عبدالحليم نور الدين .. عالم المصريات يترك تراثه ويرحل

- د. إبراهيم بدر: ساهم في تأسيس أكاديميات لتدريس الآثار - سالي سليمان: يجب أن تكرمه الدولة على إنجازاته - د. سهير حواس: ترك أجيالا استفادت من علمه - د. محمد الكحلاوي: خسارة كبيرة للآثار والأثريين   علي راشد : رحل عن عالمنا اليوم الدكتور عبدالحليم نور الدين، أحد أهم أساتذة الآثار المصرية، والذي

عبدالحليم نور الدين .. عالم المصريات يترك تراثه ويرحل
جريدة المال

المال - خاص

10:46 م, الأربعاء, 16 نوفمبر 16

– د. إبراهيم بدر: ساهم في تأسيس أكاديميات لتدريس الآثار
– سالي سليمان: يجب أن تكرمه الدولة على إنجازاته
– د. سهير حواس: ترك أجيالا استفادت من علمه
– د. محمد الكحلاوي: خسارة كبيرة للآثار والأثريين
 
علي راشد :

رحل عن عالمنا اليوم الدكتور عبدالحليم نور الدين، أحد أهم أساتذة الآثار المصرية، والذي كان له باع طويل في علم المصريات، واعتبره الكثير من رواد هذا العلم والذين اعتبروا رحيله خسارة كبيرة للآثار، وعلى الرغم من العديد من إسهاماته في هذا المجال إلا أنه لم يحصل على التكريم الواجب من الدولة.

أكد الدكتور ابراهيم بدر ، أستاذ مساعد بقسم الترميم بكلية الأثار بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن الدكتور عبد الحليم نور الدين واحد من أهم علماء المصريات ليس في مصر وإنما بالعالم كله والحديث عن أهم إنجازاته في الشق الاكاديمي والابحاث العلمية كثيرة جدا فقد ساهم في  الكشف عن الكثير من علم المصريات حيث كان له باع طويل في هذا العلم الذي نفتقر إلى العلماء فيه ونور الدين صاحب الفضل في الخوض والكشف عن العديد من أسرار علم المصريات.

وأضاف بدر أن نور الدين شارك في العديد من الأبحاث والرسائل العلمية في مصر والعالم أجمع عربيا وأجنبيا، وله دور كبير في تأسيس العديد من الأكاديميات لتدريس علم الآثار في مصر واليمن وكان من مؤسسي كلية الآثار بجامعة صنعاء ، كما كان يحاول وضع علم الاثار في الجزء الاكاديمي ليخرج من تحت تلاميذ يستطيعون أن  يساهموا في الحفاظ على علم المصريات.

وواجه نور الدين العديد من مزاعم اليهود والإسرائيليين في الحديث عن أنه كان لهم دور في الحضارة المصرية حيث فند كل مزاعمهم بأدلة حقيقية أثبتت زيف ما كانوا يتحدثون عنه وبرئ ساحة الحضارة المصرية من أي تدخل فيها من جانب إسرائيل.

وعن فترة عمله رئيسا للمجلس الأعلى للآثار لفت بدر إلى أنه كان دائم الحرص على الحفاظ على التراث القديم بكل اشكاله، و كان نور الدين متجددا ليس رجلا تقليديا حيث كان  دائم الاطلاع على الأبحاث وعلم الاثار، فكان من أهم من عملوا على  توثيق المومياوات والكشف عنها بالآشعة المقطعية وكان يرى ان التحنيط يحتاج دائما للأخذ بالأساليب والطرق العلمية الحديثة .

المرشدة السياحية والباحثة في الآثار سالي سليمان، أكدت أن نور الدين من جيل يصعب أن يعود مرة أخرى حيث كان باحثا عظيما في علم المصريات وعلى الرغم من أنه كان أكاديميا إلا أنه كانت له قدرة فائقة على توصيل المعلومة لمن ليست لديهم فكرة أكاديمية وغير المتخصصين ، فمن يقرأ كتبه الموجودة بكثرة في المكتبات في هذا العلم يستطيع بسهولة فهم ما يقول حتى ولو لم يكن متخصصا في الآثار وهي ميزة تفضله عن كثير من الأكاديميين في هذا العلم، وكتبه تتسم بالسهولة وكان يدرك ما يريد أن يقوله للقارئ لتصبح أعماله تهم الجميع هذا بالإضافة إلى أخلاقه التي تفوق علمه وهو ما جعله يؤثر فيها شخصيا وفي الكثير من الأجيال.

وأشارت إلى أنه على المستوى العلمي لا يختلف عليه أحد في مصر وخارجها فهو عالم بحق، وكان من المهم أن يتم تكريمه في حياته ولكن إن لم يحدث هذا فعلى الدولة أن تكرمه الآن وأقل تكريم له وضع اسمه على أحد مدرجات كلية الآثار فهذا أقل شيء يمكن تقديمه له.

وأضافت أنه كان متخصصا في اللغة المصرية القديمة ولديه الكتير من الكتب في تلك اللغة بالإضافة للعديد من الكتب في آثار مصر وكل إصداراته مهمة للغاية ، وكان نشطا في عمله حتى آخر لحظة فلم يمنعه مرضه من التدريس والمشاركة في المؤتمرات وحينما كان يحل ضيفا بالبرامج التلفزيونية كان الجميع يستمتع بحديثه، كما كان له وقفة تحسب له أمام محاولة العبث بمقبرة توت عنخ آمون حينما طالب البعض بالحفر فيها فوقف لمنع ذلك وسمعت كلمته بالفعل.

الدكتورة سهير حواس، أستاذ العمارة بكلية الهندسة، أكدت أن نور الدين من الشخصيات التي أعطت الكثير لمصر من علمها وحياتها وترك أجيالا كثيرة استفادت من عمله، كما ترك أيضا ثروة من الأبحاث والعلوم والاكتشافات الأثرية، فكان ممن منحوا البلد جزءا كبيرا من الطاقة العلمية الفريدة في مجال علم الآثار والمصريات.

وأشار الدكتور محمد الكحلاوي، رئيس اتحاد الأثريين العرب، إلى أن نور الدين كان له باع طويل في مجال الآثار الفرعونية وتولى العديد من المناصب الهامة في مصر واليمن كما كان له دور فاعل ووطني في مجال عمله، ويعتبر رحيله خسارة كبيرة للآثار والأثريين.

يذكر أن الدكتور عبد الحليم نور الدين حصل على ليسانس الآثار من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1963م، وحصل على درجة الماجستير من الكلية نفسها سنة 1966م، وحصل على درجة الدكتوراه في الآثار من جامعة ليدن في هولندا سنة 1974م، وتولى رئاسة قسم الآثار المصرية في كلية الآثار، وتولى منصب وكيل الكلية نفسها، وتولى منصب عميد كلية الآثار في جامعة الفيوم، وتولى منصب عميد كلية السياحة والإرشاد السياحي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

كما تولى منصب رئيس هيئة الآثار المصرية قبل إنشاء وزارة الآثار عندما كانت الهيئة تابعة لوزارة الثقافة، وعمل في اليمن سنوات ساهم خلالها في تأسيس قسم الآثار في كلية الآداب بجامعة صنعاء، كما تولى رئاسة مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية.

ومن بين مؤلفاته “مقدمة في الآثار اليمنية” ـ صنعاء – عام 1985 ، “دور المرأة في المجتمع المصري القديم” ـ القاهرة – عام1995، “تاريخ وحضارة مصر القديمة” ـ القاهرة – عام 1997 ، “اللغة المصرية القديمة”ـ القاهرة – عام 1998 ، “مواقع ومتاحف الآثار المصرية” ـ القاهرة – عام 1998 ، “مواقع الآثار اليونانية الرومانية في مصر”- القاهرة – عام 1999 ، “كفاح شعب مصر ضد الهكسوس” ـ القاهرة – عام2000.

جريدة المال

المال - خاص

10:46 م, الأربعاء, 16 نوفمبر 16