شهدت البورصة المصرية على مدار الأسابيع الماضية أزمة سيولة قوية، وتدني حاد في التداولات، ما أرجعه خبراء في السوق إلى عدة عوامل أبرزها الهبوط القوي، الذي تعرضت له السوق، وتخارجات المستثمرون الأجانب، وعزوف المستثمرين عن ضخ أموال جديدة في ظل حالة الضبابية الراهنة.
78.5 مليار جنيه خسائر رأس المال السوقي في شهر ونصف
وفقد رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بالبورصة المصرية نحو 78.5 مليار جنيه منذ بداية تعاملات شهر مارس وحتى منتصف إبريل الجاري، بينما فقد المؤشر الرئيسى للبورصة نحو 12.6%من قيمته، وهبط مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 23.6%.
ودفعت أزمة السيولة التي تعرض لها السوق شركة ماكرو للمستحضرات الطبية، إلى تأجيل طرح الشركة عقب قطع خطوات فيه، حيث أتمت فترة الطرح الخاص.
وقال ياسر المصرى، رئيس شركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، وأضاف أن أزمة السيولة التى تعانى منها السوق حاليا ترجع بشكل أساسى إلى حركة الهبوط القوية التى تعرضت لها مؤخرًا، وتسببت فى عزوف المستثمرين عن ضخ استثمارات جديدة، فضلا عن تخارجات المستثمرين الأجانب، وخروج عدد كبير من الشركات القوية من البورصة.
وتعليقا على قدرة السوق على كيفية استقبال السوق لطروحات جديدة، أكد أن نجاح الطروحات الحكومية المتوقعة يرتبط بشكل أساسى بمدى قوة وجاذبية الطرح للمستثمرين، وأنه فى حال كان الطرح لشركة قوية سيجذب مستثمرين جدد للسوق.
وقالت رانيا يعقوب، رئيس شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية إن أزمة السيولة الحالية التي تشهدها السوق ترجع إلى حالة الهبوط العنيف التى تعرضت لها خلال الفترة الماضية، وحاجتها إلى تكوين قاع جديد، ما يدفعها إلى الدخول فى مرحلة تجميع، إضافة إلى لجوء عدد كبير من العملاء إلى إعادة هيكلة محافظهم، نتيجة حالة عدم اليقين، وترقب الأسواق.
وأشارت إلى أن الأوضاع التى تشهدها السوق حاليا ستستمر خلال الربع الثانى من العام الحالى، لافتة إلى أن أى طروحات قوية ستجذب دماء جديدة للسوق، ومن ثم سترتفع معدلات السيولة بالسوق.
وقالت جيهان يعقوب، العضو المنتدب لشركة إيجي ترند لتداول الأوراق المالية إن أزمة السيولة التى تواجهها السوق حاليا ناتجة عن عدم وضوح رؤية، ومخاوف المستثمرين من ضخ استثمارات جديدة بالسوق.
وقال محمد كمال، نائب رئيس شركة رواد لتداول الأوراق المالية إن أزمة السيولة التى أدت إلى إرجاء طرح «ماكرو» للمستحضرات الطبية، لن تؤثر بنفس المستوى على الطروحات الحكومية، لأنها تتمتع بمقومات قوية تدعمها للنجاح.