تعد مدينة القاهرة التاريخية أحد أبرز المدن التراثية القديمة على مستوى العالم، وقد تم تسجيلها على قائمة مواقع التراث العالمي باليونسكو عام 1979م؛ فهي مدينة حية غنية بآثارها المعمارية والفنية التي ترجع إلي الفترة التاريخية الممتدة ما بين العصر الروماني وعصر أسرة محمد علي.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قام مؤخرا بجولة تفقدية لعدد من مناطق القاهرة التاريخية منها وكالة الغوري والمناطق المحيطة، وذلك للوقوف على الوضع الحالى لهذه المنطقة واستعراض كافة التفاصيل المتعلقة بالمشروعات المقترح تنفيذها لتطويرها.
يأتي ذلك في إطار التكليفات الرئاسية بتكثيف العمل في مشروعات إحياء مناطق القاهرة التاريخية لإعادتها إلى رونقها ومظهرها الحضاري، مع الحفاظ على جميع المباني الأثرية والتراث المعماري، والسعي لإعادتها إلى بريقها الذي ظلت تتميز به على مدى سنوات طويلة بعد عقود من الإهمال.
وأوضح رئيس الوزراء أن الأعمال الاستشارية لمشروع تطوير القاهرة التاريخية تتضمن إعادة إحياء المباني التراثية ذات القيمة وإعادة توظيفها لدمجها في النسيج العمراني التاريخي، وإعادة تأهيل المباني ذات الحالة الجيدة والمتوسطة لتحسين الطابع العمراني، فضلا عن الارتقاء بالفراغات المفتوحة والعامة، ومسارات الحركة والمشاة.
وتضم منطقة القاهرة التاريخية نحو 537 مبنى أثريا مسجلة في التراث العالمي ومنظمة اليونيسكو، بحسب تصريحات .
ورصدت “المال” في هذا التقرير التفاصيل الكاملة لمشروع تطوير القاهرة التاريخية.
مخطط تطوير القاهرة التاريخية
- أعمال التطوير من المقرر أن تبدأ بالمنطقة المحيطة بمسجد الحاكم، وباب النصر، وباب الفتوح، على مساحة 14 فدانا، وحدودها شارع الجمالية شرقا، وشارع المعز غربا، وشارع الضبابية جنوبا، وسيتم ذلك بالتوازي مع المرحلة الأولى الخاصة بجمع البيانات عن الوضع الراهن للمنطقة.
- المنطقة الثانية التي ستشهد أعمال التطوير، هي منطقة جنوب باب زويلة، على مساحة 8.5 فدان، وتشمل المنطقة المحصورة بين شارع أحمد ماهر والدرب الجديد شمالا، حتى عطفة السبكي جنوبا، وتضم منطقة قصبة رضوان والخيامية حتى حمام القربية.
- المنطقة الثالثة للتطوير هي منطقة حارة الروم وباب زويلة، على مساحة 8 أفدنة، وتشمل المنطقة الواقعة خلف وكالة نفيسة البيضاء حتى حارة الروم شمالا وجنوبا حتى شارع أحمد ماهر والدرب الجديد.
- المنطقة الرابعة التي سيجري التطوير بها هي المنطقة المحيطة بمسجد الحسين وتشمل المنطقة المحددة بشارع الأزهر جنوبا وشارع سيد الدواخلي شرقا ومن الغرب شارع أم الغلام والدرب الأحمر، وشمالا حتى تقاطع شارع قصر الشوق مع الجمالية بمساحة 13.7 فدان.
- أما المنطقة الخامسة فهي منطقة درب اللبانة على مساحة 10.5 فدان، وتشمل منطقة قلب درب اللبانة المحددة بشارع سكة الكومي شرقا، وسكة المحجر وميدان صلاح الدين (ميدان القلعة) جنوبا، وكذلك الجزء المطل على شارع الرفاعي غربا.
نبذة تاريخية عن المشروع
تم تدشين مشروع تطوير القاهرة التاريخية عام 1998م اعتمادًا على الدراسة التى أعدها برنامج الإنماء التابع للأمم المتحدة (UNDP)، وبناء عليه قدمت وزارة الثقافة ورقة عمل لرئيس الوزراء وتم استصدار قرار بإعداد خطة عمل لاستكمال دراسات مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وفقا للصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار.
كما تم إنشاء مركز لدراسات تنمية القاهرة التاريخية، وإعداد قاعدة بيانات بالتعاون مع مركز معلومات مجلس الوزراء باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، ووضع برنامج لحماية وصيانة المبانى الأثرية والتاريخية بنطاق المشروع ينقسم إلى أربع مراحل تشمل 149 أثرًا متضمنة أعمال الحفظ والترميم والصيانة وإعادة التوظيف بمناطق الجمالية، والأزهر، والغوري، والدرب الأحمر، وباب الوزير.
بالإضافة لبعض مشروعات الترميم المستقلة مثل تلك الخاصة بمسجد أحمد بن طولون، وبيت السادات، وقصر الأمير طاز، وقصر محمد علي بشبرا، وسور مجرى العيون؛ ومشروعات البعثات والمنح الأجنبية للحفاظ والترميم مثلما في قبة شجر الدر، ومشهد السيدة رقية، وقبتى عاتكة والجعفري بشارع الخليفة، ومقعد وحوض قايتباي بجبانة المماليك بشرق القاهرة.
هذا إلى جانب مشروعات الحفاظ العمراني في القاهرة التاريخية مثل مشروع تطوير شارع المعز وشارع الجمالية، ومشروع إعادة تأهيل حارة الدرب الأصفر، ومشروع إعادة تأهيل مصر القديمة ومجمع الأديان، ومشروع إحياء منطقة السيدة زينب، ومشروع إحياء الدرب الأحمر.
وفى عام 2010 تم التنسيق مع منظمة اليونسكو ومركز التراث العالمي بباريس لإطلاق مشروع الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية بتمويل من الحكومة المصرية.
حوار مجتمعي وكيان مؤسسى
يشار إلى أن ، أكد أن الحكومة تعتزم إجراء حوار مجتمعي مع الخبراء وأهالي المنطقة لعرض المشروعات التي سيتم تنفيذها، لافتا إلى أن الهدف هو التحسين والتطوير لتحقيق الصالح العام للدولة وللمواطنين، رغم ما قد يكلفنا ذلك من مليارات الجنيهات.
وشدد مدبولي على أهمية الإسراع فى وضع تصور للكيان المؤسسى الذى سيدير منطقة القاهرة التاريخية، مشيرا إلى أن هذا الكيان ستكون له صلاحيات كاملة.