تواجه المصانع العاملة فى إنتاج منتجات البلاستك تحديات كبيرة فى ظل ارتفاع الأسعار العالمية للخامات المستخدمة فى الأسابيع الأخيرة، وخاصة البولى بروبلين والبولى إيثيلين وغيرها، وهو ما انعكس على المصنعين المحليين، فى ظل مخاوف من تأثير تلك الارتفاعات حال استمرارها على السوق المحلية.
وتأتى تلك الارتفاعات فى الوقت الذى تصارع فيه عدد من المصانع للبقاء أو لتحسين نتائج أعمالها فى ظل تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد والمستمرة منذ العام الماضى وحتى الآن وما نتج عنها من تغيرات فى طبيعة الإنتاج والاستهلاك.
وأكد المهندس مجدى الطاهر، رئيس مجلس إدارة «روبكس العالمية»، أن قطاع إنتاج منتجات البلاستك يشهد تباطؤا فى عمليات التصنيع نتيجة ارتفاع الخامات محلياً وعالميا فى الأسابيع الأخيرة والتى انعكست على اقتصادات التشغيل.
وأضاف أن الدولة اتجهت فى الفترة الأخيرة إلى إنتاج خامات البلاستيك إلا أننا تأخرنا كثيراً، لافتاً إلى أن هناك بعض المصانع التى تقوم بإنتاج بعض الخامات، لكننا لا نزال نستورد البولى بروبليين وبعض خامات البلاستيك الأخرى بالكامل من الخارج.
وأوضح رئيس مجلس ادارة «روبكس العالمية» أن مصر تقوم بأنتاج البولى إيثلين فى عدة مصانع محلية ولدينا أكتفاء كامل ويتم تصدير جزء منه للخارج.
وطالب الطاهر بضرورة أن يكون هناك نظرة عادلة لعدم رفع أسعار تلك الخامات المصنعة بمصر بشكل كبير على المنتجين المحليين نتيجة أرتفاع الأسعار العالمية.
ولفت رئيس مجلس ادارة «روبكس العالمية» إلى أن اغلب المستخدمين والمصانع غير قادرين على شراء الخامات نتيجة أرتفاع الأسعار ما أدى لتباطىء أو توقف عمليات الأنتاج.
وأشار الطاهر إلى أن هذا التباطئ يمتد لمنظومات التشغيل والتصنيع لكافة المصانع العاملة فى القطاع من المنتجات النهائية او المنتجات الأولية، لافتاً إلى أن بعض الخامات زادت أسعارها بشكل كبير وأبرزها البولى بروبليين فقد وصل سعر الطن إلى 51 ألف جنيه وأحياناً يصعب الحصول عليه بعد أن كان سعره قبل ثلاث أشهر 18 الف جنيه.
وحذر الطاهر من أمكانية أن تتوقف بعض المصانع عن الأنتاج خلال الفترة القادمة نتيجة عدم تقبل السوق لتلك الأسعار، خاصة أن هناك أزمة أقتصادية وهى أنعكست على القوى الشرائية.
ولفت رئيس مجلس ادارة «روبكس العالمية» إلى أن تراجع الحركة السياحية الوافدة للبلاد يؤثر على حركة مبيعات المنتجات الخاصة بالنوادى والمطاعم وغيرها من الأنشطة.
متوسط حجم المبيعات الشهرية حالياً يبلغ نحو 15 مليونا
وأكد أن شركته إذا قامت بالأنتاج وفقاً للطاقة الطبيعية لمجمع مصانعها فإن المبيعات الشهرية سوف تبلغ نحو 75 مليون جنيه، لافتاً إلى أن حجم المبيعات حالياً يبلغ نحو 15 مليون فقط فى المتوسط.
وأوضح رئيس مجلس ادارة «روبكس العالمية» أن الشركة تعمل بنحو %25 من طاقتها الأنتاجية نتيجة ظروف السوق وضعف القوى الشرائية، لافتاً إلى أن شركته لديها الطاقة الأنتاجية فى مصنع البلاستك تبلغ 650 طن شهرى لكن الشركة تنتج 200 طن فقط.
ولفت إلى أن إجمالى المبيعات التى كانت تخطط الشركة لتحقيقها فى 2020 كانت تتخطى 230 مليون بزيادة %15 عن المبيعات فى عام 2019 والتى تخطت200 مليون جنيه.
وتابع : لكن بكل أسف نتيجة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد بلغت الإيرادات الإجمالية للشركة عن عام 2020 مبلغ 175 مليون محققة خسارة قدرها 1.2مليون جنيه فقط نهاية العام، وهو بمثابة أنجاز كبير للشركة لأنها تكبدت خسائر بلغت نحو 12 مليون فى الخمسة أشهر الأولى من العام الماضى وكانت تعانى طوال الأشهر الباقية لتعويض تلك الخسائر.
وأشار رئيس مجلس ادارة «روبكس العالمية» إلى أن الأنشطة الرئيسية لمنتجات شركته تتمثل فى فرش الحدائق والفرش المنزلى وبلتات المصانع لأغراض التحميل من المنتجات البلاستيكية وصناعات البانيوهات وألواح الدعاية من الإكريلك وكبائن الحمام.
وأوضح «الطاهر»، أن هناك عدد من القطاعات الصناعية فى مصر لم يحدث لها تطور تكنولوجى منذ فترة طويلة بعضها يصل لعقود، لافتاً إلى أن المطلوب تقديم دعم لتحديث تكنولوجيا الصناعة بمصر لتخفيض فاتورة الواردات الصناعية وتوفير العملة الأجنبية.
وأكد رئيس مجلس ادارة شركة «روبكس العالمية» أننا لا نزال نستورد نحو %80 من أحتياجاتنا الصناعية من خارج مصر وبالتالى فلزم الانتباه لامر تطوير الصناعة وتنميتها والنهوض بها، والذى من شأنه توفير العملة الصعبة وتشغيل الايدى العاملة.
ولفت إلى أن الوضع الأقتصادى العالمى يشهد أزمة طاحنة على مستوى العالم، فضلاً عن وجود حرب تجارية معلنة بين الغرب والصين.
وأعتبر أن مصر من الدول التى لديها فرصة رائعة ولا تكرر لأستغلال تلك الأوضاع لزيادة صادراتها من أحتياجات تلك الدول، لافتاً إلى وجود أتجاه قوى لأوربا أن تجد كل ما هو بديل لصناعة الصين، فى ظل عدم قدرتهاعلى مقاطعة البضائع الصينية فى الوقت الراهن.
وأوضح أن أوربا غير قادرة على إعادة اقامة العديد من مصانعها الأوربية بعد ان اكتفت بنقلها للعمل فى الصين نتيجة أنخفاض تكلفة القوى العاملة.
وتابع : وبالتالى فهى تتمنى وجود قواعد صناعية قريبة منهم تغنيهم عن الإعتماد على الصين وهو ما يتيح فرص للمنتجات المصرية للنمو والانتشار حال حققنا الجودة المطلوبة والسعر المقبول.
ولفت إلى أن أقرب قواعد صناعية حالياً إلى أوربا هى تركيا، وهى التى تنعم بازدهار الطلب على منتجاتها حاليا نتيجة انتباههم وحسن استغلالهم لظروف الازمة العالمية ونتائج الحرب الاقتصادية الأمريكية الصينية.
ولفت الطاهر إلى نجاح مصر فى بناء هذه القاعدة قد تحفز مستثمرين صينيين للسعى لفتح مصانع فى مصر لأستهداف أسواق الدول الأوربية.
وأعتبر رئيس مجلس ادارة شركة «روبكس العالمية» أن تطوير الصناعة المحلية يستلزم عدة أجراءات تبدأ بتشجيع المصانع على تحديث معداتها عبر تقديم قروض ميسرة لتحديث الآلات والتعاقد على معدات جديدة حديثة.
وأشار كذلك إلى ضرورة طرح هيئة التنمية الصناعية للأراضى بسعر مغرى للمستثمرين وبمساحات تلائم احتياجاتهم ومتطلبات توسعاتهم، لافتاً إلى أن سعر المتر للأراضى الصناعية يبدأ من 750 جنيه ويتعدى الف جنيه، لافتاً إلى أن الأراضى الصناعية فى الصعيد تطرح مجاناً لكن ليس كل الأنشطة تستطيع أنشاء مصانعها فى تلك المناطق لعدة أعتبارات.
وأوضح رئيس مجلس ادارة «روبكس العالمية» عن أن الشركة تقوم بالتصدير لعدة دول أوربية وأفريقية وعربية ومنها الجديد، وأبرزها أسبانيا والبرتغال الجابون والكاميرون وتوجو وتنزانيا وموزمبيق ومدغشقر وزامبيا.
وأضاف أنه يتم التصدير إلى قبرص وبلجيكا، فضلاً عن أن الشركة تقوم بالتصدير لأسواق شمال أفريقيا بالكامل والتى تشمل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وللسنغال مؤخراً والتى تعد من الأسواق التصديرية الجديدة التى تستهدف الشركة أقتحامها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن دعم الصادرات يعد أحد الأدوات لتسهيل نفاذ المنتجات المصنعة محلياَ للأسواق الخارجية، خاصة ان هناك دول تنافسنا وتقوم بمنح دعم صادرات كبير لمنتجيها كتركيا التى تقوم بدفع من 10 – %15 والصين التى تقوم برد أعباء تصديرى بنسبة تراوح من 12 – %20.
وأوضح رئيس مجلس ادارة شركة «روبكس العالمية» أن دعم الصادرات فى مصر يبلغ من %6 الى %9 فقط، ورغم قيمته القليلة مقارنة بالدول المنافسة فإن تأخر صرفها لفترات طويلة تنعكس سلباً على أقتصاديات المُصدر.
وأوضح أن الشركة لها قاعدة عملاء فى فرنسا وأنجلترا والمانيا وأيطاليا وبلجيكا وغيره ومع ضبط السعر وفقاً لدعم الصادرات سيكون الأمر سهل فى أستئناف التصدير لهم نتيجة المنافسة من قبل عدة منتجين فى دول منافسة على تلك الأسواق كالتركى والإيرانى.
وتابع : تشتد تلك المنافسة فى بعض الدول مثل العراق وكازاخستان وروسيا والتى نتيجة قرب تلك الدول لها تكون التكلفة فى صالح منتجاتهم، لافتاً إلى أن أرتفاع تكلفة النقل البرى كانت من أهم عوامل توقف الصادرات إلى العراق وكازاخستان
الاهتمام بالمراكز البحثية أحد أدوات النهوض بالصناعة الوطنية
كما لفت الطاهر إلى أهمية تحفيز القطاع الخاص للأهتمام بالمراكز البحثية الخاصة كأحد أدوات النهوض بالصناعة الوطنية، لافتاً إلى أن أغلب مصانع الدول المتحضرة لديها مراكز بحثية خاصة بها، وهو على عكس الحال فى مصر والتى تعد أغلب مصانعنا بدون مراكز بحثية خاصة بها.
وأعتبر رئيس مجلس ادارة شركة «روبكس العالمية» أن هناك جهود بذلت لتطوير الصناعة فى السنوات الماضية، خاصة فى عهد المهندس طارق قابيل وزير الصناعة الأسبق والذى على سبيل المثال زار مدينة برج العرب مرتين فى أقل من عام واحد ما أنعكس على أهتمام المسؤلين فى تذليل عقبات المستثمرين خلال تلك الفترة.
كما شدّد الطاهرعلى مشكلات التهرب الضريبى والتى تؤثر على المنافسة، لافتاً إلى أن الشركة ملتزمة بالقواعد والأسس الضريبية والتأمينات وقواعد الامن الصناعى والبيئة وغيرة ولكن هناك منافسين لا يسددوا ضرائب ولاتأمينات ولا رسوم تراخيص وبعضهم يقوم بسرقة التيار الكهربائى وينعكس ذلك بالسلب على حركة البيع للشركات والمصانع الملتزمة، لافتاً إلى أن هناك فساد إدارى يجب علاجة خاصة فى حالات الضرائب الجزافية.