رحل عن عالمنا ، صباح اليوم ، المخرج القدير أحمد يحيى عن عمر يناهز 78 عاما، بعد صراع مع المرض، حيث كان يتواجد بمستشفى مصر الدولي، حسب ما أعلن شقيقه معتز يحيى، وأعلن عن الوفاة عبر حسابه على “فيسبوك”، وتم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير بعد أداء صلاة العصر على الراحل من مسجد السيدة نفيسة.
بدأ المخرج أحمد يحيى مشواره الفني طفلاً أمام العندليب الراحل عبد الحليم حافظ في فيلمين هما “حكاية حب” و”البنات والصيف”، وعشق السينما ودرسها حتى حصل على بكالوريوس المعهد العالى للسينما عام 1968 شعبة إخراج وعمل مساعد مخرج مع عدد من كبار المخرجين ومنهم حلمى حليم وأشرف فهمى وحسين كمال ومحمد عبد العزيز، وغيرهم.
اهتم بتحويل النصوص الأدبية العربية والعالمية إلى أفلام ومنها أول أفلامه “فيلم العذاب امرأة”، الذى عانى كثيراً حتى خرج الفيلم للنور وحقق نجاحاً كبيراً وبشر بميلاد أحد كبار المخرجين، وبعدها توالت أعماله ، ومنها، كراكون فى الشارع، حتى لا يطير الدخان، ورحلة النسيان، وليلة بكى فيها القمرمع الراحلة صباح ، يا عزيزى كلنا لصوص، الصبر فى الملاحات، انتحار صاحب الشقة
وتعاون مع كبار نجوم الفن ووصفه النقاد بأنه خليفة المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار، وكان يعتبره رشدى أباظة وفريد شوقى مخرجهما المفضل، حيث قدم مع فريد شوقي، فيلم “لا تبكى يا حبيب العمر” وظل الفيلم فى دور العرض لأكثر من 30 اسبوعاً .
كما تعاون أحمد يحيى مع الفنان فريد شوقى فى عدد من الأفلام ومنها فيلم الموظفون فى الأرض، وحكمت المحكمة، كما قدم أحمد يحيى العديد من المسلسلات والأعمال الدرامية.
ماجدة خير الله: الراحل قدم أفلاما هامة مثل لا تبكي يا حبيب العمر وليلة بكى فيها القمر
قالت الناقدة ماجدة خير الله أن المخرج أحمد يحى كان يهتم بتقديم الروايات الأدبية في أفلامه السيبنمائية التي قدمها في مشواره الفني مثل ” ياعزيزي كلنا لصوص” و” حتى لايطير الدخان” وغيرها .
وأضافت أن الراحل قدم أفلاما هامة مثل لاتبكي ياحبيب العمر ” و” ليلة بكى فيها القمر” و” كاراكون في الشارع ” وغيرها .
وتابعت انه كان يهتم بتقديم رسائل معينة في أعماله السينمائية ، وكان له أسلوبا وطابعا خاصا من ناحية الموضوعات التي يقدمها في هذه الأفلام .
وأردفت قائلة انه كان دائم العمل مع مخرجين معينين أبرزهم حلمي حليم ، وقدما معا اعمال مميزة في مشوارهما .
أحمد سعد الدين : كانت له بصمة حقيقية في تاريخ الاخراج السينمائي بمصر
وقال الناقد الفني أحمد سعد الدين أن المخرج احمد يحى أحب الاخراج فعمل فيه ، وكان يهتم بتقديم نوعية أفلام ميلو دراما ورومانسية ففيلم حتى لايطير الدخان كان ينتمي لطبيعة ميلو دراما لكن قدمه بشكل مميز .
وأكد أن الراحل كانت له بصمة حقيقية في تاريخ الاخراج السينمائي بمصر ، واتسمت أفلامه السينمائية انها ميلو دراما بجانب مناقشته لقضايا سياسية هامة مثل ازمة الفساد في فيلم ياعزيزي كلنا لصوص .
بالإضافة لمناقشة قضية الاسكان في فيلم كاركون في الشارع ، وكان يهتم دائما بتقديم الصورة الحلوة ، موضحا انه برغم قيمته الفنية الكبيرة لكنه كان بعيدا عن السينما منذ بداية التسعينات بسبب مرضه لدرجة انه في مهرجان الاسكندرية السينمائي منذ أعوام تم نقله بالاسعاف في الوقت الذي كان الجميع يغادر فيه المهرجان بسبب سوء حالته الصحية بعد ختام المهرجان في ذلك الوقت .
محمود قاسم : ناقش أزمة السكان في فيلم كاركوان في الشارع وقدم فيلم مهم لفريد شوقي وأحمد مظهر
وأعرب الناقد الفني محمود قاسم فقال : ان الراحل كام مخرجا ذكيا وموهوبا وظهر ذلك في أول طلة له حينما كان طفلا وقدم دورين امام عبد الحليم حافظ ودرس في معهد السينما ثم عمل مساعد مخرج وبعدها مخرجا وتعاون مع علي الزرقاني في وقت معين ويقددم نصا سينمائيا ماخوذ عن مسرحية لكاتب سويدي مهم ” ستويند بيرج” وهو فيلم العذاب امراة والمسرحية اسمها ” الأب ” .
ثم اختفى لبعض الوقت وعاد بعدها بفترة للسينما وقدم أفلاما هامة في تاريخه الفني مثل حتى لايطير الدخان ، حيث كانت تتسم أفلامه بالصدى الجماهيري والتجاري وبها أفكار أيضا جريئة .
كما ناقش أزمة السكان في فيلم كاركوان في الشارع وقدم فيلم مهم لفريد شوقي وأحمد مظهر ، فكانت أعماله مثل المخرج أشرف فهمي علامات هامة ، برغم انه لم يكن خلاقا وكاتبا للسيناريو لكن كان ينفذ الموضوعات بصورة جيدة ويختارها بعناية وكانت له شخصية هامة وأفلامه اغلبها اجتماعية.