دفعت الارتفاعات المتكررة في أسعار نقل الحاويات ” النوالين البحرية ” الخطوط الملاحية إلي تنفيذ تعاقدات طويلة الأجل من إيجارات السفن خلال الأيام الأخيرة، وذلك حسب مصادر بالتوكيلات الملاحية الممثلة لتلك الخطوط.
وأشارت المصادر إلى أن التقلبات والتذبذب في أسعار النوالين من الحين للآخر كان يعمل على صعوبة تعاقد الخطوط الملاحية في تعاقدات طويلة الأجل، إلا أن استمرار الارتفاعات القياسية في النوالين، وصعوبة وجود انفراجة في سلسلة الإمداد البحرية، حالت دون ذلك، وغيرت من اتجاهات الخطوط في تعاقداتها.
بدوره، أوضح محمد كامل الباحث في اقتصاديات النقل، أنه لأول مرة منذ سنوات تقوم الخطوط الملاحية العاملة في نشاط الحاويات بعقود تصل إلى 5 سنوات وفقا للأسعار الحالية، بالرغم من أن أقصى مدة كانت لا تتخطى عامين فقط.
ومن المعروف أن الخط الألماني “” Hapag-Lloyd أعلن خلال نهاية الأسبوع الماضي عن إيجاره سفينة واحدة لصالح خط الميرسك بطاقة تصل إلى 8411 حاوية مكافئة، لمدة 5 سنوات، وذلك بسعر يصل إلى 65 ألف دولار يوميا، ليتم توفير قرابة 100 مليون دولار للسفينة الواحدة، وهو ما يمثل القيمة الحالية للسفينة البالغة من العمر 15 عاما، كما دخلت سفينة باناماكس مؤخرا في عقد إيجار لمدة خمس سنوات مع شركة ميرسك بسعر يومي قدره 13000 دولار.
واستحوذت “MSC “على أكثر من 120 سفينة مستعملة منذ أغسطس 2020 ، تليها CMA CGM ، التي استأجرت العام الماضي 44 سفينة ، مع استعداد كلتا الناقلتين لإنفاق “كل ما يتطلبه الأمر” لزيادة حصتها في السوق.
كما قامت الشركة الفرنسية مؤخرا بشراء أكثر من 6 آلاف حاوية مكافئة 6،039 حاوية مكافئة من شركة Irenes Wave ، بالإضافة إلى 2500 حاوية مكافئة من شركة “Irenes Rose” .
وأشار الباحث في اقتصاديات النقل الدولي إلى أن معظم الخطوط الملاحية العالمية توجه لزيادة نوالين الشحن البحري، وبدأ ملاك السفن في استعجال الترسانات العالمية في الانتهاء من بناء السفن الجديدة ذات القدرات المتميزة في حمولاتها وتجهيزات إبحارها لمسافات طويلة واقتصاديات تشغيل فائقة للدخول في الخدمة، وحدث رواج في أسواق تخريد موديلات انتهت تكنولوجيا تشغيلها لأنها أصبحت غير كفؤة من وجهة نظر تكلفة التشغيل فيما يعرف من وجهة النظر الاقتصادية بـ ” معجل الاستثمار ” .
وأكد كامل أن تلك الظواهر لها انعكاسات علي منظومة التجارة الدولية ، فمن المفترض وفقا لتوقعات ملاك السفن و مشغليها أن يحدث ” فائض طلب ” حيث تزيد إحصاءات الحمولات المتوقعة عن قدرات السفن المتوفرة بما يتيح لهم التحكم في نوالين الشحن للمناطق المختلفة من العالم، وتنبع هذه التوقعات من منطلق أن العالم أعاد صياغة سياساته ” للتوافق و التعايش مع آثار جائحة كورونا ” COVID- 19 ” .