بلومبرج: عدة مهددات تدفع نظام الغذاء العالمي لحافة الانهيار

الأضرار التي لحقت بالمستهلكين بالعالم جراء ارتفاع أسعار الغذاء ستزداد سوءا

بلومبرج: عدة مهددات تدفع نظام الغذاء العالمي لحافة الانهيار
أيمن عزام

أيمن عزام

12:52 ص, الأثنين, 14 مارس 22

يتعرض نظام الغذاء العالمي للتهديد بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي يعرض واحدة من أكبر سلات الخبز في العالم للخطر. وفيما يلي بيان بأحدث التطورات وتأثيراتها واسعة النطاق.

تضخم أسعار الغذاء

تهدد حرب أوكرانيا المحاصيل الرئيسية  التي يتم زراعتها في مناطق رئيسية لزراعة الحبوب في أوروبا، مما يعني أن الأضرار التي لحقت بالمستهلكين بالعالم جراء ارتفاع أسعار الغذاء ستزداد سوءا، وسيتعزز معها التهديد بالتعرض لأزمة مجاعة شاملة.

حذرت الأمم المتحدة بالفعل من أن أسعار الغذاء القياسية العالمية ربما تصعد مجددا بنسبة 22% مع استمرار الحرب في تعطيل الحركة التجارية وخفض عمليات الحصاد المستقبلية.

تعد الحبوب ضمن المحاصيل الرئيسية التي تغذي العالم، إذ تسهم القمح والذرة والأرز بأكثر من 40% من جميع السعرات الحرارية المستهلكة.

تهديد نظام الغذاء العالمي

ارتفاع تكاليف الشحن وتضخم أسعار الطاقة وأحوال الطقس السيئ ونقص العمالة زادت من صعوبة انتاج الطعام.

المعروض من الغذاء يتقلص، حيث أن مخزونات الحبوب تتجه لتسجيل خامس تراجع سنوي على التوالي، بحسب مجلس الحبوب العالمي.

الحرب في أوكرانيا لن تؤدي إلا إلى دفع الأسعار للصعود لمستويات أعلى أكثر وأكثر وإلى زيادة معدلات الجوع لمستويات غير مسبوقة، حيث ارتفع مؤشر الأمم المتحدة الاسترشادي بأكثر من 40% خلال العامين الماضيين.

وزادت معدلات انعدام الأمن الغذائي بمعدل الضعف خلال تلك الفترة، وهناك ما يقرب من 45 مليون شخص على شفا المجاعة.

وارتفع الأسعار في أسواق المنتجات الزراعية، إذ ارتفعت أسعار القمح لتلامس قمما قياسية في سوق شيكاغو الثلاثاء.

وتتداول الذرة وفول الصويا عند قمم لم تبلغها منذ سنوات عديدة ماضية.

الحمائية الغذائية

تتخذ الحكومات خطوات للمحافظة على إمدادات الغذاء، مما يعزز احتمالية إطالة أمد تضخم أسعار الغذاء.

وتعد المجر واندونيسيا والأرجنتين ضمن مجموعة من البلدان التي فرضت قيودا تجارية على الصادرات الزراعية تشمل القمح و زيت الطعام في محاولة منها للحد من ارتفاع الأسعار المحلية وحماية إمدادات الغذاء المحلية بعد أن قاد الغزو الروسي إلى بروز هاجس الخوف من نقص الإمدادات.

وأطلقت روسيا خططا لفرض الحمائية وتقييد المعاملات التجارية على بعض المواد الخام.

واتجهت شركة إم.أتش.بي إس.إي، الشركة الأوكرانية الكبرى لتصدير الغذاء، إلى تزويد الجيش الأوكراني والمدنيين في المناطق التي تتعرض للقصف الجوي.

القيود التجارية

ربما تتسبب القيود التجارية في رفع الأسعار العالمية لمستويات أعلى بفعل التضييق على الإمدادات العالمية، بحسب ستيف ماثيوس، رئيس الاستراتيجية لدى شركة جرو انتليجينس:” إنها تضيف الكثير إلى مخاوف زيادة معدلات التضخم.”

وفي هذا الأثناء،ستزداد صعوبة تلبية النقص في المخزونات. الهند، على سبيل المثال، رفعت شحنات القمح خلال السنوات القليلة الماضية وربما ترفع الصادرات لتصل إلى 7 مليون طن إذا استمر الصراع.

لكن الكثير من البلدان التي تستطيع تعويض النقص تواجه ذاتها مشاكل في الانتاج.

في البرازيل، التي تعد مورد رئيسي للذرة وفول الصويا، تسبب الجفاف إلى إتلاف المحاصيل.

وتسبب الطقس الجاف أيضا في ذبول المحاصيل في كندا وأجزاء من الولايات المتحدة العام الماضي. وربما يرى مزارعو أمريكا الشمالية أن الأسعار الحالية تعد سببا لزراعة المزيد منها خلال الأسابيع القادمة، لكن الأمر سيتطلب أشهار قبل حصاد هذه المحاصيل.

مدخلات المزارع

تتجه أسعار جميع المدخلات إلى الارتفاع. روسيا التي تعد مورد كبير لجميع الأنواع الرئيسية للأسمدة، حثت منتجي الأسمدة المحللين إلى خفض التصدير مطلع الشهر الجاري، مما عزز مخاوف نقص مدخلات الزراعة.

خطوة روسيا تفضي إلى انعدام اليقين في السوق العالمي عندما تواجه البرازيل التي تعد أكبر مستورد للأسمدة في العالم مشاكل في الحصول على المغذيات اللازمة للمحاصيل.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده ستورد الأسمدة للأمم التي تحتفظ بعلاقات صداقة مع روسيا، وإن كانت تحتاج أولا لضمان توفير إمدادات  من الأسمدة تكفي السوق المحلي.

ارتفعت أسعار الأسمدة في جميع أنحاء العالم وسط مشاكل تضر بالمعروض والانتاج.

وفي أوربا، تسبب ارتفع أسعار الغاز الطبيعي اللازمة لإنتاج الأسمدة النيترويجية في إجبار بعض المنشآت على خفض الانتاج.

وارتفعت أيضا أسعار الوقود التي يستخدمها المزارعون في تشغيل الماكينات المستخدمة في انتاج الغذاء.

وزادت الضغوط بفعل العقوبات المفروضة على روسيا التي تعد مورد طاقة رئيسي للعالم، وسط تحرك الولايات المتحدة وبريطانيا  لحظر الخام الروسي ومنتجات النفط الأخرى.

إمدادات البحر الأسود

ألحق الهجوم الروسي أضرارا بإمدادات القمح والزيوت النباتية مع توقف حركة السفن في منطقة بحر أزوف الذي يصل بين روسيا وأوكرانيا والذي يمتد إلى البحر الأسود.

يعد البحر الأسود سوق تصديري لأسمدة رئيسية. الخوف على سلامة طاقم السفن وعلاوات التأمين تفتت عزم ملاك السفن وتدفعهم إلى وقف إرسال السفن إلى أوكرانيا أو روسيا. وأدى الحظر الجوي قد زاد من صعوبة وصول البحارة الروس إلى سفنهم أو العودة إلى منازلهم.

تسهم أوكرانيا وروسيا سويا بأكثر من ربع التجارة العالمية في القمح وخمس مبيعات الذرة.

حمى الشراء

تسببت مخاوف ارتفاع أسعار زيت عباد الشمس إلى حمى شراء في تركيا.

وحتى أندونيسيا التي تعد أكبر مصدر في العالم لزيوت الطعام تواجه صعوبات، إذ قيدت محلات السوبر ماركت عمليات شراء زيوت الطبخ وقصرتها على كرتونة واحدة لكل مستهلك.

وتفاقمت كذلك مخاوف بخصوص إمدادات الطعام في اثنتين من أكبر دول العالم من حيث عدد السكان: الصين والهند.

ويبحث المستهلكون الصينيون عن الذرة وفول الصويا الأمريكية لتوفير الإمدادات اللازمة مع زيادة تأكيد بكين على الأمن الغذائي.

وفي الهند، أدى ارتفاع أسعار الزيوت النباتية إلى إحجام المستهلكين عن الشراء، مما يوشر على تبدد الطلب، وهو ما حذرت منه البنوك والمحللون. وتعد الهند أكبر مستورد لزيوت الطعام ويشعر المستهلكون بحساسية متزايدة تجاه الأسعار.

إذا استمر قطع إمدادات الحبوب القادمة من البحر الأسود، ستصبح التجارة الزراعية العالمية في حاجة للبحث عن ممرات جديدة، بحسب شركة جرو انتيلجنيس.

وأضاف أن  السير في ممرات بديلة سيكون مؤلما، وسيتضرر منه أصحاب الدخول المتدنية بشكل أكبر.