«كورونا» يرفع أسهم نمو شركات «الحياة»

زيادة الوعى والإقبال على الطبى والحوادث الشخصية والمؤقت أبرز الأسباب

«كورونا» يرفع أسهم نمو شركات «الحياة»
مروة عبد النبي

مروة عبد النبي

6:36 ص, الأحد, 6 فبراير 22

رصد عدد من خبراء قطاع التأمين على الحياة الأسباب الحقيقية فى رفع سهم شركات الحياة وصعوده بقوة خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى نمو فاق معدلات نمو الممتلكات والذى يعد الأكثر شيوعا إذ بلغت معدلاته مايقرب من %30 خاصة بعد جائحة كورونا وزيادة الوعى التأمينى بأهمية وجود وثائق مثل التأمين الطبى لتغطية العلاج والحياة لتغطية الوفاة بكورونا وغيرها و«المؤقت» لتغطية التسهيلات الائتمانية، بجانب التعليم والمعاش والزواج وكل البرامج التى تم تفصيلها كحلول شخصية تلبى احتياجات عملاء التأمين تمت ترجمتها إلى حصة سوقية كبيرة لصالح الحياة مما رفع من أسهمها لتحقق صعودا صاروخيا من المتوقع أن يستمر.

محمود حنفى: تغطية الوباء ضد الوفاة وصرف التعويضات فتح شهية العملاء

وقال محمود حنفى العضو المنتدب لشركة «اللبنانية السويسرية» لتأمينات الحياة التكافلى إن أسهم شركات الحياة صعدت فى الآونة الأخيرة بشكل كبير بعد إعلانها تغطية «كورونا» ضد الوفاة وإطلاق برامج أخرى تتيح العلاج الطبى من الفيروس وذلك عقب تعاقد عديد من الشركات مع مستشفيات بها وحدات عزل.

وأشار إلى أن تأمينات الحياة تراهن فى المرحلة المقبلة على العديد من الفرص أبرزها تلبية الاحتياجات المُلحة للعميل مثل الاستمرار فى تغطية الوباء، علاوة على تأمين الائتمان ضد مخاطر التعثر عبر التأمين على حياته عند الحصول على قرض بنكى.

محمود حنفى العضو المنتدب لشركة «اللبنانية السويسرية» لتأمينات الحياة التكافلى

ورأى أن التوسع فى وسائل الدفع الإلكترونى التى أسرعت شركات التأمين على الحياة فى استخدامها ساهمت فى سداد قيمة أقساط الحياة بسهولة ومن ثم زيادة الحصيلة، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة تعاقدات الشركات مع البنوك لتسويق منتجاتها التأمينية عبر مايعرف بـ«التأمين البنكى».

وأكد أن التأمين البنكى له مزايا عديدة لشركات التأمين أبرزها أنه أهم مولدات النمو فى المرحلة الحالية والمقبلة بالإضافة لقدرته على جذب عملاء جدد، علاوة على رفع درجة الوعى التأمينى وهو ما سينعكس إيجابيا على إصدارات الحياة، كما يوفر ترويج المنتجات عبر البنوك بداية نمو قوية، فضلا عن مساهمته فى زيادة الأقساط المحصلة بنسبة تتراوح بين 15 و%20 خاصة تأمينات الحياة لأنه الأكثر تناغما كنشاط مع البنوك.

واعتبر «حنفى» أن الرقمنة هى التى ستشكل مستقبل صناعة التأمين وخاصة الحياة لسهولة إصدار وثائق تأمين على الحياة إلكترونيا مثل التأمين المؤقت والطبى، علاوة على سهولة تسويق بعض الوثائق عبر الهواتف مثل الحوادث الشخصية.

وأوضح أن صدمة العرض والطلب فى بداية تفشى فيروس كورونا كانت فى صالح كل أطراف العملية التأمينية بداية من العميل الذى زاد وعيه بأهمية التأمين الطبى والحياة عموما وكذا شركات التأمين التى باتت تهرع إلى الوصول للعميل بشتى الطرق خاصة عن بُعد مراعاة لسلامته.

وأكد أن تسويق منتجات التأمين لشركات الحياة وشرحها والرد على استفسارات العملاء عبر صفحات التواصل الاجتماعى «social media» المعتمدة من الرقابة المالية تعد فرس الرهان الرابح فى المرحلة الحالية والمقبلة مثل السؤال عن وثائق الزواج والتعليم والمعاش التكميلى والاستثمار والادخار وغيرها. بالإضافة إلى أن التحول الرقمى فى شتى مناحى نماذج أعمال الحياة سيدفع بها للنمو بصورة أكبر من السابق بكثير.

وأوضح أن تأمينات الحياة حاليا أكثر جاذبية خاصة بعد الاستمرار تارة مابين خفض وتارة أخرى ما بين تثبيت البنك المركزى للفائدة على الأموال بالبنوك وهو ما سيدفع الشركات فى الفترة المقبلة على المنافسة والابتكار لمنتجات قادرة على جذب عملاء جدد بتأمينات الحياة وخاصة الاستثمارية منها والتى تعطى للأفراد عائد وحماية معا وهو ماتستعد شركته بالفعل لعمله.

هانى صوان: إقبال غير مسبوق على منتجات الحماية مثل التسهيلات الائتمانية

من ناحيته، قال هانى صوان رئيس قطاع التسويق والمبيعات فى شركة “ثروة” لتأمينات الحياة أن هناك إقبالا كبيرا على وثائق تأمين الحماية وأهمها الطبى الذى يغطى الاحتياجات الأساسية للعميل وأسرته إضافة إلى الأوبئة مؤخرا وهو مارفع الوعى بصورة كبيرة.

وأشار إلى أن شركات التأمين على الحياة تراهن الفترة المقبلة على تأمين حياة المقترضين أو الحاصلين على تسهيلات ائتمانية من البنوك – التأمين المؤقت- وذلك لبزوغ نجم تأمين الائتمان الفترة المقبلة.

وأوضح أن تأمينات الحياة زادت بما يقرب من %30 وذلك لصعود أسهمها بشكل صاروخى بعد اكتشاف العملاء تغطية وثائق الحياة لخطر الوفاة بفيروس كورونا وهو ما ساهم فى إنقاذ الكثير من الأسر بعد وفاة عائلها وصرف مبلغ التأمين المستحق لها وضمان حياة مستقرة لهم.

هانى صوان رئيس قطاع التسويق والمبيعات فى شركة “ثروة” لتأمينات الحياة

ولفت إلى اتجاه السوق لأدوات الحماية بعد أن زاد الطلب عليها بصورة كبيرة وذلك عن طريق التأمين البنكى الذى أصبح «دينامو» توليد الطاقة بشركات الحياة عن طريق ضخه لسيولة مالية كبيرة فى صورة أقساط تأمينية للمنتجات التى تم تسويقها للشركات عبر البنوك.

وأشار إلى أن شركات التأمين على الحياة تقوم حاليا بعمل توسعات من نوع مختلف ليس فقط عن طريق وثائق الحوادث الشخصية التى لاقت طلبا كبيرا عليها فى الآونة الأخيرة ولكن عن طريق عمل مسح للسوق لمعرفة احتياجات العملاء وتلبيتها.

وأكد أن عمل دراسات السوق يمكن أن تكون على الأرض من خلال العملاء بشكل طبيعى ومباشر ويمكن أن تكون عبر أدوات التواصل الاجتماعى – السوشيال ميديا- التى أصبحت أكبر تجمع لكل الفئات والشرائح التى تبحث عن التأمين ومعلومات عنه للحصول عليه.

وتابع إن الإصدار الإلكترونى سيغير خريطة شركات التأمين خاصة التى ستخوض التجربة مبكرا مثله مثل شركات التأمين التى ركبت قطار النمو مبكرا عبر التأمين البنكى وهى الآن فى مكانة مختلفة وذات حصة سوقية كبيرة جدا.

وأوضح أن الاتحاد المصرى للتأمين من خلال لجان تأمينات الحياة يقوم بإعداد العديد من النماذج لعقود تأمين الحياة للاسترشاد بها بالسوق، بالإضافة إلى دراسة المعوقات التى تواجه تأمين الحياة فى السوق المصرية ومحاولة إيجاد حلول ومقترحات عملية لتنمية أعمال الشركات على أسس فنية وتسويقية مما يساعد فى زيادة حجم الأقساط والعمل على زيادة الوعى التأمينى بمختلف الوسائل.

مازن إسماعيل: «الرقمنة» وتعديل نماذج الأعمال أهم الفرص المستقبلية

مازن إسماعيل مدير التطوير والإنتاج بإحدى شركات التأمين على الحياة الأجنبية

من ناحيته، قال مازن إسماعيل مدير التطوير والإنتاج بإحدى شركات التأمين على الحياة الأجنبية إن الطلب على تأمينات الحياة زاد بعد أزمة كورونا حيث ارتفع الوعى بأهمية وقيمة أن يكون هناك صمام أمان يحمى الفرد وأسرته سواء من خلال منتج تأمين طبى أو منتج تأمين على الحياة.

وأشار إلى أن هناك عروضا لمزايا عقود تأمين الحياة للأفراد وأصحاب الأعمال لحث أفراد المجتمع على الاشتراك فى التغطيات التأمينية المختلفة التى تقدمها شركات التأمين، بالإضافة إلى إعداد عقود حياة متوسطة تناسب المؤسسات متوسطة الحجم وكذلك للصغيرة ومتناهية الصغر مما زاد التوعية بأهمية تغطيات تأمينات الحياة لأصحاب الأعمال والمسئولين بقطاعات الدولة والتى كانت تحجم عن التأمين الخاص فى الماضى.

وأكد أن التأمين الجماعى سيظل وسيلة للاستـقرار النفسى للعاملين بالمنشآت وكذا وسيلة للمحافظة على العمالة المميزة فى المؤسسات من خلال إبرامها عقود للجماعى حيث يفرق السعر فيها بسبب العدد عن تكلفة الوثيقة الفردى.

وأضاف أن التأمينات الفردية أصبحت فى غاية الأهمية للأفراد وقد اخترق التأمين البنكى وتأمين الائتمان هذا الحاجز المنيع واستطاع عبر البنوك الوصول إلى مئات الآلاف من العملاء.

وأوضح أن سهم شركات الحياة صعد بقوة بعد ارتفاع التضخم وحصول الموظف على مرتب كبير وعند الخروج على المعاش تتغير تكلفة المعيشة مما يؤثر بشكل كبير على وضعهم المادى وهو ماتفاداه الجيل الأقل سنا عندما رأى الأزمات المالية التى تحدث بسبب عدم وجود دخل آخر بجوار المعاش الحكومى مما دفعهم للبحث عن تأمين يلبى احتياجاتهم المتغيرة مثل وثيقة تأمين المعاش التكميلى.

وتابع إنه من المرجح أن تكتسب شركات التأمين التى تنجح فى تقديم حلول شخصية من خلال فهمها لاحتياجات العملاء وتوقعاتهم والمخاطر التى تواجهها نصيبا كبيرا من ثقة العملاء والتى يمكن أن تترجم فى النهاية إلى حصة سوقية كبيرة جدا.

وأشار إلى أن ظهور الهواتف المحمولة أدى إلى تغيير طريقة تعامل العملاء مع الشركات وأصبحت الطرق الرقمية أكثر سهولة للعملاء من طرق الاتصال التقليدية.

وأوضح أنه مع دخول التكنولوجيا قطاع التأمين اتجه اللاعبون الكبار فى السوق إلى تعديل نماذج أعمالهم والتعاون مع جهات أخرى تعمل خارج صناعة التأمين للاستفادة من شبكة التوزيع الخاصة بهم والاستفادة من الفرص الجديدة التي تتيحها لهم مثل البنوك وشبكات الرعاية الطبية والجمعيات الأهلية وهى كلها فرص نمو كبيرة جدا للشركات حاليا ومستقبلا.