تخطط شركة أوريجينال إيكويبمنت مانيوفاكتشرر «OEM» الأمريكية لمكونات المركبات لخفض إنتاجها خلال النصف الحالى بحوالى 6 % بدلا من 3 % فى توقعاتها السابقة فى بداية العام الجارى بسبب استمرار نقص رقائق أشباه الموصلات -التى أدت إلى إغلاق وتعطيل العديد من مصانع السيارات على مستوى العالم من اليابان والصين إلى ألمانيا وإسبانيا وحتى الولايات المتحدة والمكسيك- حتى العام المقبل.
وأكد مونيش باتولاوالا رئيس الشئون المالية للشركة التى تتخذ من مدينة سان بول بولاية مينسوتا الأمريكية مقرا لها أن إنتاج المكونات لن يعود إلى مستواه قبل أزمة الرقائق حتى تتمكن شركات أشباه الموصلات من توريد كميات كافية باستمرار إلى مصانع السيارات حول العالم حتى تستطيع إنتاج الموديلات المبتكرة من المركبات الكهربائية وذاتية القيادة التى تحتاج إلى نسبة كبيرة من هذه الرقائق فى مكوناتها المختلفة.
ويتوقع المحللون فى المراكز البحثية العالمية المهتمة بأسواق السيارات تزايد الطلب على العرض نتيجة أزمة نقص رقائق أشباه الموصلات بحوالى 75 ألفا إلى 100 ألف وحدة خلال الشهرين المقبلين اللتين يزداد خلالها شراء السيارات مع قرب أعياد عيد الميلاد وإجازات السنة الجديدة مما يكبد شركات السيارات خسائر تقدر بحوالى 1 – 1.5 مليار دولار فى السوق الأمريكية وحدها.
وذكرت وكالة بلومبرج أن العديد من كبرى شركات السيارات العالمية ومنها تويوتا اليابانية وجنرال موتورز الأمريكية وفولكس فاجن الألمانية وماهيندرا الهندية ومرسيدس الألمانية اضطرت إلى خفض إنتاجها منذ العام الماضى بسبب أزمة نقص توريدات رقائق أشباه الموصلات التى جعلت تويوتا مثلا تعلن فى بداية سبتمبر الحالى عن خفض توقعاتها لإنتاجها هذا العام بسبب قيود التوريدات وكذلك نتيجة استمرار انتشار العدوى من فيروس كورونا فى جنوب شرق آسيا وخصوصا الهند.
وترى شركة جنرال موتورز أن تفاقم أزمة الرقائق ستستمر بقية شهور العام الجارى وعدم تحسنها إلا بعد النصف المقبل من عام 2022 على الأقل بينما حذرت شركة “فولكس فاجن” من أن أزمة أشباه الموصلات قد تستمر لعدة سنوات مع وجود نقص فى الرقائق العالمية واختناقات سلاسل التوريد العالمية التى أجبرت أيضا شركة هوندا اليابانية على إغلاق بعض من مصانعها و تقليص إنتاج بعضها الآخر،علاوة على أن هناك شركات عديدة تراجعت مبيعاتها خلال الشهر الماضى بسبب أزمة أشباه الموصلات ومنها شركة فورد بحوالى %33 فى السوق الأمريكية و«نيو» و«بينج» فى السوق الصينية بنسبة %35 و %11 على التوالى.
وقررت شركة فورد الأمريكية وقف عمل ورديتين من أصل ثلاث ورديات عمل فى مصنعها بمدينة ديربورن الأمريكية وغلق مصنع بمدينة كانساس سيتى المخصص لتصنيع سيارة «F-150» وستقلص لمرة جديدة إنتاج شاحناتها بسبب الشح فى أشباه الموصلات والتى أثرت بدورها على الإنتاج بينما سيعمل مصنع كنتاكى بثلثى ورديات العمل خلال الشهر الجارى بينما أجلت شركة تيسلا للمركبات الكهربائية إطلاق موديل رودستر الرياضية الفاخرة حتى عام 2023 بعد أن تم تأجيل إصدارها فى يناير، إلى أواخر صيف 2022 والتى كان من المقرر إطلاقها فى الأصل العام الماضي.
وتخطط وحدة سيات الإسبانية المملوكة لمجموعة فولكس فاجن لتمديد تعليق إنتاج موديلاتها وفى مصانعها بالقرب من مدينة برشلونة حتى وقت لاحق العام المقبل بسبب الاختناقات فى سلاسل توريد رقائق أشباه الموصلات كما تتفاوض مع النقابات العمالية على منح إجازات بدون مرتب للعمال فى المصانع التى أغلقتها وعلى إلغاء بعض نوبات العمل فى مصانع أخرى خلال الفترة من 27 سبتمبر الحالى وحتى 30 يونيو المقبل برغم تزايد الطلب على موديلات سيات و كوبرا بحسب خافيير روس نائب رئيس شركة سيات لشئون الموارد البشرية.
وأدى أيضا نقص الرقائق إلى إجبار العديد من شركات السيارات العالمية إلى وضع خطط لتباطؤ الإنتاج حتى العام المقبل وربما إلى عام 2023 خصوصا أنه من المؤكد انخفاض توريد سيارات الركوب والرياضية متعددة الأغراض بحوالى 180 ألفا إلى 190 ألف خلال الشهر الجارى بنسبة انخفاض 40 % عن مثيلتها خلال الشهرنفسه من العام الماضى وبعد أن هبط توريدها بحوالى 30 % خلال الشهر الماضى مقارنة مع الشهر نفسه من عام الوباء.
ورغم أن مبيعات السيارات فى الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم تراجعت فى شهر أغسطس وحده بحوالى 17.8 % بالمقارنة مع الشهر المقابل من العام الماضى الذى ظهر فى بدايته فيروس كورونا لتنزل إلى مايقرب من 1.8 مليون وحدة إلا أن المبيعات زادت بأكثر من 13.7 % خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجارى لتتجاوز 16.56 مليون وحدة عن الشهور نفسه من عام 2020 وإن كانت الصين تعانى من عجز 60 % فى إنتاج أشباه الموصلات التى تحتاج إليها شركات السيارات والأجهزة الإلكترونية وغيرها.