800 مليون جنيه إيرادات متوقعة لـ “ايجوث”
5,3 مليون دولار “مكافأة توقيع”
محمد كمال الدين:
وقعت الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق “إيجوث” أمس عقد تطوير وإدارة فندق “مينا هاوس” الهرم ، مع شركة ماريوت العالمية، أمس الأربعاء، وهو العقد الذي بدأ بمذكرة تفاهم تم توقيعها بين الجانبين على هامش مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد في شرم الشيخ، مارس الماضي.
وشهد محمد سالمان وزير الاستثمار مراسم التوقيع، وقال أن طول الفترة لتوقيع العقد منذ مارس وحتى الآن، كانت بسبب المفاوضات المكثفة التي أجرتها “أيجوث” – إحدى شركات القابضة للسياحة – مع شركة ماريوت حول تفاصيل عملية التطوير التي ستجري للفندق التاريخي الذي يضم كذلك قصرا تاريخيا يطل على أهرامات الجيزة مباشرة.
وقال سالمان: ” التطوير في هذا الفندق حساس للغاية لأهميته التاريخية .. التطوير في القصر التاريخي وحده يجب أن يختلف عن عمليات التطوير في باقي الفندق”.
وأضاف الوزير أن الأمر الآخر الذي تسبب في تأخير مرحلة توقيع التعاقد هو أن مختلف شركات إدارة الفنادق العالمية لديها مقاييس خاصة بها فيما يتعلق بتطويرغرف الفنادق، وهي مقاييس كان يجب “تمصيرها” على حد قوله قبل الشروع في تطوير فندق مينا هاوس ذي الطابع التاريخ الذي يضم 683 غرفة وجناح، وهو الفندق الوحيد في العالم الذي يطل على الأهرامات.
التطوير يبدأ خلال 90 يوم
وقال سمير حسن رئيس مجلس إدارة شركة إيجوث إن عمليات التطوير بالفندق ستبدأ خلال 90 يوما بالأجنحة الرئيسية وحديقة الفندق، بالإضافة إلى القصر التاريخي ، بدون إغلاق “لوبي” الفندق ، وذكر أن التكلفة الإجمالية للتطوير سيتكون في حدود 250 مليون جنيه، على أن يدخل حيز التشغيل مطلع 2016.
وذكر حسن أن شركة “الماريوت” ستدير الفندق والقصر عبر علامتيها “ماريوت” فيما يخص الفندق، و”جي دبليو ماريوت” فيما يخص القصر التاريخي، كما أن الخدمات التي سيتم إتاحتها داخل أجنحة القصر ستكون مستقلة تماما عن خدمات الفندق.
وتابع : “القصر له قيمة أكبر من الفندق .. حاليا نحن نبيع أجنحة مونتجمري و تشرشل داخل القصر بـ 250 و 300 دولار فقط”.
وأضاف أن الفندق حقق خسارة في العام المالي 2013/2014 وكان يتم دعمه شهريا بما يتراوح بين 0,8 و 1,2 مليون جنيه، وبالكاد حقق أرباحا في حدود 1,2 مليون جنيه خلال العام المالي المنتهي 2014/2015.
92% من الإيرادات للمالك والباقي للإدارة
فيما كشفت ميرفت حطبة رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للسياحة والفنادق أن شركة إيجوث لن تدفع أتعابا لشركة الإدارة “ماريوت” قبل تحقيق المستهدف من الإيرادات سنويا، تزداد بمعدل 10 مليون جنيه كل عام ، وذكرت أنه من المتوقع تحقيق حصة للمالك من إيرادات الفندق تصل لحوالي 90 مليون جنيه في السنة الرابعة بعد التطوير.
وأوضحت أن عقد الإدارة ينص على تحقيق حد أدنى من الإيرادات سنويا تتوزع بنسبة 92% للمالك وهي شركة إيجوث ، و 8% لشركة الإدارة “ماريوت” .
وكشفت حطبة أن شركة الماريوت تتوقع تحقيق إيرادات للمالك فقط خلال 10 سنوات تصل لحوالي 800 مليون جنيه، وقالت أن شركة إيجوث ستحصل على 5,3 مليون دولار مكافأة توقيع.
سالمان: إدارة الفنادق صناعة لا تحتمل التجربة
وأشار وزير الاستثمار أشرف سالمان إلى أن صناعة الفنادق هي الوحيدة التي لا تحتمل التجربة، وأن شركة إيجوث قادرة على فسخ تعاقدها مع أي شركة لإدارة الفنادق يثبت فشلها.
وحدد الوزير المزايا التي ستعود على شركة “ماريوت” العالمية من وراء إدارة “مينا هاوس – الهرم” ، وقال أنها تتلخص في كون الشركة ستدير الفندق الوحيد في العالم الذي يطل على أهرامات الجيزة ، إضافة إلى التكلفة المنخفضة التي ستتحملها الشركة في إدارة الفندق نظرا لانه ليس الفندق الوحيد للعلامة العالمية داخل مصر ، كما أن هناك ميزة أخرى تعود بالنفع على طرفي التعاقد، وهي أن “ماريوت” لديها علامتين ، لمستوى معين من الخدمة ، فضلا عن علامة “جي دبليو” لمستوى أرقى من الخدمات سيتم إتاحتها داخل القصر التاريخي الملحق بالفندق.
وأشار سالمان إلى أن “ماريوت” لا تدير أي فنادق في محافظة الجيزة.
لا بيع لأصول قطاع الأعمال
وأعاد الوزير نفي أي اتجاه لدى الحكومة للتخلص من أي أصول مملوكة لدى قطاع الأعمال العام في الوقت الراهن، وقال أن الفنادق التاريخية على وجه الخصوص ليس لها ثمن، كما أن التفكير في بيع أي أصل لايجب أن يكون قبل عمل إعادة هيكلة وتمكين هذا الأصل من تحقيق أرباح حتى يكون هناك عائد جيد من وراء بيعه، وذكر أن الـ 8 شركات القابضة التابعة لقطاع الأعمال العام حققت صافي ربح حتى نهاية السنة المالية المنتهية بلغ 2 مليار جنيه ، وهو رقم يراه ضئيل جدا قياسا بحجم أعمال تلك الشركات.
غير أن الوزير متفائل بعودة الروح لقطاع الأعمال العام بعد أن حقق صافي خسائر بلغت 198 مليون جنيه بنهاية العام المالي 2013/2014.
قصة الفندق التاريخي
ويعود تاريخ الفندق إلى عام 1869 حين بناه الخديوي إسماعيل على مساحة 40 فدان ، وبنى القصر الملحق بالفندق ليستقبل فيه ضيوف افتتاح قناة السويس ، واضطر ابن الخديوي إسماعيل إلى بيع الفندق لأحد الأثرياء الإنجليز بعد زيادة الديون المستحقة على مصر في فترة الخديوي إسماعيل، وخلال الحرب العالمية الأولى تحول الفندق لمقر خاص بالقوات الاسترالية والنيوزيلاندية ، قبل أن يتحول إلى مستشفى في أواخر أيام الحرب.
وفي الحرب العالمية الثانية خلال عام 1943 استقبل الفندق كبار قادة العالم مثل رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ، والرئيس الامريكي روزفت، والزعيم الصيني شيانج كاي شيك.