قصر البرنس حليم الذي لم يسكنه !

علي راشد فى منطقة وسط البلد وبشارع شامبليون، تجد قصر البرنس محمد سعيد حليم، بن محمد عبد الحليم، بن محمد على باشا، ولد بالقاهرة ودرس بها ثم سافر إلى سويسرا لاستكمال تعليمه العالى، ومكث بها 5 سنوات حتى حصل على شهادة فى العلوم السياسية، كان يتقن الفارسية والإنجليزية والفرنسية، وكتب 8 مؤلفات جمعت فى مج

قصر البرنس حليم الذي لم يسكنه  !
جريدة المال

المال - خاص

6:36 م, الأثنين, 12 يونيو 17

علي راشد

فى منطقة وسط البلد وبشارع شامبليون، تجد قصر البرنس محمد سعيد حليم، بن محمد عبد الحليم، بن محمد على باشا، ولد بالقاهرة ودرس بها ثم سافر إلى سويسرا لاستكمال تعليمه العالى، ومكث بها 5 سنوات حتى حصل على شهادة فى العلوم السياسية، كان يتقن الفارسية والإنجليزية والفرنسية، وكتب 8 مؤلفات جمعت فى مجلد واحد، يعتبر من أهم المراجع فى دراسة الفكر الإسلامى، وتحليل أسباب تفكك الإمبراطوية العثمانية.

وتشير مدونة «البصّارة» لسالى سليمان، إلى أن «حليم» انعزل عن الحياة السياسية التركية منذ سنة 1890 إلى 1893 ثم استدعاه السلطان لتركيا، ليتولى منصب وزير الخارجية، ثم الصدارة العظمى «رئيس وزراء» وحصل على وسام التميز من السلطان العثمانى، بسبب نجاحاته العسكرية والسياسية، والدبلوماسية، وأنه كان من أشد المعارضين لدخول تركيا الحرب العالمية الأولى، وكان له مواقف متشددة ضد الإنجليز، مما أدى إلى تقليص سلطاته خلال الحرب .

بنى القصر على مساحة 4781 متر مربع، وصممه المعمارى الشهير أنطونيو لاشياك، واستغرق بناء القصر عدة سنوات بين 1897-1901، ويتكون القصر من مبنى رئيس مكون من طابقين وبدروم، وعلى جانبيه جناحين متماثلين يتكون كل منهما من دور واحد وبدروم، ويتصلان بممشاه بالمبنى الرئيس، وصمم القصر على طراز «النيو باروك» ويشتهر بلون الحجارة الأحمر، وهو نوع رخام نادر مموه بالأبيض العاجى وتتنوع الوحدات الفنية فى القصر من تماثيل مستوحاه من الأساطير، وأقنعة آدمية وزهور منتظمة فى عقود وزخارف هندسية، وفيونكات ونياشين والحروف الأولى من اسم سعيد حليم .

فى الثلاثينيات من القرن الـ 20 تم اقتطاع مساحة الحدائق، من القصر وبوابته الرئيسيه، لسبب غير واضح تماما يعتقد وبشدة أن القصر لم يسكنه البرنس مطلقا، وتختلف الروايات حول السبب، منها أن زوجته رفضت الإقامة فى القصر، أو بسبب عودة البرنس لتركيا ليتقلد منصب وزير الخارجية، ثم الصدارة العظمى.

وفى عام 2000 تشكلت لجنة من المجلس الأعلى للآثار وأوصت بإدراجه كأثر، وفى عام 2005 يتحول القصر الأثرى إلى لجنة اقتراع فى الانتخابات التشريعية للحزب الوطنى، ثم إلى مخزن أخشاب، ويتوقف المشروع بحجة أن المجلس الأعلى للأثار ووزارة الثقافة لم تكن تعلم أن القصر مملوك لرجل أعمال شهير، وليس ملكا للدولة، ويقال إن المالك اشترى القصر من الورثة سنة 2000، والبرنس لم يكن له ورثة فى مصر لكن يقال إن القصر بيع عدة مرات، وأنه اشتراه من آخر ملاكه.

جريدة المال

المال - خاص

6:36 م, الأثنين, 12 يونيو 17