تطبيقات كبح «كورونا» عربيا ..«مخرج آمن» اقتصاديا وتقنيا

من «اطمئن» المصرى و«تباعد السعودى» إلى «الحصن» الإماراتى

تطبيقات كبح «كورونا» عربيا ..«مخرج آمن» اقتصاديا وتقنيا
حسين القباني

حسين القباني

9:00 ص, الثلاثاء, 28 ديسمبر 21

وباء ، وحشود غير مسبوقة أمام مقرات صحية، وضغوط متزايدة على شبكة الاتصالات التقليدية، وانتشار واسع لإصابات ووفيات نتج عنها استنزاف اقتصادى وخلل تقنى ضخم.

هذا هو السيناريو الخيالى الذى تقول عكسه وقائع مواجهة جائحة كورونا بتطبيقات صحية ذكية كانت «مخرجا آمنا» لاسيما عربيا، وفق تصريحات خاصة من متحدثين وخبراء عرب ودوليين لـ«المال» وإحصائيات ذات صلة.

ووسط ظروف عالمية بها اقتصاد يتلقى ضربات كورونا القاسية، طرحت 8 دول عربية هي: «مصر والإمارات، والسعودية، والكويت، وقطر، وفلسطين، والبحرين، وسلطنة عمان»، تطبيقات مجانية تساعد على كبح جماح تأثيرات الفيروس اقتصاديا، وتعزز من الانتشار الرقمى بطريقة غير متوقعة.

أولا: 16 تطبيقا بارزا فى 8 دول عربية

واهتمت تلك الدول الثمانية بالتصدى «عن بعد»، للجائحة، عبر 16 تطبيقا ذكيا بارزا، أغلبهم يتم تنزيله عبر متجرى جوجل بلاى وأبل ستور، ومدعومين بلغتين رئيستين هما: «العربية» و«الإنجليزية»، وأرقام رسمية تشير لاستقطاب ملايين من المستخدمين، ودوائرهم، وفق رصد «المال».

ووفق بيانات رسمية بتلك الدول، كانت التطبيقات الصحية التى انطلقت مع اكتشاف الجائحة وتحدث باستمرار، كالتالي:

-1 مصر: «صحة مصر» يقدم استفسارات وإرشادات، و«اطمئن» يعد كجواز سفر صحى يظهر تلقى اللقاح.

-2 الإمارات: «كوفيد-19» يحجز مواعيد اللقاح، ويعرض مستجدات الفيروس، و«الحصن» يقدم نتائج الفحوصات ويرسل تنبيهات متابعة المخالطين، و«TraceCovid» لرصد الإصابات، و«ابق فى المنزل» لضمان الالتزام بالحجر.

-3 السعودية: «توكلنا» يستقبل بلاغات المصابين والتجمعات المخالفة، و«تباعد» يتتبع انتشار الفيروس، بينما «موعد» يسمح بإجراء اختبار كورونا ، و«تطمن» يعزز الالتزام بالعزل.

-4 الكويت: «شلونك»: إلزامى يتابع الحجر المنزلى والمخالطين، و« مناعة»: يقدم شهادة التطعيم.

-5 البحرين: «مجتمع واعي» يضمن تدابير التباعد، ورصد المخالطين، وتقديم شهادة التطعيم وموعد الفحص والتلقيح.

-6 قطر: «احتراز» يعزز الحماية ويقدم الدعم للحجر، ويحدد الإصابات والمخالطين، ويعد شهادة عند السفر.

-7 سلطنة عمان: «ترصد» يوفر ميزات مثل شهادة التطعيم ونتائج الفحوصات.

-8 فلسطين : «أمانكم»: يسجل المخالطين للمصاب ويرصد الإصابات

وعن دور تلك التطبيقات بمواجهة كورونا ، قال نائب رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمى بالجامعة العربية، د. عبد الوهاب غنيم، لـ«المال»: «تخيل أنه لم يدشن بمصر وغيرها تطبيقات لذلك، سيقف الملايين طوابير أمام المستشفيات وسط كشوف يدوية وأخطاء، ونجد ازدحاما وسرعة انتشار للفيروس».

وأضاف: «مليون بالمئة، ستوفر (التطبيقات) للاقتصاد، ولصحة الإنسان؛ لأن العمالة لو أصيبت ستفقد ساعات عمل وخدمات، أما عندما تدعم صحة الإنسان بهذه التطبيقات ستوفر ملايين من الساعات وتزيد العمالة الإنتاج، مما يؤثر على زيادة الناتج المحلى الإجمالى، ومع الإنتاج سيزيد التصدير ويقل الاستيراد وكلها مظاهر اقتصادية مهمة».

د. عبد الوهاب غنيم

ولفت د. غنيم، وهو مستشار بتخصص تكنولوجيا المعلومات بكلية كامبريدج الدولية البريطانية إلى أن تلك التطبيقات وغيرها أحدثا «فارقا إيجابيا» نحو التعافى الاقتصادى وتعزيز التحول الرقمى، فى عالم تقوده حاليا التكنولوجيا، «بدليل أن أكبر 5 شركات بهذا المجال قيمتهم السوقية 7.5 تريليون دولار».

وحول التطبيقات العربية الـ 16، أكد د.غنيم، أن «هذا أمر إيجابى، خاصة والدول العربية بدأت تعتمد على الرقمنة، فى ظل توجه العالم نحو الاقتصادى الرقمي».

وأوضح أن «الاقتصاد العالمى حجمه 93 تريليون دولار، وحجم الاقتصاد الرقمى منه 18 تريليون دولار بنسبة تقترب من %20 وهو المستقبل».

وعن الوضع العربى رقميا مقارنة بالعالم فى ظل نجاحه بتلك التطبيقات، أضاف نائب رئيس الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمى: «بشكل عام الدول الأوروبية تسبق نظيرتها العربية، لكن فى النهاية تكلفة التكنولوجيا عالية جدا».

وأوضح أن «العام الماضى العالم صرف 5 تريليونات و100 مليار دولار على مشروعات التحول الرقمى سواء اتصالات أو تكنولوجيات المعلومات،بما يقترب من %5.5 من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، وهذه ميزانيات ضخمة عندما ترى أن الناتج المحلى الإجمالى لـ22 دولة عربية بما فيها دول البترول 3.8 تريليون دولار».

وبشأن صحة اعتبار أن «تطبيقات مواجهة كورونا عربيا ساعدت على كبح جماح تأثيرات الفيروس اقتصاديا، وعززت من الانتشار الرقمي»، أجاب : «بالطبع مليون بالمئة أنها أدت إلى سرعة تعافى الاقتصادات العربية».

وختم د. غنيم قائلا: «إذا كنا لم نكن متقدمين خطوات فى التكنولوجيا اعتمادا على سنوات سابقة من تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتجميع وتكامل وربط قواعد البيانات، وبناء القدرات التكنولوجية للموارد البشرية كان الاقتصاد من الممكن أن ينهار».

ثانيا: مؤشرات «المخرج الآمن»

وهذا التقدير ليس ببعيد عن المؤشرات الحديثة، ففى نهاية 2020، صدر مؤشر الاقتصاد الرقمى العربى، فى نسخته الثانية.

وأكد المؤشر أن «تطور الفيروس وارتفاع إصاباته عكس صراعا عالميا لحل معادلة صعبة للحفاظ على الصحة، وضمان دوران العجلة الاقتصادية وأثبتت الحلول الرقمية أنها أداة هامة وضرورية للمساعدة»، داعيا الدول العربية لدعم ذلك الاتجاه الرقمى الذى «أثبت موقفا استثنائيا وتاريخيا فى مواجهة كورونا».

وقسم المؤشر الأحدث الذى أصدره «الاتحاد العربى للاقتصاد الرقمي»، الدول العربية إلى 3 مجموعات، وتضم الأولى «المتقدمة»: «الإمارات والسعودية والبحرين وعمان وقطر».

وتشمل الثانية «الواعدة»: «الكويت ومصر والأردن ولبنان والمغرب وتونس والجزائر»، بما لديها من بنية تحتية ومعرفية تمكنها بخطط جرئية أن تصل لمن سبقها بين 2 و4 أعوام، بينما الثالثة تحتاج لاستثمارات وتضم: «العراق وسوريا وموريتنانيا واليمن والسودان وجييوتى وفلسطين وجزر القمر وليبيا والصومال».

أما منحنى التحول الرقمى عربيا المرتفع مع كورونا ، رصدته «الإسكو» إحدى لجان المجلس الاقتصادى للأمم المتحدة والتى تضم 20 دولة عربية فى فبراير 2021، عبر «مؤشّر نضوج الخدمات الحكوميّة الإلكترونية والنقّالة».

وخلص المؤشر إلى «ازدياد عدد الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة فى المنطقة العربية»، فى ظل الجائحة، داعيا إلى تعزيز ذلك.

وفى نوفمبر 2021، أكد التقرير السنوى لـ «الاتحاد الدولى للاتصالات» «ITU»، أن تدابير كورونا أدت إلى «ارتفاع عدد مستخدمى الإنترنت إلى 4.9 مليار فى 2021 (%63 من سكان العالم)، مقارنة بما يُقدر بنحو 4.1 مليار فى 2019 (قبل الجائحة)».

واعتبر ذلك الارتفاع المدفوع إلى حد كبير بالزيادات فى البلدان النامية (تشمل دولا عربية)، «بمثابة أخبار جيدة للتنمية العالمية»، كاشفا أن عدد مستخدمى الإنترنت نما على مستوى العالم بنسبة %10.2 بالسنة الأولى للجائحة، فى أكبر زيادة سنوية خلال عقد من الزمن.

وكشف مسح لمنظمة الصحة العالمية نشر بموقعها الإلكترونى فى 1 يونيو 2020، أن %58 من بلدان العالم تستخدم التطبيب عن بعد كالمشورة المقدمة عبر الهاتف أو الوسائل الإلكترونية كبديل عن الاستشارة وجهاً لوجه؛ وفى البلدان المنخفضة الدخل بلغت هذه النسبة %42.

بالنصف الأول من 2021 .. 138% نسبة ارتفاع أنشطة التمويل في الصحة الرقمية و15 مليار دولار قيمة استثماراتها

لذا كانت الصحة الرقمية تنمو بعهد كورونا، حسبما نقلت نشرة مركز معلومات مجلس الوزراء المصرى عن تحليل جديد لشركة ماكينزى يفيد بأن استخدام الخدمات الصحية عن بُعد زاد بمقدار 38 ضعفًا من المتوسط قبل الجائحة.

ونقلت النشرة أيضا التى أعلنت فى 22 أكتوبر 2021 عن شركة ميركوم كابيتال جروب العالمية أن استثمارات الصحة الرقمية بلغت 15 مليار دولار أمريكى فى النصف الأول من 2021، بأعل�