هل تمثل تكنولوجيا المطابخ السحابية نقلة نوعية فى منصات طلب الطعام؟

على غرار الهند

هل تمثل تكنولوجيا المطابخ السحابية نقلة نوعية فى منصات طلب الطعام؟
طارق رمضان

طارق رمضان

6:11 ص, الأثنين, 14 مارس 22

تطور تلو الآخر تشهده منصات طلب الطعام أونلاين وقطاع المطاعم يوميًا، البداية كانت بتقديم الاطعمة من خلال «الدليفرى»، ثم تسارعت الوتيرة لتنتقل تدريجيًا إلى طلب الطعام من خلال التطبيقات الرقمية، وصولًا إلى مفهوم المطابخ السحابيةcloud Kitchen.

وأكد عدد من رؤساء شركات تكنولوجيا لمنصات طلب الطعام أن السوق المصرية تتجه نحو الاستثمار فى نشاط المطابخ السحابية لما تحويه من فرص استثمارية واعدة وخدمات قيمة مضافة للعملاء تتمثل فى سرعة تقديم الديلفرى وتوجيه النفقات التشغيلية فى زيادة حجم أعمالها.

مع بدايات عام 2010، ظهر مفهوم «المطابخ السحابية» الذى يعنى وجود مطعم أونلاين على المنصات التكنولوجية دون مقر، وهو ما يسهم فى توفير الوقت والتكاليف على أصحاب العلامة التجارية، علاوة على مساعدة المطاعم على استخراج الرخص فى بعض الأحيان.

طلبة: تقلل تكاليف التشغيل.. و«صينية» تفتتح أول فرع فى الشيخ زايد

قال محمد طلبة، الرئيس التنفيذى لمنصة “صينية” المختصة فى تقديم خدمات الطعام أونلاين، إن فكرة تأسيس المطابخ السحابية تسهم فى تقليل التكاليف المستقطعة لإنشاء مقار المطاعم، كما تساعد فى زيادة عدد الشيفات الذين يعملون من مناطق مختلفة.

ورأى “طلبة” أن فكرة المطابخ السحابية بدأت تجد اهتمامًا ملحوظًا من قبل العديد من المطاعم العالمية لما لها من عوائد على كل الأصعدة، فضلًا عن العمل على سرعة تقديم الطعام للعملاء، والاستغناء عن فكرة وجود مقر للمطاعم، ما ينعكس فى تقليل التكلفة على حد قوله.

وتابع قائلًا: تعكف “صينية” حاليًا على تنفيذ سلسلة مطاعم متخصصة تعتمد فى نطاق عملها على فكرة المطابخ السحابية، موضحاً أن الفرع الاول سيتم افتتاحه فى منطقة الشيخ زايد وذلك بعدالحصول على رخصة مزاولة النشاط.

ورأى “طلبة” أن المطابخ السحابية تواجه تحديات منها أن الفكرة ما زالت حديثة العهد، إلا أنها سوف تساعد المطاعم فى إدارة أوقات الذروة والمواسم التى تشهد زيادة فى مستويات الطلب عن باقى أوقات العام كشهر رمضان، ما يسهم فى تقليل الوقت المستقطع لأعداد الطعام.

الصاوي: تتيح فرص استثمار واعدة.. و«كيتوبي» نموذج ناجح

وفى سياق متصل، أكد هشام الصاوى، الرئيس التنفيذى لشركة food master لتقديم خدمات الطعام أونلاين، أن فكرة الاقتصاد المبنى على التشاركية أصبحت مطروحة بشكل كبير على الساحة، معتبرًا أن فكرة المطابخ السحابية تعد جزءًا من الاقتصاد التشاركى.

وأوضح “الصاوي” أن فرص الاستثمار فى هذه المجال واعدة وغنية، موضحًا أنها تساعد فى تقليل التكاليف التشغيلية، علاوة على إتاحة فكرة الاستغناء عن المبانى والمقرات للمطاعم.

وتوقع نجاح نشاط المطابخ السحابية لما له من مردود إيجابى على العملاء وأصحاب المطاعم على حد سواء، ولفت إلى وجود نماذج حاليًا لاقت استحساناً وقبولاً من قبل أطياف المجتمع، وفى مقدمتها “kitopi” لتقديم خدمة المطابخ السحابية.

وأردف أن مصر سوق واعدة، ومشجعة على الاستثمار، لما يمتلك من مقومات، فضلًا عن اتساع دائرة المطاعم فى مصر بشكل ملحوظ، ما ينعكس على تسريع وتيرة انتشار فكرة المطابخ السحابية.

يشار إلى أن فى الآونة الأخيرة برزت شركة Kitopi التى تأسست فى دبى عام 2018، وذلك بعد جمعها إلى 60 مليون دولار من التمويل الجديد خلال العام الماضى، ما عكس رغبة المستثمرين فى طرق جديدة لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من السوق الناشيء.

وتدير Kitopi أكثر من 30 مطعمًا سحابيًا فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط، عبر تطبيقات DoorDash وUber Eats وDeliveroo.

وأكد كريم فايد، الرئيس التنفيذى لـKitchen3 ، أن فكرة المطابخ السحابية تتيح عدة مزايا منها تقليل التكاليف التشغيلية والتأسيسية للمطاعم، فضلًا عن مساعدة المطاعم فى سرعة تقديم خدمات الدليفرى مع إمكانية الاستغناء عن فكرة افتتاح فرع جديد بالكامل.

وأضاف “فايد” أن أكبر تحدى يواجه فكرة عمل “المطابخ السحابية” يتمثل فى عدم الوعى بهذا المفهوم، مشيرًا إلى أن الفكرة لاقت قبولًا فى الخارج، ومنها مطبخ كيتوبى الذى يقدم خدماته عبر تكنولوجيا الحوسبة السحابية.

وأوضح أن الهند من كبرى البلاد التى تشهد نموًا ملموسًا فى خدمات المطابخ السحابية، إذ يوجد مطبخ سحابى فى الهند يقوم ببيع نحو 1.4 مليون وجبة يوميًا.

وأشار إلى أنه يوجد أكثر من نموذج لفكرة المطابخ السحابية، منها العمل على توفير مساحة للمطاعم تحوى كل التجهيزات، ويقوم صاحب العلامة التجارية باستغلالها، وأخرى يقوم المطبخ السحابى بعملية الإنتاج للمأكولات بدون أى ملكية فى العلامة التجارىة.

وألمح إلى أن شركته بصدد التوسع فى نشاط المطابخ السحابية خلال العام الحالى عبر افتتاح 5 فروع بهذه التكنولوجيا مع نهاية 2022.

وفى سياق متصل، لفت جياد سوهبانج، الرئيس التنفيذى لمطبخ KYNJAI السحابى أن فكرة المطابخ السحابية فرصة واعدة للاستثمار، موضحًا أنها لاقت قبولًا ملموسًا فى الشارع الهندى.

وأضاف “سوهبانج” أن المطبخ السحابى يتيح للعملاء إمكانية المفاضلة بين قوائم الأطعمة المختلفة، نظرًا لاعتماده على قاعدة بيانات تضم عددًا كبيرًا من المطاعم، لافتًا إلى أن شركته بصدد التوسع خلال العام الحالى فى باقى مقاطعات الهند.

وأشار إلى أنه يوجد مجموعة من التحديات تواجه فكرة المطبخ السحابى، على رأسها صعوبة الخدمات اللوجستية، فضلًا عن عدم إمكانية توصيل الطعام فى الوقت المحدد وفقًا للوقت المتفق عليه مع العميل عبر التطبيق.

والمطبخ السحابى مطبخ مُجهز، غير مُلحق بمطعم، يعتمد على خدمة توصيل الوجبات فقط، وتختلف مساحته وفقًا لطبيعة المهمة التى يؤديها، ويقوم بإعداد الوجبات الجاهزة لعملائه من منصات طلب الطعام عبر الإنترنت مثل Otlob وTalbat، وMumm.

وظهرت فكرة المطبخ السحابى عالميًا مع بدايات عام 2010، مع زيادة الطلب على توصيل وجبات طعام جاهزة بجودة عالية، وارتفاع الإيجارات فى مواقع وسط المدن.

يشار إلى أنه فى عام 2013 افتتحت «مجموعة جرين سوميت» واحدًا من أوائل المطاعم السحابية فى نيويورك، والتى زادت فيما بعد إلى 4 مطابخ، وفقًا لموقع «فوود كوريدور»، وانتشر هذا النموذج الاستثمارى فى السنوات الأخيرة إلى دول الشرق الأوسط، وأبرزها، الإمارات، والسعودية، ومصر.