انتشرت زراعة نبات “البلكم” بين أوساط المزارعين في محافظات الجيزة وبني سويف والفيوم، وهو نبات يشبه القمح في طريقة الزراعة والحصاد ولكنه يحتاج لوقت أقل بكثير من القمج.
ويعتمد على نبات “البلكم” في تغذية العصافير، ويزرع بين المواسم خاصة في شهر يونيو ويستمر 70 يوما فقط .
وأكد تقرير صادر عن وزارة الزراعة ممثلة في مركز البحوث الزراعية أنه من الممكن زراعة نبات البلكم وقت الفراغ وزرعه بين العروات، كما يطلق عليه “البانكو” كما يسميه المزارعون، وهو حبوب العصافير والطيور وهو زرعة سريعة ما بين العروات .
وأوضح التقرير أن هذا المحصول يستمر 70 إلي 75 يوما في الأرض ما بين العروة الصيفي والنيلي أو الشتوي ، يتكلف الفدان حوالي 2400 جنيه وينتج حوالي 950 ك إلي طن للفدان .
وأكد الدكتور محمد علي فهيم أستاذ المناخ الزراعي في وزارة الزراعة أن العام الماضي حققت زراعة البلكم نتائج جيدة حيث حقق الفدان 11 ألف جنيه من خلال بيع الطن بـ 9000 جنيه ، والتبن بـ 2000 جنيه .
وذكر فهيم أن كيلو التقاوي بـ 10 جنيهات والفدان يحتاج 15 ك والزراعة “بدار” في أحواض مثل القمح في آخر شهر يونيو وشهر يوليو ولا يحتاج إلا شيكارة 50 كيلو سماد أزوتي ويحتاج 5 ريات.
وأوضح فهيم أنه يتم حصده مثل القمح ويتم درسه بمصافي ضيقة عن القمح والفدان من السهل أن ينتج طن ويتحمل الملوحة .
يذكر أن عادة تربية الطيور والعصافير اصبحت متجزرة بين الفئات والشرائح المختلفة للمصريين، حيث لا يخلو منزل من قفص أو أكثر يتم فيه تربية الطيور الاليفة، كما تقام سوق أسبوعية في منطقة السيدة عائشة تتضمن جميع انواع طيور الزينة والاقفاص كل جمعة .
يذكر أن زراعة البلكم هي حديثة نوعا ما ولا يوجد خبرات في زراعة هذا المحصول بين أوساط الفلاحين، علي الرغم من سهولة زراعته وربحيته المضمونة، الا أن مصر تستورد كميات كبيرة من حبوب اطعام العصافير للمزارع.
قال الحاج حسين عبدالرحمن ابوصدام نقيب عام الفلاحين إن السر وراء اقبال المزارعين علي زراعة “البانكو” وهو (محصول ينتج حبوب تستخدم كغذاء للعصافير ) هو زيادة العائد الاقتصادي للبانكو بالمقارنة بالمحاصيل الصيفية المنافسة له حيث بدا المزارعون في الاونة الاخيرة البحث عن محاصيل جديدة تكون اكثر ربحية واقل تكلفة بعد انخفاض اسعار الذرة والقطن وتحديد مساحات معينة لزراعة الارز.
وأضاف أبوصدام أن المزارعين وجدوا في محصول البانكو البديل المناسب حيث تقل دورة حياته عن 3 اشهر وتتوفر تقاويه باسعار مناسبة ولا يحتاج الفدان لاكثر من شيكارة سماد وينتج نحو 900 كيلو من البذور ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة حيث تتراوح قيمة انتاجية الفدان من البذور والتبن ما بين 10الي 12 الف جنيه ، فيما لا تتعدي تكلفة الفدان 4 الاف جنيه ويمكن زراعة هذا المحصول لمرتين متتاليتين في نفس الارض.. ويمتاز هذا النبات بتحمله للملوحة وقصر دورة حياته مما يسهل زراعته بين العروات.
وأوضح أن اتجاه المزراعين لزراعة مثل هذه المحاصيل بمثابة جرس انذار للمسؤولين للاهتمام بوضع الية لتسويق محصول الذرة الاستيراتيجي كغذاء للإنسان وعلف للحيوان وخاصة الذرة الصفراء التي تستنزف ميزانية الدولة من العملة الصعبة نتيجة عملية الاستيراد حيث تعد الذرة الصفراء المكون الرئيسي في صناعة الأعلاف والتي اعتاد الكثير من الفلاحين في الاونة الاخيرة فرمها وتحويلها لسيلاج لتقليل مدة بقائها في الارض وتخفيض التكاليف مع ما يسببه ذلك من اهدار لهذا المحصول الهام.