قراءة لماضى مستقبل (6)!

محمد بكري

10:47 ص, الثلاثاء, 8 مارس 22

محمد بكري

محمد بكري

10:47 ص, الثلاثاء, 8 مارس 22

مقتطفات من مقالات سابقة

التنمية فوق سطح ساخن- 2021/3/1 (لا مجال هنا للجدل القانونى أو التفنيد أو الرفض لمنظومة (الإصلاح التشريعي) المصاحب للتنمية الشاملة، كذلك لا مناقضة لمحاولات تدبير موارد لتمويلها بفرض بدايتها بتخطيط مسبق لمصادر تمويلها ولكن المشكلة ارتباط مفهوم التنمية الشاملة بصيغة العدل الإدارى المنفرد، واستخدامه لقوة القانون على مجتمع غير واعٍ كفاية، بمفهوم العدل كتفاعل مستمر بين الإدارة والمجتمع. كذلك لا شك لحظة باستهداف الإدارة للتنمية بالعدل مطلقا، ولكن قد يتلبس التعسف كفن العدل، ولا تعلم هى بغشمه طالما هتف له المنتفعون بدعوى «المساواة فى الظلم عدل»! المحصلة احمرار السطح، زيادة المتسطحين، مشاغبة الناقمين، فرصة للموتورين، وإعادة تخطيط لاقتسام كعكة تتحجر بالأنين. استهداف التنمية الشاملة على السطح يلزمه تحريكها بالعمق، وعمقها الحقيقى تنمية فكر المواطن وتصوره عن دوره بالمجتمع وقيمة الدولة المستقرة وحصته بهذا الاستقرار ودعم قراره لتفعيل دوره. هنا سيدعم وعى الجماعة أى إصلاح تشريعى يهدف لتنظيم التنمية وحماية ملكيته وتدبير مرافقه، تحقيقا لدولته المستقرة.)

7 سجق و1 مخ- 9/ 3/ 2021 (لـ 7 آلاف سنة متباينة الآثار عُرفت مصر كماعون انصهرت به مختلف الأعراق، وسجوقتها روح مصر، لتوجد ويُبنى عليها التاريخ. لذلك مصر بلد مخ مُعجز يفسر مقولة أدهم (ومع ذلك فرمسيس أشهر وأبقى من السجق المستمر حتى الآن؟) التحدى الحقيقى كيف نحول شعبا متخما سجُقا، إلى شعب يتعاطى مُخا؟ خصوصا لو كان وعيه الجمعى مُسجوقا داخليا وخارجيا، ليجعلنا ندمن السجوقة ونأنف من التمخيخ! المعادلة تقول كلما زادت المخمخة بسر الخلطة، زاد السجق ثباتا وفائدة، فيُمخمخ الطعم بأثر. وكلما زاد فساد/إفساد الخلطة، قل التمخيخ واضطربت السجوقة فتشوهت آثارها! الخوف على مصر أن يأتيها زمن فلا تُذكر بمخها ويستبد سجقها! بأن يُنسى سر خلطة عظمتها ويستشرى فساد مكوناتها، فلا يتميز إنتاجها أو تبقى آثارها، لتُبهر أحفاد الجيل المائة لأدهم، ليفتخروا بها مثله. أيها السجق دع المخ يُبدع وينقى خلطته، لتطيب حياتك. وكما يحرص المخ على توثيق آثاره، فعليه تطوير خلطة الاحتواء والسعى. فحتى تعود مصر عالمية المخ، حتما نحترف السجوقة العادلة ونسمح بالتمخيخ الصحى، فلربما نُدرك سجق الوعى الجمعى الراكد!)

مقال طروادة 21 – 15/ 3/ 2021 (لخطورة فى القرن 21: إن تكنولوجيا المعلومات توغلت فى كيانات الدولة كوظيفة الدم بالجسم، ليس فقط فى التجارة أو التعليم أو العلم أو الزراعة، بل والسياسة والأمن القومى والتسليح! ومع تطور حروب الجيل الخامس والسادس، تتجه حرب المعلومات لمنحنيات جديدة بالأمن القومى (المتدرج من الفرد، للشركة، للهيئة، للوزارة، للدولة)، فالأمن يؤسس على توافر معلومة صحيحة، بوقت محدد، لتنفيذ الخطة بترتيبها الصح. فلو معلومات بريام وقواده جارٍ إعدادها ومتوافرة ومعروضة على شاشة كمبيوتر «أجاممنون» المنافس/العدو، دون علم أجهزة بريام، لأمكن التوقع الكامل بخطواتهم التالية، وتمت السيطرة بمنتهى النعومة والتدابير المضادة. إذن هدف اعتبار Ethical White Hacking أو «باريس» أو استشارى أمن المعلومات، مقابل «أوديسيوس» أو المخترق أو الـBlack Hacker هو التحجيم والتقليل والسيطرة على توقعات المنافس/العدو فى الاطلاع على معلوماتنا، حتى نسيطر على معلوماته عنا، بخصوص معلوماتنا الحرجة المؤثرة على اتخاذ القرار. طروادة القرن 21، فيروس طوّر نفسه للتعامل مع نظم الحماية الموجودة فعلًا والعديد منها ناجح، ولكن استغلالًا لهذا النجاح، يتسلل المنافس «أجاممنون» و»أوديسيوس» Black Hacker ليغنم بهدوء من اطمئنان بريام وقواده.)

مقال سبارتكوس بالياقة البيضاء- 22/3/2021 (ونظرا لتحول الميديا لمسيخ واقعى بعين واحدة ورؤى متعددة، فكان حتما تحويل الوعى الجمعى العالمى لحلبة صراع بإطار ومضمون، لا يُتركان للصدف أو الهواة أو الأغبياء، فنشأ تدريجيا عهد طبقة المؤثرين أو influential أو سبارتاكوس بالياقة البيضاء، بأشكال وضوابط نجح معها استثمار كل السبارتاكوسات بتدجينهم ببروج عاجية، فرضت عليهم نظرة فوقية لمريديهم والجمهور، تضمن لهم التحول إلى (أنيمانوس) أو مشرف تدريب المجالدين ذى المزايا المالية والعينية، الضامنة لولائه لصاحب مدرسة التدريب، مع بقائه ضمن المجالدين، ولكن بنظرة صاحب المدرسة وحراسة مصالحه! لم يعد تقديم الرسائل حكرا للرؤساء والزعماء ولكن مسيخ السوشيال ميديا خلق طبقات جديدة من المؤثرين وأنصاف المؤثرين المعززين بنظرية تأثير الفراشة، لتأتى الأبراج العاجية كمصنع وملجأ آمن للمؤثرين، فإما يدخلونها بأقدامهم أو تُفصل عليهم، لنزعهم تدريجيا من الواقع أو ليدخلوا بصراع التناقض معه، المهم إدمان الأضواء وقياس حيواتهم ببقائهم داخل مربع التواصل والعائد المادى والمعنوي! تدريجيا، تتحول الجرائم المُجازة لسبارتاكوس بالحلبة، لجرائم ذوى الياقات البيضاء العصرية، كما عرفها إدوار سزلاند بعلم الجريمة 1939، كالاحتيال والتحريض ومخططات بونزى والجرائم الإلكترونية وغسل الأموال وانتحال الشخصيات وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، ليحكمها خبث استمرار صناعة الجرائم المشروعة.. وعبودية سبارتاكوس بياقته البيضاء!

مقال مصر كما تحتاج أن نعرفها- 5/ 4/ 2021 (كمصرى غيور على بلده وتاريخه وإنجازات حاضره، أدعو المصريين لمراجعة علاقتهم بالإدارة والإعلام والتصدى بجدية لتحسين صورة مصر عالميا، سواء كان تراثيا لاستعادة نهضة المعز، أو معنويا ببروزة انتصار إيفرجرين، أو تاريخيا بإعادة دراسة الإخراج العالمى لتقديم مصر القديمة بعيون عالم، يتهاوى ويشهد شموخنا معا. نحن نحتاج الخروج من إدمان مصر ببيروقراطيتها وشللها وتربيطاتها، لمصر المحتاجين همتها، وتناضل صاعدة بقوة المثابرة، رغم القرامطة الجدد وشبح إيفرجرين والحرس القديم. العلاقات والتحديات واحدة ومستمرة والوقت مازال معنا.. فالكنز لم ينضب بعد!)

* محامى وكاتب مصرى ‏[email protected]