احتمالات فوز مارين لوبان تثير مخاوف المستثمرين في السندات الفرنسية

نجحت لوبان في تضييق الفارق الذي يفصلها عن ماكرون المتصدر خلال الأسابيع القليلة الماضية

احتمالات فوز مارين لوبان  تثير مخاوف المستثمرين في السندات الفرنسية
أيمن عزام

أيمن عزام

5:16 م, السبت, 9 أبريل 22

تسببت احتمالات فوز مارين لوبان بالرئاسة الفرنسية في إخافة المستثمرين في سوق السندات الفرنسية، وسط احتدام المنافسة بينها وإيمانويل ماكرون في استطلاعات الرأي قبل انعقاد الانتخابات الأحد القادم.

واقبل المستثمرون على التخلص من الديون الفرنسية الأسبوع الجاري، مما رفع تكاليف الاقتراض أجل 10 أعوام إلى أعلى مستوى لها خلال سبعة أعوام.

احتمالات فوز مارين لوبان

وتتجه العوائد لتسجيل خامس صعود شهري لها، وهي زيادة لا نظير لها خلال عقد كامل، مما يعبر عن مخاوف السوق بخصوص الخروج الوشيك من السياسات النقدية التيسيرية الفائقة في منطقة اليورو.

وأظهرت استطلاعات الرأي بعد جولة التصويت الأولى أن ماكرون ربما يواجه لوبان في جولة إعادة بعد أسبوعين، وهو توقع ربما يتبين أنه غير مؤكد.

ونجحت لوبان في تضييق الفارق الذي يفصلها عن ماكرون المتصدر خلال الاسابيع القليلة الماضية بعد الابتعاد عن تبني لغة معادية للاتحاد النقدي الأوروبي (اليورو) وإغراء الناخبين بوعود خفض أسعار البنزين وفرض ضرائب على شركات الطاقة الكبرى.

وتضرر جراء هذا متعاملو السندات الذين قفزت توقعاتهم بخصوص مخاطر الديون الفرنسية إلى أعلى مستوى خلال عامين.

وقال جوردان روتشستر الخبير الاستراتيجي لدى بنك نومورا انترناشنال إن لوبان باتت مقبولة لدى الأسواق هذه المرة، لأن الخروج من منطقة اليورو لم يعد واردا في حملتها الانتخابية.

سيؤدي فوز لوبان إلى دفع اليورو لمواصلة التراجع وتوسيع الفارق في العائد بين أثنين من السندات، بحسب روتشستر.

وكشف استطلاع للرأي نشر الجمعة عن أن ماكرون سيهزم لوبان في جولة الإعادة محققا نسبة 51% مقابل 49% لمنافسته.

شبكة أمان

ومن المتوقع حدوث تحول في سياسة البنك المركزي الأوروبي، إذ تخلص البنك من شبكة أمان لشراء السندات الشهر الماضي. تم طرح البرنامج الذي تقدر قيمته 1.85 تريليون يورو بغرض التصدي لجائحة فيروس كورونا في مارس 2020 مما ساعد على تثبيت تكاليف الاقتراض في المنطقة ذات العملة الواحدة.

وكشف محضر اجتماع الشهر الماضي عن أن بعض واضعي السياسات كانوا يرغبون في وضع موعد نهائي لبرنامج أصغر حجما مختص بشراء الأصول، ظل ساريا منذ عام 2015.

سيؤدي هذا إلى إفساح الطريق لرفع محتمل في الفائدة خلال الربع الثالث بغرض التصدي للتضخم في منطقة اليورو الذي تخطى بالفعل مستهدف ال2% بنحو أربعة مرات.

ويعمل البنك المركزي الأوروبي على وضع خطة سيتم عرضها على المجلس الحاكم، وذلك بغرض الحد من اهتزاز سوق الدين بفعل الصدمات التي يتم التعرض لها وتكون خارج نطاق سيطرة الحكومات، بحسب أشخاص رفضوا الكشف عن هوياتهم.

وتراهن الأسواق النقدية على زيادات بربع نقطة مئوية ربما يتم تمريرها في سبتمبر وديسمبر ستؤدي إلى رفع الفائدة على الإيداع إلى الصفر للمرة الأولى خلال ثمانية سنوات.  

ويتوقع محللون استطلعت بلومبرج آرائهم أن البنك المركزي الأوروبي سيقر رفع الفائدة للمرة الأولى خلال عقد في ديسمبر القادم.

مخاطر العدوى؟

ترى لوبان  بأنها مرشحة المواطنين العاديين الذين تصفهم بأنهم ” الصغار،” وحولت اهتمامها صوب تناول أزمة تكاليف المعيشة، لكن تعليقاتها السابقة المعادية للوحدة الأوروبية لا تزال تثير شكوكا لدى المستثمرين.

وقال ريشي مشرا المحلل لدى شركة فيتشرز فيرست:” إذا لم تقسم لوبان على ولائها لليورو، فإن الخطر يكمن في أن فوزها سيخلق مشاعر معادية لليورو وسيفتح الباب لعصر جديد من انعدام اليقين.”

سيؤدي هذا إلى إعادة إثارة المخاوف بخصوص الديون الإيطالية قبل انعقاد الانتخابات العامة  العام القادم وسيسهم في إحياء ذكريات تخص تصويت عام 2018 الذي أفسح المجال لإنشاء تحالف شعبوي يتصادم عادة مع الاتحاد الأوروبي بخصوص قيود الميزانية.

وفي ذلك الوقت، تم الدفع بأقساط العائد للديون الإيطالية لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال خمس سنوات، وهو مستوى لم يتم بلوغه منذ ذلك الحين. وقبيل انعقاد الانتخابات الفرنسية يوم الأحد القادم، فإن الفارق في العائد بين أثنتين من السندات الإيطالية قد ارتفع ليلامس أعلى مستوياتها خلال ستة أسابيع.

واضاف مشرا:” أكبر معاناة ستكون من نصيب السندات الإيطالية حال فوز لوبان.”

وبحسب بنك سيتي جروب، مبيعات السندات تتركز على الاستحقاقات أجل 10 سنوات، وسط توقعات بإقبال ألمانيا وإيطاليا وهولندا على بيع سندات بقيمة 20.5 مليار يورو.