توقع خبراء التحليل الفنى استمرار تكبد البورصة المصرية مزيدًا من التراجعات، مع استنفادها الأخبار الجوهرية، وكسر «EGX30» مستوى 29700 نقطة اليوم –الثلاثاء- وتوجه المؤشر لاختبار دعم 28000 نقطة.
واستكمل الخبراء أن الثبات أعلى مستوى 28000 نقطة، ربما يدعم تحرك المؤشر عرضيًا حتى قرب 32000 نقطة، فيما يمثل كسر الدعم المذكور مزيدًا من الهبوط لمستويات قد تصل ما بين 26000 إلى 25000 نقطة.
وأنهت مؤشرات البورصة المصرية، تعاملات اليوم، على انخفاض جماعي، بعدما هبط “EGX30” بنحو 1.43%، ليغلق بمستوى 28675 نقطة، وبنسبة 1.16% تراجع EGX70 مستقرًا على 6211 نقطة، وسار على دربهما “EGX100” بـ0.73%، عند 8956 نقطة.
وبلغ إجمالى قيم التداولات على الأسهم 3.9 مليار جنيه، وفقد رأس المال السوقي لـ”المقيدة” نحو 17 مليارًا، ليغلق عند مستوى 1.888 تريليون جنيه.
واتجهت تعاملات المستثمرين المصريين والعرب، نحو الشراء بصافي 221.67 و166.55 مليون جنيه على الترتيب، مقابل بيع للأجانب بـنحو 388.22 مليون.
وقال ريمون نبيل، عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين، إن البورصة واصلت خلال جلسة اليوم –الثلاثاء- عمليات التصحيح الهابطة، عقب صعودها القوي في الربع الأخير من 2023، بدافع القفزات الكبيرة التي حققها الدولار في السوق الموازية.
وأضاف “نبيل” أنه عقب قرارات البنك المركزي بتحرير سعر الصرف في 6 مارس الحالي، شهد “EGX30″، ارتفاعًا قويًا، ليصل لمستهدفه فى الأجل المتوسط عند 34000 نقطة، وذلك بدعم من صعود عدد محدود من الأسهم لا يتعدى 5 فقط.
وتابع أنه مع استقرار سعر صرف الجنيه الرسمي وتمكنه من امتصاص تحركات السوق الموازية، دفع صناديق الاستثمار -بعد تحقيقها مكاسب كبرى خلال الربع الأخير من 2023، ونظيره الأول من 2024- نحو توجيه السيولة لسندات الخزانة، بعائد يصل إلى 30%، وبنسبة مخاطرة أقل.
وأشار إلى أن الضغوط البيعية التي شهدتها السوق خلال الفترة الأخيرة انعكست على غالبية الأسهم، لتسجل “القيادية” منها نسب انخفاض وصلت إلى 40%، وأسهم المضاربات بنحو 50%.
وقال “نبيل” إن ” EGX30″ لم يتمكن خلال تعاملات اليوم من الحفاظ على مستوى الدعم للمدى المتوسط عند 29700 نقطة، ما قد يدفعه لمواصلة التراجع لقرب 26000 نقطة.
وشدد على أن جلسة غد –الأربعاء- تعد حاسمة، لتوضيح مدى قدرة EGX30 على استعادة مستوى الدعم 29700 نقطة، أو تأكيد كسره لأسفل ومواصلة الهبوط، في ظل استنفاد البورصة المصرية كل الأخبار الجوهرية التي كانت تدفعها للمزيد من المكاسب.
وقال “نبيل” إن المؤشر الإيجابي حتى الآن هو ظهور قوى شرائية من قبل المستثمرين الأجانب خلال آخر 3 جلسات، ما قد يدعم “EGX30” لاستعادة المسار الصاعد، خاصة مع اقتراب إعلان نتائج أعمال الربع الأول من 2024.
ولفت إلى أنه حتى الآن، تظل الرؤية الفنية لمؤشر EGX30هي التحرك عرضيًا ما بين مستويات 28000 إلى 32000 نقطة، وذلك لحين ظهور أحداث جوهرية، مثل استحواذات أو اندماجات في القطاع العقاري والبتروكيماويات.
وعلى صعيد “EGX70″، قال “نبيل” إن المؤشر اقترب من مستوى دعم مهم عند 6100 نقطة، والذي يمثل كسره لأسفل إشارة للدخول في اتجاه هابط، أما في حالة الاستقرار أعلاه فإنه سيتحرك عرضيًا ما بين 6100 – 6800 نقطة.
وأشار محمد رضوان، محاضر ومحلل فني لأسواق المال بأكاديمية تريد بيديا – الإمارات المتحدة، إلى أن “EGX30” يمر بعمليات جنى أرباح طبيعية ممتدة على الأجل الزمني القصير والمتوسط، وذلك بعد أن سجل أعلى مستوياته على الإطلاق يوم 11 مارس عند 34500 نقطة، مؤكدًا أنه لا يزال يتحرك ضمن اتجاه عام صاعد على المدى طويل الأجل.
وتوقع “رضوان” اتجاه “EGX30″، على المدى القصير لاختبار منطقة دعم مهمة للغاية حول مستوى 28000 نقطة، لافتًا إلى أنه مع تراجع أحجام التداول مؤخرًا فإنه من المرجح أن يتماسك المؤشر، ومن ثم يعاود الارتداد الصعودي من جديد.
وقال “رضوان” إنه في حال ثبات المؤشر أعلى منطقة الدعم 28000 نقطة وتخطيه مقاومة 29700 نقطة سيكون المستهدف التالي 31800 – 32000، مشيرًا إلى أنه إذا عاودت الضغوط البيعية فإن المؤشر سيختبر قدرته على الاستقرار حول 28000، قبل الوصول إلى القاع الأخير 27000 -26450 نقطة
ولفت إلى أن تراجع المؤشر دون ذلك سيكون بمثابة تأكيد لإمكانية وصوله إلى 25000-25200 نقطة، معتبرًا كل تلك التراجعات حال حدوثها، بمثابة فرصة استثمارية متوسطة إلى طويلة الأجل.
وتابع إنه طالما هناك فارق ملحوظ بين معدلات التضخم وسعر الفائدة فإن الاستثمار في أسواق المخاطر المرتفعة “أسواق الأسهم” سيظل هو الأفضل.