نظام سويفت العالمي.. "بريد إلكتروني" فريد بين البنوك وطرد روسيا منه "إعلان حرب"

يؤمن تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات

نظام سويفت العالمي.. "بريد إلكتروني" فريد بين البنوك وطرد روسيا منه "إعلان حرب"
عبدالغفور أحمد محسن

عبدالغفور أحمد محسن

11:44 م, الجمعة, 25 فبراير 22

يتبادل 11 ألف بنك ومؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة حول العالم، رسائل القيمة المالية، عبر نظام موحد وفريد عُرف عالميا باسم نظام سويفت، ويوصف للتبسيط بأنه “بريد إلكتروني” بين بنوك الكوكب.

 سويفت أو SWIFT  هي اختصار لـ “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك” (Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunication )، وقد أنشئ هذا النظام عام 1973 ومركزه بلجيكا.

 لا تحتفظ سويفت بالأموال أو تحولها، ولكنها تسمح للبنوك بإبلاغها بالتبادلات التي تهمها. فهو نظام مراسلة فوري يخبر المستخدمين بموعد إرسال المدفوعات وتسلمها.

والجمعية هي وسيط يعمل على استبدال التلكس بخدمة الرسائل الآلية لكتابة وإرسال أوامر الدفع بين البنوك المختلفة في جميع أنحاء العالم.

ويرسل هذا النظام أكثر من 40 مليون رسالة يومية، تتضمن تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات.

من يتحكم في نظام سويفت؟

وفقا لبي بي سي، أنشىء نظام سويفت من قبل بنوك أمريكية وأوروبية، كانت ترغب في ألا تسيطر مؤسسة واحدة على النظام المالي وتطبق الاحتكار.

والشبكة الآن مملوكة بشكل مشترك لأكثر من 2000 بنك ومؤسسة مالية.

ويشرف عليها البنك الوطني البلجيكي، بالشراكة مع البنوك المركزية الكبرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا.

ويساعد نظام سويفت في جعل التجارة الدولية الآمنة ممكنة لأعضائها، وليس من المفترض أن تنحاز إلى أي طرف في النزاعات.

هل نظام سويفت هو الوحيد في العالم؟

لا، لكنه هو المهيمن على تبادلات “رسائل القيمة المالية” في العالم.

من جهتها، أسست روسيا نظام مدفوعات بديل، وفعلت الصين ذلك أيضا، لكن كلا النظامين أصغر بكثير من نظام سويفت ولن يعوضا بما فيه الكفاية عنه، وفقا لفوربس.

ومع ذلك، يبقى بإمكان روسيا وغيرها إجراء معاملات مصرفية مع دول أخرى بدون نظام سويفت، إلا أنها ستأخذ جهدًا أكبر وتكون أكثر تكلفة.

ما عواقب طرد روسيا من سويفت؟

يعد هذا الأمر بمثابة “إعلان حرب”، وفقا لوصف رئيس الوزراء الروسي السابق ديمتري ميدفيديف.

تعتمد روسيا بشدة على نظام سويفت نتيجة المليارات من صادرات من النفط والغاز التي تُباع بالدولار، وهي بالتالي معرضة لخسارة جزء كبير من عائدات تصدير النفط وتجارتها الخارجية.

في العام 2014، تم التلويح بالتهديد بهذه العقوبة بعد غزو شبه جزيرة القرم وقدر وزير المالية الروسي في ذلك الوقت تأثير مثل هذا الإجراء بنسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي الروسي.

هل سبق حرمان أي دولة من نظام سويفت؟

حدث ذلك مع إيران عام 2012، كجزء من العقوبات المفروضة على برنامجها النووي.

وآنذاك، طردت الشركة 30 مؤسسة إيرانية من خدماتها، بما في ذلك بنك إيران المركزي.

وخسرت طهران، جراء ذلك، ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و30% من التجارة الخارجية، وفقًا لما نقلته يورونيوز عن مركز كارنيجي في موسكو.

وبعد توقيع الاتفاقية النووية الإيرانية في العام 2015، أعيد ربط طهران بالنظام، ثم انفصلت مرة أخرى عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة في عهد دونالد ترامب في العام 2018.

وتقول سويفت إنها لا تملك أي تأثير على العقوبات وإن أي قرار بفرضها يقع على عاتق الحكومات.

 لماذا يتردد الغرب في استخدام سلاح “نظام سويفت”؟

حث بعض زعماء العالم مثل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على طرد روسيا من نظام سويفت، لكن تقارير رويترز تقول إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي “من غير المرجح” أن يتخذوا مثل هذه الخطوة في هذه المرحلة بالنظر إلى التداعيات المحتملة.

وقال مسؤول تنفيذي كبير في بنك أجنبي لصحيفة فاينانشيال تايمز، إن القرار سيؤدي إلى فوضى كبيرة في روسيا، لكنه أيضًا سيسد قناة رئيسية يدفع من خلالها الأوربيين ثمن الغاز الروسي الذي يحتاجون إليه بشدة.