أكدت شركة «DHL» العالمية أنها مازالت مستمرة فى تنفيذ توسعاتها الجديدة فى مصر رغم توتر الأوضاع الأمنية والسياسية.
وتسعى الشركة لتنفيذ المرحلة الأولى من خطتها مطلع العام الحالى، والتى تتكلف نحو 350 مليون جنيه، تستهدف إنشاء منطقة لوجيستية متكاملة بقرية البضائع بمطار القاهرة.
ويصل إجمالى الاستثمارات التى تسعى «دى إتش إل» لتنفيذها فى المشروع لنحو 500 مليون جنيه من المتوقع أن يتم الانتهاء منها خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وتستحوذ «دى إتش إل» العالمية على أكثر من 40% من صناعة الشحن والخدمات اللوجيستية العالمية بمختلف أنواعها حيث تمتلك الشركة أسطولاً من الطائرات يتجاوز 250 طائرة، كما تمتلك الشركة شبكة متكاملة من الفروع منتشرة فى أكثر من 220 دولة و100 ألف موظف لخدمة أكثر من 2.6 مليون عميل.
«المال» حاورت عمرو طنطاوى، المدير العام بشركة «دى إتش إل» فى مصر للكشف عن الملامح الرئيسية لعمل الشركة بالسوق المحلية خلال الفترة المقبلة.
قال طنطاوى إن الشركة لا تزال عند خطتها لضخ استثمارات بقيمة 500 مليون جنيه فى مشروع قرية البضائع على أن يبدأ ضخ 70% بما يعادل 350 مليون جنيه، من تلك الاستثمارات مطلع 2014.
وتابع طنطاوى: رغم الظروف الحالية، فإن الشركة مستمرة، لكن ليس بالسرعة نفسها التى كانت تسعى لها.
وأضاف المدير العام بشركة «DHL» فى مصر أن الاستثمارات التى يتم تنفيذها هى استثمارات طويلة الأجل لا تتأثر بالأحداث.
حظر التجوال طوال الفترة الماضية أثر بشكل سلبى على أعمال الشركة
ولفت إلى أن حظر التجوال طوال الفترة الماضية أثر بشكل سلبى على أعمال الشركة، حيث تراجعت بنسبة 30%، مؤكداً أن الشركة تأمل فى استقرار الأوضاع للعودة مرة أخرى للمعدلات الطبيعية.
وذكر أن المنطقة اللوجيستية عبارة عن مركز توزيع لوجيستى لخدمة منطقة شمال أفريقيا كمرحلة أولى ومنطقة وسط أفريقيا فى مرحلة لاحقة، بحيث يتم استغلالها فى إعادة توزيع المنتجات القادمة من أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وأشار المدير العام بشركة «DHL» إلى أن المبنى الرئيسى على مساحة 7500 متر، بالإضافة إلى صالتين، إحداهما لاستقبال الواردات على مساحة 15 ألف متر والأخرى على مساحة مماثلة للصادرات لتصل المساحة الكلية إلى 50 ألف متر كمرحلة أولى.
وقال إن «دى إتش إل» تسعى لتحويل مشروع قرية البضائع إلى منطقة تجميع عالمية على غرار منطقة «جبل على» فى دبى بحيث تكون وسيلة للتوزيع والشحن لمنطقة شمال أفريقيا كمرحلة أولى على أن تكون بوابة لدخول الشركة أسواق أفريقيا بالكامل.
وأوضح طنطاوى أن الشركة مازالت مستمرة فى مفاوضاتها مع وزارة الطيران المدنى للبدء فى تشغيل طائرتين يومياً بهدف الربط بين مصر والدول العربية وعلى وجه التحديد الخليج، إلى جانب ربط مصر بأوروبا لشراء المواد الخام اللازمة للسوق المحلية، وتابع: نسعى للحصول على موافقات تشغيل الطائرات فى أقرب وقت.
وعن خطط التوسع فى إقامة فروع تابعة للشركة بمحافظات الصعيد، قال المدير العام بشركة «DHL» إن الشركة أرجأت فتح فروع جديدة فى الصعيد فى الوقت الحالى لحين استقرار الأوضاع الأمنية، لكن «دى اتش إل» نظمت مجموعة من الزيارات للمناطق الصناعية الجديدة مثل الفيوم وبنى سويف والسادات والمنيا للاستقرار على أفضل الأماكن التى ستوجود بها الشركة.
ورجح المدير العام للشركة أن تكون منطقتا «بنى سويف» و«السادات» من أبرز المناطق المرشحة لإقامة مكاتب ومراكز للشحن الجوى والمراسلات الكتابية خلال الأيام القليلة المقبلة، متوقعاً أن تبدأ خطة التنفيذ بداية 2014.
الشركة تمتلك ما يقرب من 32 فرعًا موزعة فى جميع أنحاء الجمهورية
وقال إن الشركة تمتلك ما يقرب من 32 فرعًا موزعة فى جميع أنحاء الجمهورية، ولدينا استعداد للدخول فى أى منطقة جديدة عند وجود أعمال تتناسب مع إقامة تلك التوسعات.
وأكد المدير العام بشركة «DHL» فى مصر أنه فى حال نجاح المشروع ستقوم بالشركة بعمل مشروعات مماثلة، متوقعاً اتخاذ قرار بالتوسع فى مناطق جديدة خلال 5 سنوات.
وذكر طنطاوى إن «دى إتش إل» قد تدخل خلال الفترة المقبلة للمنافسة على أى أراض جديدة تطرحها الحكومة لإقامة مراكز لوجيستية خاصة فى منطقة شمال غرب خليج السويس، عبر إحدى الشركات التابعة لها المتخصصة فى مجال الشحن البرى والجوى وتداول الحاويات التى تم افتتاح فرع لها مؤخراً بالقاهرة.
وتابع طنطاوى: إن الشركة تخطط لزيادة أعمالها بالسوق المحلية بنسبة تتراوح بين 15 و17% خلال العام المقبل، مضيفاً أن المبيعات المحققة خلال عام 2013 بلغت نحو 300 مليون جنيه.
ولفت إلى أن الشركة تستحوذ على ما يقرب من 48% من إجمالى الحصة السوقية فى مصر فى الوقت الحالى والنسبة المتبقية موزعة على باقى الشركات، مؤكداً أن المشروع الجديد الذى ستنفذه الشركة سيساهم فى زيادة أعمال الشركة بشكل ملحوظ.
وأكد أن أهم ما يميز «دى إتش إل» شبكة الفروع التابعة لها فى حوالى 216 دولة حول العالم تسهل استيراد وتصدير المنتجات فى أسرع وقت ممكن، إلى جانب امتلاك الشركة أسطولاً عملاقًا من الطائرات.
وذكر المدير العام بشركة «DHL» فى مصر إن السوق المحلية لا تزال من الأسواق الناشئة فعلى سبيل المثال يعادل حجم التجارة فى تركيا 7 أضعاف حجم التجارة فى السوق المحلية.
معاملات الشركة مع مصلحة الجمارك تشهد صعوبات
وأشار طنطاوى إلى أن معاملات الشركة مع مصلحة الجمارك تشهد صعوبات، لافتًا إلى أن الشركة تحتاج إلى تفهم من الحكومة بشأن حساسية توقيت شحن المنتجات التى تعاقدت عليها «دى إتش إل»، فمن الممكن أن يتوقف المصنع بالكامل حال وقف أى مكون إنتاج لا يتجاوز وزنه 100 كيلو جرام.
وشدد طنطاوى على ضرورة معاملة منتجات الاكسبرس بطريقة مختلفة فلا يمكن معاملتها بنفس آلية المنتجات التى يتم استيرادها بكميات كبيرة خاصة أن الشركة تعانى من بطء الإجراءات بشكل مستمر.
أضاف أن غالبية معاملات الشركة «Business to Business»، حيث تتم بين الشركات وبعضها البعض وفى بعض الأحيان تكون بين فروع الشركات العالمية، بما يؤكد أن المعاملات منتظمة ولا يوجد بها تلاعب كبير مقارنة بالأشياء الأخرى التى تتم بشكل عشوائى عبر الانترنت.
وطالب المدير العام لـ«دى إتش إل» بضرورة زيادة جهات العرض التى تتولى إجراءات الافراج عن الواردات والصادرات لتقليل الفترة الزمنية اللازمة لإجراء تلك العملية.
وتابع طنطاوى إن القاعدة العامة للشركة أنها لا تسلم أى منتجات مغلقة وتتم مراجعتها بوجود العميل، والتوقيع عليها بمعرفة موظف الشركة ومرفق عليها التاريخ والساعة ويتم تمريرها على أجهزة الكشف المتخصصة.
وأكد المدير العام بشركة «DHL» أن المصلحة الرئيسية للشركة تحتم عليها ألا تكون طرفًا فى استيراد أى منتجات أو معدات ممنوعة حتى لا تتعرض الشركة لأى عقوبات قانونية قائلا: «شحنة واحدة من الممكن أن تؤدى إلى غلق الشركة والمجازفة بسمعتها».
وتابع إن غالبية الحالات التى يتم اكتشافها هى الأدوية المهربة عبر ألعاب الأطفال ولكن لم تضبط أى أسلحة أو ملابس للقوات المسلحة.
«دى إتش إل» ملتزمة بقوائم الممنوعات التى تحددها الجهات الحكومية
وأضاف طنطاوى أن «دى إتش إل» ملتزمة بقوائم الممنوعات التى تحددها الجهات الحكومية فى مصر سواء فى الاستقبال أو التصدير، فضلاً عن بعض المنتجات التى لا تفضل الشركة العمل بها كالخمور التى تتطلب إجراءات حمائية عالية ضد الكسر أو الاشتعال.
وعن مدى تأثير الأحداث الحالية فى سوريا على أعمال الشركة، قال طنطاوى إن مدير مكتب الشركة مازال موجودًا بها ولم يتوقف حتى الآن رغم اشتعال المعارك.
وعن التوسعات الخارجية بالمنطقة، أكد طنطاوى أن الشركة لديها فروع فى جميع الدول العربية، لكن تم افتتاح مركز توزيع إقليمى فى الصين أكتوبر 2012، بتكلفة استثمارية تقدر بحوالى 350 مليون دولار.
وعن رأيه فى المؤتمر الذى نظمته شركة «المال جى تى أم» بعنوان «المال والتمويل» الاسبوع الماضى، قال طنطاوى إن «دى إتش إل» العالمية تشارك فى المؤتمر بانتظام منذ فترة طويلة، خاصة أنه فرصة جيدة لمعرفة الوضع الحالى للسوق، وما معوقات النهوض بالاقتصاد وآليات حلها.
وقال المدير العام بشركة «DHL» إن توقيت المؤتمر مهم للغاية خاصة أنه يبعث رسالة للداخل والخارج بأن الحياة مستقرة ولم يتم تأجيل الحدث وقناعتى الشخصية لابد أن نتعامل مع الظروف من خلال الالتزام بالخطط ولا يتم تأجيلها إلا فى الظروف القهرية فى اليوم نفسه.
وتابع طنطاوى سأطرح رؤيتى حول النهوض بقطاع الاستيراد والتصدير وما الفرص التى تقدمها «دى إتش إل» بالقاهرة.
حجم أعمال «دى إتش إل» السنوية بالشرق الأوسط تبلغ 500 مليون يورو خلال 2011
ويقدر حجم أعمال «دى إتش إل» السنوية بمنطقة الشرق الأوسط بنحو 500 مليون يورو خلال عام 2011، منها 25 مليون يورو أعمالاً نفذتها الشركة فى مصر، حيث أعداد عملاء الشركة بالسوق المحلية نحو 2300 عميل.
وتسعى الشركة لإقامة مجمعات للخدمات اللوجيستية فى كل من آسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب البرازيل.
وتجدر الاشارة إلى أن شركة «دى إتش إل» فى مصر تابعة لمجموعة شركات مملوكة لديوتشل بوست والتى اشترت الأولى قبل 2003، بالإضافة إلى شركة “اكسبرس” وشركة «اكسل»، وغيرها وذلك لتقديم حلول لكل العملاء، حيث ان كل شركة متخصصة فى نوع من أنواع النقل، فشركة اكسل متخصصة فى ادارة المخازن والتوزيع الداخلى و«اكسبرس» متخصصة فى العينات وكل ما يحتاج للسرعة فى النقل، وبامتلاك ديوتشل بوست هذه الشركات جعل لديها قدرة كبيرة على المنافسة فى سوق الشحن والتفريغ على مستوى العالم.