الحظر الإندونيسي لصادرات الفحم يهدد بتقويض احتياجات الطاقة في اقتصادات كبرى

اقتصادات الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية تستأثر بـ 73% من صادرات الفحم الإندونيسي

الحظر الإندونيسي لصادرات الفحم يهدد بتقويض احتياجات الطاقة في اقتصادات كبرى
أحمد فراج

أحمد فراج

1:14 م, الأثنين, 3 يناير 22

تعمل شركات الفحم في إندونيسيا على التوصل إلى حل سريع في مواجهة الحظر الحكومي المفروض على الصادرات، والذي تسبب بالفعل في ارتفاع أسعار الوقود ومن شأنه أن يهدد بتقويض احتياجات بعض أكبر اقتصادات العالم من الطاقة، بحسب وكالة رويترز.

وتعد إندونيسيا أكبر مصدر للفحم الحراري في العالم وقررت يوم السبت حظر الصادرات بسبب مخاوف من عدم قدرتها على تلبية احتياجات الطلب المحلي على الكهرباء.

اقتصادات الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية تستأثر بـ 73% من صادرات الفحم الإندونيسي

لكن الحظر يهدد بتقويض احتياجات الطاقة لأبرز الاقتصادات العالمية مثل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية التي استأثرت مجتمعة بما نسبته 73% من صادرات الفحم الإندونيسي في عام 2021، وفقا لبيانات من شركة كبلر لتتبع السفن.

ورغم أن مراكز تجارة الفحم الرئيسية مثل أستراليا تغلق يوم الإثنين، قالت ريا فياس محللة الأعمال التجارية لدى آي إنجري ناتشورال رسورزس إن أسعار الفحم المتجه إلى الساحل الغربي للهند ارتفعت بالفعل بما يصل إلى 500 روبية (6.73 دولار) للطن منذ الإعلان عن الحظر.

لكنها قالت إنها ليست على علم بإعلان أي جهة تصدير عن وجود حالة قاهرة، وهي الحالة التي لا تستطيع الشركات فيها توريد التزاماتها من الوقود بسبب أحداث خارجة عن إرادتها.

الحظر يأتي في أعقاب عام من الاضطرابات للفحم العالمي

ويأتي الحظر في أعقاب عام من الاضطرابات للفحم العالمي حيث ارتفعت الأسعار وسط أزمة إمدادات في الصين، أكبر مستهلك في العالم. وتشير بيانات من مؤسسة تسايشين إلى ارتفاع أسعار الفئة الأكثر استخداما في التصدير من الفحم الإندونيسي إلى مستوى قياسي بلغ 158 دولارا للطن في أكتوبر على الرغم من هبوطه 68 دولارا في 29 ديسمبر.

ومع عودة النشاط الاقتصادي خلال 2021، وبشكل أكبر من المتوقع ببعض الاقتصادات الكبرى، ومنها الصين، فشلت سوق الفحم في مواكبة انتعاش الطلب المرتفع على الوقود الأسود خلال العام الماضى، ما تسبّب بانخفاض المخزون وارتفاع الأسعار في سوق الفحم.

سوق الفحم تفشل في تغطية الطلب المرتفع

وفشلت سوق الفحم في تغطية الطلب المرتفع، ما أسهم في انقطاع التيار الكهربائي وتعطّل المصانع في الصين والهند، الأمر الذي دفع إلى زيادة الإنتاج، وفق وحدة أبحاث الطاقة.

وبالنسبة للدول المصدّرة للفحم، فلم تستطع الاستفادة من ارتفاع الأسعار الناتجة عن نقص المعروض؛ بسبب اضطراب سلاسل التوريد نتيجة اضطرابات المناخ، مثل الفيضانات التي تعرضت لها المناجم الإندونيسية.

يشار إلى أن زيادة الإنتاج في سوق الفحم خلال 2021 لتعويض نقص الطلب، جاء معظمها من مناجم موجودة أو أعيد فتحها بعد إغلاقها خلال مُدَد انخفاض الأسعار.

ارتفاع أسعار الفحم خلال 2021 بشكل أكبر

وأظهر تقرير لوكالة الطاقة ارتفاع أسعار الفحم خلال 2021 بشكل أكبر، مدعومًا بزيادة الطلب مقابل معروض منخفض، إضافة إلى اضطراب الإمداد وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي عالميًا.

وخلال 2021، ارتفع الطلب الصيني على الفحم بنسبة 10% خلال الستة أشهر الأولى من العام، وفي المقابل لم يستطع الإنتاج أن يواكب وتيرة ارتفاع الطلب بسبب إغلاق العديد من المناجم خلال الأعوام السابقة، مع مخاوف الحكومة من زيادة المعروض.

وفي أوائل أكتوبر 2021، سجلت أسعار الفحم أعلى مستوياتها على الإطلاق، فعلى سبيل المثال، بلغ سعر الفحم الحراري المستورد في السوق الأوروبية نحو 298 دولارًا للطن.

ومع تدخّل الحكومة الصينية لمواجهة الطلب المرتفع لتحقيق التوازن، كان لذلك تأثير سريع في الأسعار بصفة عامة، إذ تراجعت الأسعار في السوق الأوروبية إلى 150 دولارًا للطن بداية من منتصف نوفمبر 2021.