خالد بدر الدين:
تعرضت البورصات العالمية لخسائر واضحة فى أول أسبوع عمل من العام الجديد، مع انكماش مؤشر MSCI ACWI لأسهم الشركات العالمية بأكثر من %6.2، واستمرار هبوط أسعار البترول، إلى حوالى 33.32 دولار للبرميل، لتسجل أدنى مستوى منذ حوالى 11 عاماً، واستمرار ضعف البيانات المالية، والاقتصادية فى الصين، وكان الذهب هو الفائز الوحيد إذ ارتفعت أسعاره بحوالى %4.
ذكرت وكالة رويترز، أن مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعى، لأسهم كبرى الشركات الأمريكية تراجعا بأكثر من %6 خلال الأسبوع الماضى، فى أسوأ أداء فى تاريخهما بسبب استمرار المخاوف من أن يضر التباطؤ الصينى بالاقتصاد العالمى، وذلك رغم بيانات أظهرت زيادة أكبر من التوقعات فى عدد الوظائف بالولايات المتحدة فى ديسمبر الماضى.
وأدى إنهيار البورصات الصينية بخسائر بلغت حوالى %10 لتسجل أضعف أداء أسبوعى لها منذ إنهيار السوق فى الصيف الماضى، إلى انكماش مؤشر ستوكس 600 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى، بحوالى %7 ليسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ أغسطس 2011، عندما خسر حوالى %10 بسبب أزمة الديون السيادية بمنطقة اليورو.
وحتى الأسهم اليابانية تعرضت لخسائر هائلة ليصبح العام الجديد هو أول عام تبدأه بورصة طوكيو بخمس جلسات متتالية من الخسائر منذ 1945، إذ هوى مؤشر نيكى 220 بحوالى %7، ومؤشر توبكس الأوسع نطاقا بأكثر من %6.5، مع تزايد المخاوف من التباطؤ الاقتصادى فى الصين، والتقلبات التى أثارها عدم استقرار عملتها مما جعل المستثمرين يتجهون إلى تقليص انكشافهم قبل عطلة نهاية الأسبوع التى ستستمر ثلاثة أيام .
وهوت مؤشرات جميع البورصات العربية بمنطقة الشرق الأوسط فى بداية العام الجديد، باستثناء بورصة تونس التى كسبت حوالى %2.7، إذ انكمش مؤشر بورصة الدوحة بأكثر من %6.3 وسوق مال دبى العام بحوالى %5.9 وكذلك سوق مال أبوظبى العام بحوالى %4 وبيروت اللبنانية، بأكثر من %2.1 والبحرينية والكويتية والمصرية، بأكثر من %1 لكل منها.
كان الفائز الوحيد وسط خسائر الأسهم والسلع الأولية، هو الذهب الذى قفزت أسعاره بحوالى %4 خلال العام الجديد ليصل سعر الأوقية إلى حوالى 1099 دولار، مع تزايد الطلب عليه باعتباره أفضل ملاذ آمن للمستثمرين، وسط تلك الأجواء المتشائمة لدرجة أن سعر أوقية الذهب تعادل الآن أكثر من 33 برميل بترول، لأول مرة منذ عام 1988.
ومع ذلك فقد انخفضت أسعار العديد من المعادن الأخرى، ومنها النحاس الذى هوى سعره إلى 4485 دولار للطن، ليسجل أدنى مستوى منذ مايو 2009، بعد أن خسر حوالى %25 العام الماضى، وكذلك النيكل الذى خسر أكثر من %40 فى 2015، وسط تزايد القلق من استمرار هبوط النمو، والطلب خلال الأسابيع القادمة فى الصين، أكبر مستهلك للمعادن فى العالم.