جاء قرار رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بإعادة فتح دور العرض السينمائية بمصر بطاقة لاتتجاوز 25 % بعد 3 أشهر من الإغلاق تجنبا لتداعيات بفيروس كورونا، بمثابة “إنعاش مؤقت” لإيرادات صناعة السينما التي شهدت خسائر كبيرة مؤخرا، بحسب معنيين.
وقرار فتح دور السينما جاء ضمن قرارات اتخذها مجلس الوزراء مؤخرا ، بشان العودة لممارسة الحياة بشكل طبيعي في البلاد والغاء مواعيد الحظر اليومية وتحجيمها بحيث لاتزيد عن أربع ساعات فقط خلال اليوم ابتداء من السبت المقبل .
وبرغم أن هذا القرار المتعلق بفتح السينمات أسعد الكثير من الجماهير، لكنه لم يأت في صالح أغلب منتجي وموزعي السينما المصرية بشكل كبير، بحسب ما رصدته “المال”.
سلوى محمد علي : أتمنى أن يحقق المنتج والموزع السينمائي مكسبا تجاريا لتستمر صناعة السينما
من جانبها تحمل الفنانة سلوى محمد علي، رأيين تجاه قرار فتح دور العرض السينمائية بطاقة لاتتجاوز 25 في المئة الأول، أنه قد يكون جيدا، لإعادة الفتح بصورة تدريجية والآخر أنه سيكون مضرا للمنتجين والموزعين السينمائيين، لان الفتح بطاقة 25 في المئة لن يغطي مصاريف كثيرة مثل الإضاءة والعمالة وغيرها.
وأضافت لـ”المال” ان الامر يعتبر حسبة اقتصادية بحتة، لافتة إلى أن السينما هي صناعة وفن وتجارة في الوقت نفسه ولايمكن الاستهانة بعنصري التجارة والصناعة حتى تستمر هذه الصناعة وتتطور للأفضل.
وترى أن هذا القرار كان سيفرحها لو أحست أنه سيحقق مكسبا للمنتج والموزع السينمائي؛ لأن ذلك يعني الرواج لحركة السينما المصرية ، حيث أنه لو لم يحقق مكسبا تجاريا أي منتج سينمائي فلن يقدم أفلاما سينمائية جديدة وبالتالي ستتأثر صناعة السينما سلبا بصورة كبيرة.
ولفتت إلى أن سينما هوليود كانت ستفتح الأسبوع الماضي ، وتم تأجيل هذه الخطوة وكذلك حفل أوسكار في أزمة هذا العام؛ لأنه يقام سنويا معتمدا على الأفلام السينمائية التي أنتجت خلال العام، وبسبب أزمة كورونا سيتم تأجيل حفل الأوسكار.
وأكدت أن الجائحة عالمية وأثرت على جميع مجالات الحياة ومنها الفن والسينما في مصر والعالم .
عصام زكريا : لتقليل الخسائر في الأرواح والإيرادات ولاستمرار علاقة الجمهور بالسينما
ويرى الناقد السينمائي عصام زكريا، أنه لايمكن أن تعود الامور لحالتها الطبيعية في أي مجال حتى السينما كما كانت سابقا قبل انتشار وباء كورونا في مصر والعالم، لافتا إلى أن قرار الفتح يجب أن يكون تدريجيا بالطبع مثلما أصدر رئيس الوزراء، وإلا فعلى منتجي وموزعي السينمات انتظار ظهور علاج لفيروس كورونا حتى يتم الفتح مرة واحدة وليس تدريجيا.
وأوضح أن هذا القرار لن يحقق انتعاشة سينمائية كما يعتقد البعض؛ لأن الخسارة تحققت للصناعة الفترة الماضية.
وأضاف متسائلا: “هل يمكن ترك نشاط السينما يموت للنهاية أم أن هذا الفتح على الأقل سيمكن الصناع السينمائيين من دفع مرتبات العمالة وتحقيق إيرادات تساهم في تنظيف قاعات السينمات نوعا ما الأيام المقبلة حتى لاتتآكل من الفئران والحشرات، بالإضافة لأنه لو تم الإغلاق حتى نهاية العام سينسى الكثيرون كل قاعات العرض السينمائية في مصر”.
ويضيف زكريا أن الفكرة في هذا القرار أن تظل علاقة الجمهور بالسينما موجودة والمحافظة على ما يمكن إنقاذه في الصناعة الفترة المقبلة، وفي نفس الوقت فهي خطوة تجريبية لمعرفة نتائج هذا الفتح التدريجي وماالذي سينتج عن الفتح الكامل فيما بعد؛ لأن ذلك لايمكن أن يحدث مرة واحدة ، خاصة أن الوضع لايزال في منتهى الخطورة صحيا وقد تزيد أعداد الإصابات بالفيروس الفترة المقبلة .
ونوه إلى أن هذا الفتح جاء مبكرا نوعا ما وكان مفترض الانتظار لوقت لاحق ، لكن الجمهور شعر بحالة الملل في الحياة طيلة الأشهر الماضية، مضيفا أننا نتعامل كأننا في حالة حرب حقيقية مع هذا الوباء ويجب أن نتعامل مع تطورات هذا الوضع على الواقع وحتى الآن نحاول تقليل الخسائر قدر الإمكان ، لكن حتى هذا الوقت لم نستطع الانتصار عليه لعدم وجود ” فكسين” كما أن مناعة الاشخاص ليست قوية لمواجهته .
واستطرد ان قرار الفتح للسينمات بنسبة 25 في المئة يندرج تحت بند تقليل الخسائر في الأرواح أولا ثم الخسائر المادية في المقام الثاني.