزا الموسمية آمنة تماما، فهي تستخدم منذ أكثر من 50 عاما، ولا تزال، تعطى لملايين الأشخاص، ولها سجل أمان جيد، وتفحص السلطات الوطنية التنظيمية للأدوية سنويا كل لقاح من لقاحات الإنفلونزا بعناية قبل الترخيص له، كما تطبق أنظمة لرصد أي تقارير عن وقوع أحداث ضارة بعد التمنيع ضد الإنفلونزا والتحقيق في هذه التقارير.
ولفتت إلى أنه مع استمرار جائحة فيروس كورونا والمخاوف من احتمال أن تزيد عدوى الإنفلونزا من العبء الملقى على عاتق نظم الرعاية الصحية، توصي الصحة العالمية بإعطاء الأولوية القصوى للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن في الحصول على لقاح الإنفلونزا هذا العام، خاصة في الأماكن التي تتوفر بها كميات محدودة من اللقاح، فالعاملون في الرعاية الصحية معرضون بشدة لخطر الإصابة بالمرض من خلال مخالطتهم المنتظمة للمرضى، وسوف يساعد لقاح الإنفلونزا في التقليل إلى أدنى حد من مرات التغيب عن العمل بسبب الإصابة بالإنفلونزا، والحد من حدوث اضطراب في صفوف القوى العاملة.
وأشارت الوثيقة إلى أن كبار السن يتعرضون إلى خطر أكبر بكثير للإصابة بأمراض وخيمة والوفاة بسبب الإنفلونزا مقارنة بالشباب، لذا سيساعد اللقاح في تقليل المخاطر التي تتعرض لها هذه الفئة من السكان، أما إذا كانت الكميات المتاحة من لقاح الإنفلونزا لا تزال تسمح بحصول الآخرين على اللقاح، فيجب بعد ذلك إعطاء الأولوية للأفراد الذين يعانون من حالات صحية كامنة، والحوامل والأطفال، دون ترتيب معين.
وأكدت أن لقاح الإنفلونزا أفضل أداة نمتلكها للوقاية من الإنفلونزا والحد من خطر المضاعفات الخطيرة وحتى الوفاة، وقد تختلف فعالية اللقاح من عام إلى آخر، حسب أنواع فيروسات الإنفلونزا المنتشرة ومدى مطابقتها للقاح، كما تعتمد فعالية اللقاح كذلك على الحالة الصحية للشخص الذي حصل على التطعيم وعمره، وكذلك على الوقت منذ التطعيم، وفي المتوسط، يقي اللقاح 60% تقريبا من حالات العدوى لدى البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما، وتصبح لقاحات الإنفلونزا فعالة بعد حوالي 14 يوماً من التطعيم.
وأشارت إلى أن لقاح الإنفلونزا لا يقلل المناعة ضد أمراض أخرى مثل فيروس كورونا ، حيث إن الغرض من أي لقاح هو تدريب الجهاز المناعي على كيفية الاستجابة إذا واجه المرض الحقيقي في المستقبل، ولا يؤثر هذا التدريب على جهاز المناعة ضد الأمراض الأخرى، بل يزيد قوته على مواجهة المرض المستهدف، وقد تستمر هذه المناعة لفترة قصيرة أو لعدة سنوات حسب نوع المرض ونوع اللقاح، ويعتبر لقاح الإنفلونزا جيدا لمدة عام، بعده تنخفض المناعة ضد المرض.
وقالت إن لقاح الإنفلونزا لا يحمي من فيروس كورونا، لأن الإنفلونزا و كورونا مرضان مختلفان، ولكن لأن المرضين التنفسيين يمكن أن يؤثرا على صحة المصابين بطرق شديدة، فإن التطعيم ضد الإنفلونزا يمكن أن يقلل من تأثيرها على شخص قد يعاني بالفعل من فيروس كورونا، ومن الأفضل للمرضى والنظم الصحية التعامل مع مرض تنفسي واحد بدلا من التعامل مع مرضين.
ولفتت إلى أن المعلومات المتاحة حاليا تشير إلى أن الفرد الذي يحصل على لقاح الإنفلونزا ينبغي أن يكون قادرا على الحصول على لقاح كوفيد-19 متى أُجيز هذا اللقاح.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في وثيقتها أنه لا توجد موانع طبية معروفة لتطعيم الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، والذين ظهرت عليهم أعراض الفيروس، ومع ذلك يجب عزل الأفراد الذين يشتبه في إصابتهم أو تأكدت إصابتهم بالفيروس ورعايتهم حتى لا يعودوا قادرين على نقل العدوى، حيث إن السعي للحصول على التطعيم قد يزيد من انتشار العدوى إلى الآخرين، ولذلك يجب لهؤلاء الأفراد إرجاء التطعيم لحين خروجهم من العزل الصحي.