بعث صندوق النقد الدولي رسالة تحذيرية إلى كل حكومات العالم، قائلا إن عدم المساواة في العالم تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا وتؤدّي لتآكل ثقة الناس بحكوماتهم وإلى اضطرابات اجتماعية وفوضى.
وقال الصندوق في تقريره الصادر مؤخرا، إن “جائحة “كوفيد-19” أدّت إلى تفاقم مظاهر عدم المساواة والفقر التي كانت موجودة قبل وقوعها، كما برهنت على أهمية شبكات الأمان الاجتماعي.
وأضاف التقرير الذي نشر تمهيداً لاجتماعات الربيع أنّ “الجائحة كشفت النقاب أيضاً عن عدم المساواة في الحصول على الخدمات الأساسية – كالرعاية الصحية، والتعليم عالي الجودة، والبنية التحتية الرقمية – والتي قد تتسبّب بدورها في استمرار فجوات الدخل جيلاً تلو الآخر”.
تحذيرات من طول آمد التداعيات
وحذّر التقرير من أنّ التداعيات يمكن أن تكون طويلة الأمد، ولا سيّما على الأطفال والشباب المتحدّرين من الأسر الأكثر فقراً.
كما لفت الصندوق إلى أنّ الرقمنة المتسارعة التي نجمت عن الجائحة تجعل من الصعب على العمال ذوي المهارات المتدنّية العثور على عمل.
ولفتت المؤسسة المالية ومقرّها في واشنطن إلى أنه في ظلّ هذه الظروف “يمكن للمجتمعات أن تشهد استقطاباً أو أن تتدهور الثقة بالحكومة أو أن تحدث اضطرابات اجتماعية”، مضيفة أن “هذه العوامل تعقّد صياغة السياسات وتشكّل مخاطر على استقرار المجتمع”.
وأضاف التقرير: “ينبغي على الحكومات أن توفّر لكل فرد جرعة عادلة” من إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية، في إشارة مجازية إلى حملة التلقيح ضد “كوفيد-19”.
صندوق النقد يرفع مجددا توقعاته للنمو العالمي
قالت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي مؤخرا إن الصندوق سيرفع توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي في 2021 و2022 بعد انكماش بلغ 3.5 بالمئة العام الماضي، لكن ضبابية كثيفة ما زالت تكتنف الأوضاع المالية.
وقالت جورجيفا إن الاقتصاد العالمي ازداد قوة بعد أن أنفقت الحكومات نحو 16 تريليون دولار على إجراءات مالية لاحتواء أزمة كورونا وتخفيف تداعياتها الاقتصادية. لكن التطورات تنذر بتفاوت خطير بين المناطق والدول، بل وداخل الدولة الواحدة.
وأبلغت جورجيفا مجلس العلاقات الخارجية قبيل إصدار الصندوق توقعاته المحدثة للاقتصاد العالمي الأسبوع القادم: “اللقاحات غير متاحة بعد للجميع ولا في كل مكان. أعداد كبيرة من الناس ما زالت تواجه فقد الوظائف وتنامي الفقر.. دول عديدة تتخلف عن الركب.”