أكد تقرير للنقل البحري بمنظمة ” الأونكتاد ” التابعة للأمم المتحدة على زيادة أسعار السلع خلال الفترة المقبلة، بسبب المشكلات التي تشهدها سلسلة التوريد والشحن على مستوى العالم.
وذكر التقرير أنه سيكون تأثير رسوم الشحن المرتفعة أكبر في الدول الجزرية الصغيرة النامية (SIDS) ، والتي يمكن أن تشهد زيادة في أسعار الواردات بنسبة 24٪ وأسعار المستهلك بنسبة 7.5٪، بينما في أقل البلدان نمواً يمكن أن ترتفع مستويات أسعار المستهلك بنسبة 2.2٪.
وتوقع التقرير ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار السلع والتي وصفها بالكبيرة، وذلك على خلفية ارتفاعات أسعار النوالين بشكل كبير.
وذكر التقرير أن انتعاش الاقتصاد العالمي مهدد بارتفاع أسعار الشحن، والتي من المرجح أن تستمر في الأشهر القادمة.
وأظهر تحليل الأونكتاد، أن الزيادة الحالية في أسعار شحن الحاويات، إذا استمرت، يمكن أن ترفع مستويات أسعار الاستيراد العالمية بنسبة 11٪ ومستويات أسعار المستهلك بنسبة 1.5٪ من الآن وحتى عام 2023.
وتوقع أن يكون للارتفاع الحالي في أسعار الشحن تأثير عميق على التجارة ويقلل من الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي، خاصة في البلدان النامية، حتى تعود عمليات الشحن البحري إلى طبيعتها.
بدوره أشار أحمد الشامي الخبير الملاحي، إلى أنه لابد أن وجود تأثيرات ضخمة على أسعار السلع نتيجة ما حدث بسلسلة التوريد على مستوى العالم ، وارتفاع أسعار النوالين بزيادة قدرها قرابة 400% خلال العام الجاري عن العام الماضي.
ولفت إلى أن مصنع العالم المتمثل في الصين توقف لفترة طويلة، بسبب تداعيات كورونا، مما أدى إلى أزمات نتيجة وجود اختلافات في العرض والطلب على البضائع حيث كان الطلب متزايد للغاية من قبل افريقيا وأوربا على المنتجات الصينية.
وتابع أنه لأول مرة تقترب فيها أسعار النوالين البحرية من أسعار البضاعة في بعض الدول، موضحا أن سعر نقل الحاوية من الصين إلى ميناء الإسكندرية تخطى الأيام الأخيرة 16 ألف دولار، بعد أن كانت لم تتخطى 3 ألآف دولار.
وتوقع هيثم طلحة عضو شعبة المستوردين انفراجة خلال الفترة المقبلة في اضطرابات سلسلة التوريد، مشيرا إلى أن الصين كانت قد قامت خلال الأشهر الأخيرة بتقليل حجم الإنتاج بسبب مشكلات الطاقة، وتخفيض أيام العمل للمصانع إلى يومين أو ثلاثة أيام، لتصل خلال الأيام الأخيرة إلى ما يزيد عن 5 أيام بسبب وجود انفراجة في مشكلات الطاقة.
وكان متى بشاي، رئيس لجنة التموين والتجارة الداخلية بشعبة المستوردين قد أشار إلى أن الحاوية التي كانت تبلغ مصروفات شحنها من الهند مثلًا 3500 دولار وصلت الآن إلى 6 آلاف دولار، أما من الصين بدلًا من ألفي دولار أصبحت 12 ألف دولار وأكثر.