قنديل: انخفاض عمر الإصابة بأمراض القلب بسبب العيش فى المدن
أحمد صبرى:
أكد الدكتور حسام قنديل أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بجامعة القاهرة، أن الإستراتيجية الجديدة لعلاج أمراض القلب ترتبط بشكل لصيق بتنظيم المعيشة، والخروج من المساحات الضيقة فى العاصمة بالقاهرة، والإسكندرية، والاتجاه إلى المناطق المفتوحة حيث العيش فى مساحات واسعة لضمان صحة القلب، فى صحراء سيناء وسيوة والوادى الجديد.
وأشار فى كلمته بمؤتمر أمراض القلب لجامعة القاهرة الى رغبته فى أن تكون تلك هى سياسة الدولة الجديدة التى تدعم بتقديم خدمات وحوافز مادية، ورفع الدعم تماما خلال ٥ سنوات عمن يصرون على العيش فى القاهرة، لافتا الى أن هذا النظام مطبق فى بعض العواصم العالمية ذات الكثافات المرتفعة للسكان، ومن بينها باريس وطوكيو.
وأضاف أن علاج القلب فى مصر يعتمد على عدد من المراكز المتخصصة التابعة لوزارة الصحة والسكان، وغالبا تعمل جميعها بالتبرعات والجهود الذاتية فى أكثر الأحول.
وأشار الى أن الخطوط الإرشادية الجديدة أكدت عدم وضع حد اقصى لتناول الأغذية المحتوية على الكوليسترول، وهذا يعنى أن الفكرة القديمة بأن تناول البيض يزيد خطورة امراض القلب والشرايين التاجية أصبح غير صحيح الآن، وأن تناول بيضة واحدة يوميا لا يشكل خطورة على صحة الانسان العادى وليس ممنوعا لمرضى الشرايين التاجية، لافتا الى أن المرضى المصابين بالشرايين التاجية يجب أن يهتموا بتناول الادوية المخفضة للدهون مثل مجموعة ستاتين بالجرعات المناسبة، اكثر من الحرص على تناول غذاء خال تماما من الكوليسترول وبالتالى يمكنه تناول بيضه فى اليوم مثل الانسان الطبيعى دون حدوث اى زيادة فى المخاطر التى تصيب الشرايين التاجية، وهذا ينطبق على معظم الأغذية التى تحتوى على دهون مثل اللحوم الحمراء، والكبدة والجمبرى.
وحذر الدكتور قنديل من خطورة الأغذية المقلية، خصوصا باستخدام زيت النخيل، نظرا لأنها تؤدى الى تحور الدهون لنوع خطير يؤدى الى تدمير جدران الشرايين وهى المشبعة التى تنتج عن قلى الطعام فى درجات حرارة مرتفعة مثل الطعمية، والبطاطس المحمرة، لافتا الى أن أغلب انواع البطاطس المعبأة المقلية والتى تباع بالاسواق مصنعة بزيت النخيل وهو أردأ أنواع الزيوت ومحرم فى بعض الدول الغربية.
وقال إن معدل الوفيات بسبب امراض الشرايين انخفض بشكل واضح بسبب تطور العلاجات واستخدام الدعامات وتوفر القسطرة على مدى ٢٤ ساعة فى بعض المراكز لانقاذ حالات الجلطة الحادة، وتطور خدمات الرعايات المركزة، إلا أن المرض نفسه انتشر بصورة كبيرة ويظهر فى سن أصغر مع مرور الوقت بسبب ارتفاع نسبة الانتقال الى الحضر وهى أحد الأسباب المهمة للاصابة بأمراض القلب بسبب انخفاض الحركة فى المدينة.
واضاف أن تناول الأغذية المحفوظة سابقة الإعداد ترفع نسب الإصابة بامراض الشرايين، وفى العالم الغربى وامريكا تزداد بصورة واضحة بعد سن ٦٠ عاما، بينما فى مصر تظهر فى سن مبكرة تصل الى الثلاثينيات من العمر وتزداد مع تقدم السن، مشيرا الى فرق يصل الى ٢٠ عاما فى الاصابة المبكرة خصوصا بين الرجال.
ومن جانبه أشار الدكتور هشام صلاح الدين استاذ امراض القلب والاوعية الدموية بجامعة القاهرة، الى أن امراض القلب تمثل السبب الاول للوفاة فى مصر كما فى معظم دول العالم، حيث إن ثلث حالات الوفيات سببها القصور الحاد فى الشرايين التاجية، والجلطات الدماغية.
واضاف أن هناك عوامل متعددة تزيد خطورة وحدوث أمراض القلب من بينها ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول والدهون، والسكر، والتدخين، والطعام غير الصحى، وقلة الرياضة.
وأشار الى أن الخطوط الإرشادية الأمريكية لعلاج ارتفاع الكوليسترول أظهرت أن هناك ٤ انواع من المرضى يحتاجون لعلاج الكوليسترول باستخدام عقارات ستاتين منهم مرضى قصور الشرايين التاجية، والسكتة الدماغية، وتصلب الاوعية الطرفية، ومرضى السكر، والمرضى الذين يعانون من ارتفاع شديد فى نسب الكوليسترول، والذين يعانون من ارتفاع متوسط فى نسبة الكوليسترول مع وجود عوامل خطورة تجعلهم عرضة للوفاة خلال ١٠ سنوات مقبلة، ويستثنى من هؤلاء من لديه اسباب تمنعه من استخدام هذا العقار.