الصناديق السيادية في الإمارات تبحث استثمار 10 مليارات دولار في إسرائيل

تدور المداولات حول إمكانية فتح الصناديق مكاتب لها في إسرائيل

الصناديق السيادية في الإمارات تبحث استثمار 10 مليارات دولار في إسرائيل
أيمن عزام

أيمن عزام

10:48 م, الخميس, 3 فبراير 22

ناقشت الصناديق السيادية الرئيسية في الإمارات العربية المتحدة التوسع في إسرائيل باستثمارات تصل إلى 10 مليارات دولار على مدى العقد المقبل، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على المحادثات، فيما سيكون أكبر التزام نقدي منذ تطبيع العلاقات بين البلدين.

استثمارات الصناديق السيادية

من بين المستثمرين السياديين شركة “مبادلة للاستثمار”، و”القابضة” البالغة قيمتها 243 مليار دولار، حسبما قال شخصان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لسرية المداولات بين المسؤولين الإماراتيين والإسرائيليين إن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى.

وتناقش المداولات أيضاً إمكانية فتح الصناديق مكاتب لها في إسرائيل للاستثمار في شركات رأس المال المخاطر المحلية والشركات والمشاريع العامة، وفقاً لأحد المصادر تتطلع “القابضة” إلى استثمار ما مجموعه ملياري دولار من خلال “صندوق أبوظبي للتنمية”، الذي يقع مقره في أبوظبي.

لم يتضح على الفور ما هي الصناديق التي ستشكل باقي المبلغ الإجمالي البالغ 10 مليارات دولار، وقال مصدران إن “جهاز أبو ظبي للاستثمار”، أكبر صندوق سيادي في دولة الإمارات،  وتصل الأصول التي يديرها إلى ما يقرب من 700 مليار دولار، يتطلع أيضاً إلى الاستثمار في إسرائيل.

ورفض كل من “جهاز أبو ظبي للاستثمار” و”مبادلة” التعليق بينما لم تستجب “القابضة” لطلب الحصول على التعليق.

اتفاق تاريخي

بحلول الوقت الذي وقّعت فيه الإمارات وإسرائيل اتفاقهما التاريخي في أواخر عام 2020، وفّرت سنوات من التعاون الأمني الهادئ حجر الأساس للعلاقات الدبلوماسية والدفاعية والاقتصادية التي سعى كل منهما إلى تعميقها.

كما زاد زخم العلاقات القلق المشترك بشأن إيران ذات الثقل في المنطقة وبرنامجها النووي في يناير، وعرضت إسرائيل على دولة الإمارات الدعم الأمني والاستخباراتي بعد غارة بطائرة بدون طيار شنّها مقاتلون يمنيون مدعومون من إيران.

في الأشهر الأخيرة، كان المشهد الدبلوماسي نشطاً، إذ زار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس إسحاق هرتسوغ دولة الإمارات، وتمت دعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي للقيام بزيارة متبادلة.

ونمت التجارة العابرة للحدود بشكل مطرد بين البلدين، وتوجت بصفقة “مبادلة” الأخيرة لشراء حصة في ثاني أكبر حقل للغاز الطبيعي في إسرائيل بقيمة مليار دولار بدورها، استثمرت “القابضة” – أحد أحدث الصناديق السيادية في الإمارات وتدير أصولاً تقدر بنحو 110 مليارات دولار- بالفعل في شركة اللحوم الإسرائيلية “ألف فارمز”.

توسعات شركات التكنولوجيا الإسرائيلية

وستضيف الأرقام التي ناقشتها الصناديق السيادية الإماراتية إلى التوسع القياسي لشركات التكنولوجيا الإسرائيلية في جمع التمويلات، حيث جذبت الشركات الناشئة وحدها حوالي 26 مليار دولار العام الماضي، ويفتح المستثمرون العالميون من “سوفت بنك” إلى مجموعة “بلاكستون” فروعاً محلية في إسرائيل لاستكشاف الصفقات بشكل أفضل.

افتتحت عدة شركات وصناديق يقع مقرها في الإمارات العربية المتحدة مكاتب في إسرائيل، بما في ذلك شركة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابيةجي 42 (G42)، و”مكتب أبو ظبي للاستثمار” الذي تديره الدولة.

وافتتحت “رابيد” – إحدى شركات التكنولوجيا الأسرع نمواً في إسرائيل – مكتباً في دبي لجذب المواهب الدولية كوسيلة للتغلب على النقص المزمن في العمالة الذي تعاني منه الصناعة في إسرائيل.

توقفت بعض الصفقات الثنائية الأخرى ولم تتحقق بعد بعض الاستثمارات الضخمة الموعودة. تريد وزيرة الطاقة الإسرائيلية أن تلغي بلادها صفقة خط أنابيب نفط مع مجموعة من المستثمرين الإماراتيين بسبب مخاوف بيئية، مما يلقي بظلال من الشك على هذا الاتفاق الحساس سياسياً، الذي تم التوصل إليه مع الحكومة الإسرائيلية السابقة.